النحت .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النحت .. كتاب الفن في القرن العشرين

    النحت

    استمر النحت الحي في مطلع عصرنا هذا تحت سيطرة و رودان وحين ظهرت اتجاهات جديدة شرعت تقاومه . ولا تخرج أول الأمر عن اطار الجمالية الواقعية. ومع ذلك نجد بين من نادى بهذا الاتجاه نحاتين عملا في مشغل رودان نفسه هما : بورديل Bourdelle و دسیو Despiau .

    شارك بورديل استاذه تذوق الأعمال المثيرة . بيد أنه يهتم أكثر منه بالبنية وبالتوترات المعمارية المتوازنة. فإذا ما نحت تمثال كاهنة الاله باخوس ( ١٩٠٣ ) أو تمثال هيراكليس رامي السهام ( ۱۹۰۹ ) ، فإنه يعطي لأشخاصه مايجعلها تبدو وكأنها تعود إلى بلاد اليونان حين قليلة التمدن ، فترفض الحسي وتجابه المأساوي باستمرار . ومعنى ذلك أنها لا تملك قسوة الأقدمين فحسب، بل تملك أيضاً تعبيراً متوتراً تقوده رغبة الظهور بالبطولة إلى درجة المسرحية .

    أما ديسبيو فينحرف عن رودان ، أكثر من بورديل : لا شيء غريب عنه أكثر من المفجع أو البحث عن التصادم العنيف بين النور والظلام . إنه نحات أشخاص بصورة رئيسية لا ينظر إلى روح جليسه بقدر نظرته إلى شكل وجهه . وإذا ما ظهرت شخصيته حين حقق تمثالاً نصفياً لـ «فتاة صغيرة في اللاند » ( ١٩٠٤ ) ، فإنه لم يتقدم إلا ببطء ، وأكثر أعماله تعبيراً لم تنفذ إلا بعد عام ١٩٢٠ .

    و ممن عارضوا رودان دون أن ينكروا التقليد الواقعي يعتبر « مايول Maillol ، أثقلهم وزناً . فقد بدأ مصوراً ورأينا أنه كان على صلة بالأنبياء ، ولم يجذبه النحت إلا حوالي عام ۱۹۰۰ وكان على عتبة الأربعين من عمره ، ولكنه سريعاً ما وجد مواضيعه وأسلوبه وسيطرته . وما هي مواضيعه الفنية ؟ الحق يقال أنها ليست متنوعة ( البحر الأبيض المتوسط ) ، وه الليل الفعالية المكبلة ، فهي جلوساً وتارة وقوفاً . ولا يهتم مايول بالأفكار ولا بعلم النفس ، وفنه ليس فيه أقل شبهة من الأدب : ومن هذه الزاوية ، يقع على طرفي نقيض مع رودان . ويناقضه أيضاً في الأسلوب . ليس في أعماله شيء من الاضطراب ، ولا من شغف محموم ، ولا من مبالغة في الحركات وأحجامه ليست محفورة بل مدوّرة ، مملوءة وساكنة ، تنبثق عنها طاقة هادئة يعززها النموذج نفسه للجليس المفضل ، جسم قوي أكثر مما هو كيس ، يجهل الأناقة وأيضاً الاستهتار والضنى والمرض وكل فكرة تذكر بالخطيئة . إن شهوانية مايتول وثنية ، دون تبجح وبطبيعة كاملة .

    وإذا أردنا إرجاع هذا النحت إلى تقليد ما ، فعلينا أن نعود إلى اليونان ما قبل الكلاسيكية ، هذه التي أعجب بها الفنان والتي وجد فيها من جديد القوة والكمال دون تكلف ودون الاستسلام إلى أساليب الأقدمين . ولهذا يبتعد أيضاً فنه عن فن النحاتين الأكاديميين الذين يتصورون أن بإمكانهم التقرب من العصر القديم بالتقليد . إن جمالية مايول - بالنسبة للمستقبل - ليس لها إلا مدى قليل ، على الرغم مما تتحلى به أعماله من فتوة ، ومهما تحلى به سلوكه من المثالية باكتفائه بالاعتماد في التعبير على الفضائل النحتية وحدها . يستطيع فنان عبقري وساذج في القرن العشرين أن يعيد مؤقتاً القوى للتقليد الواقعي بيد أنه لا يمكنه أن يحول دون كونها محتضرة ، ولا أن يعيد لها خصباً دائماً .

    وهذا ما فهمه هؤلاء الذين حرصوا حوالي عام ۱۹۱۰ على إيجاد لغة للنحت ليست أقل جدة من لغه التصوير فمثلاً الألماني « ليهمبروك Lehmbruck » الذي استوطن في باريس عام ۱۹۱۰ ، شرع بعد عام بالاتجاه إلى التعبيرية . فراح يشوه بشكل الجسم الإنساني ، يطيله ، ويجعله نحيفاً ، ويعطيه نسباً لا تعرفها الطبيعة ولا تلبي مثالية الجمال الطبيعي . إنما تكمن في هذه النسب آراء النحات ومشاعره : فعمله المرأة الراكعة » ليست سوى طهارة روح وإيمان ملتهب ، أما عمله شاب واقف ليس سوى صورة المثالية قلقة ومهددة .

    أما التجديدات التي حققها دوشان فيللون Duchamp - Villon و «برانکوزی Brancusi » و « بوتشيوني Boccioni و «آرشیبنکو Archipenko » و «ماتیس Matisse » و «موديغلياني Modigliani و ( بيكاسو ) فهي جذرية أكثر. كان باستطاعة كل هؤلاء أن يرددوا مع غوغان » : أكبر خطأ هو الفن اليوناني » . وكان باستطاعة أغلبهم أن يصادق على هذه الجملة التي كتبها مايول : " يجب أن نكون تركيبيين ، يجب أن نعمل على غرار النحاتين العبيد الذين حولوا عشرين شكلا إلى واحد » . وبالفعل ، بينما يعطي مايول هذه النصيحة دون أن يعمل بها ، فإن لنحت العبيد بالنسبة لهؤلاء قيمة نموذجية ، وليس فقط نحت العبيد بل كل نحت بدائي وقديم . وعلى كل حال إذا ما تقربوا من النحت المذكور ليس دائماً بسبب تلقيهم تأثيره ، بل أيضاً لأنه الطبيعي أن يتقربوا منه طالما أنهم قطعوا الصلة . التقليد الواقعي . وهكذا فقد نحت ( ماتيس ) في عام ۱۹۰۹ ( ولم تكن أولى قطعه المنحوتة ) امرأة عارية واقفة ( لاسربانتين ) ( صلات قربي مع ) فينوس صغيرة من الفن العالي الروماني» يحتفظ بها متحف أورليان . ولم يحتفظ الفنان من الحقيقة سوى إيحاءات حجوم ، وإيقاعات وظرف ، وهذه الإيحاءات يترجمها بشكل يجعل السدف يتداخل بلين ويعطينا تأرجح خطوط أكثر ملتوية . وإذا كانت القولبة في هذا العمل بسيطة ، فهي مختلف ( رؤوس جانيت ) ۱۹۱۰ - ۱۹۱۳ التي نحتها : فالتحري عن تضادات أساسية يعطي للوجه شكل صنم قليل الملاحة - وليست هذه الناحية الأقل مغزى في هذه الأعمال التي تثبت أن « ماتيس » يجدد في هذا المجال بقدر تجديده في التصوير .

    هذا ينطبق أيضاً على " بيكاسو . إذا كان تمثاله المنحوت الأول صنع عام ۱۸۹۹ ، وبدأ فيه بالابتعاد عن الأسلوب الواقعي منذ عام ١٩٠٦ ، وفي عام ۱۹۱۰ ، عمد إلى قولبة رأس امرأة » عالجه حتماً التكعيبية . فكتلة الرأس تتجزأ لتصبح تجمع سطوح وتجويفات ونتوءات هندسية تحدها حواف قاسية .

    أما ( بوكشيوني ) فقد عمد إلى تجزئة مماثلة حين حقق صورة أمه في عام ١٩١١ . وبما أنه مخلص لشغفه بالديناميكية ، فقد ضاعف الحجوم المدببة والمنحنيات العنيفة ، وهذا بالذات ما يميزه عن ( بيكاسو ) . وفي عام ١٩١٣ ، نفذ أعمالاً نحتية عضلات في حالة حركة ، شكلاً فريداً لديمومة في الفضاء ، وفي سدفها نميز ما يشبه جسم إنسان ، بيد أ أن طبيعة السدف الحادة وانحناءاته السريعة المدببة ، والاندفاعات التزقة التي نحس فيها داخل الحجوم ، ووضع الاجمالي المفخم إلى حد ما ، كل هذا يوحي ، بواسطة أشكال مخترعة كلياً، بفعالية قوى تغلي تتخطى السبل الإنسانية .

    والتعبير عن الديناميكية يشغل أيضاً نحاتين آخرين خاصة ، دوشان - فيللون وأحياناً آرشيبنكو . وهذا الأخير من أصل روسي ، استقر في باريس عام ۱۹۰۸ . بعد ثلاث سنوات اتصل بالتكعيبيين ، مما حمله في البدء على تنميط جسم الإنسان وعلى إعطائه انحناءات رقوش عربية أنيقة . ثم ما أن أدرك بشكل أفضل تعاليم ( براك » و « بيكاسو ) حتى ابتعد عن شكل الجسم الحقيقي واخترع أشكالاً جديدة له . فمثلاً في منحوتته امرأة تسير » ( ۱۹۱۲ ) عبر عن شكل مدور بحجم مبسط ومقرن وهنا عبر عن نتوءات بحفرة أو بفراغ . وبروح . راح ينجز في عام ١٩١٤ ( منحوتات تصويرية ) بعضها مدرانو » ومؤلفة من مواد متنوعة : « خشب مدهون ، زجاج و معدن » . وقبل عام ، صنع نحتاً تجريدياً » مباراة ملاكمة حيث لا نرى سوى أشكال هندسية نتجابه بید أنه الجهات الجانبية ، وفي التضادات فيما بين الكتل ، وفيما بين الممتلىء والفارغ ، لا يصعب على المرء تمييز القوى التي تهاجم وتدافع . وإذا ما أعطت كافة هذه الأعمال مكانة للفنان ه آرشیبنکو بين مجددي العصر علينا أن نقر بأن الكثير من هذه الأعمال لم تتعد قط الصفة التزيينية وأن البحث كان أهم من التحقيق .

    وأمتن النحوت التي حققها التكعيبيون قبل عام ١٩١٤ التي جاءنا بها ( دوشان - فيللون ) ، وهو فنان كانت فترة إنتاجه قصيرة ولكنها خصبة للغاية. وفي عام ۱۹۱۰ تخطى تأثير رودان . وبعد أربعة أعوام اندلعت الحرب التي استنفرته فأصيب خلالها بمرض أودى بحياته في عام ۱۹۱۸ . وقد صنع خلال الفترة المذكورة بعض قطع البرونز وهي من أكثر نحوت القرن العشرين تعبيراً .

    وأول أعماله ذات الطابع الشخصي الكامل هو لشاب » ( ۱۹۱۰ ) . وبدون الاهتمام بمجموع العضلات وأيضاً بالاستغناء عن تجزئة الأحجام ، وبدون إظهار هذا النوع من الأجنحة المتخبطة التي نراها لدى « بوكشيوني » ، فإنه يطبع هذا التمثال النصفي بحركة قوية كي لا نقول عنيفة. أما في تمثاله « بودلير » ( ۱۹۱۱ ) فقد زاد تجمع الأشكال وامتلاؤها . ويصور هيئة الرجل ووجه الشاعر . ويعبر هذا التمثال الذي تتآلف فيه الحساسية بشكل جميل مع القسوة ويتآلف طابع الشخصية المميز مع الفخم الدماغ الحزين » وعن « القلب القاتم المستاء ، والفم الرقيق العريض المتعب من جراء تذوقه اللذة والمرارة مرات عديدة ، وبكلمة واحدة كل ما يميز مؤلف « زهور ا الخطيئة » و « نجمة باريس » .

    وفي منحوتته ( رأس امرأة ) التي صنعها بعد تمثال « بودلير تراجع الطابع الفردي الشخصي ونفكر حين ننظر إليها بقطعة صنم تمثال «جانيت » لـ « ماتيس » ، بيد أن تمثال « دوشان فيللون ، يبدو أكثر غموضاً وتزيد فيه روح السيطرة الشيطانية وفي عام ۱۹۱۳ ، نفل نقوشاً بارزة ، وجدد فيها بقدر ما جدد في المنحوتات. وأجسام منحوتته ( الحبيبان ) مجزأة إلى بعض الحجوم المسطحة أو المدينة التي مهما تكن مبسطة ، تبقى معبرة إلى أقصى الحدود فهي توحي بحرارة الشغف الغالب وبحلاوات الاستسلام .

    وبعد عام إذ استهوى موضوع الحصان دوشان - فيللون راح يقدم لنا تكويناً تجريدياً تتوازن فيه الأشكال الفعالة : فيتحلى بعضها برسم جانبي لين راسخ يحتوي وثبات الحصان وبعضها الآخر يوحي بتصلب ذراع آلية القدرة العمياء الباردة الكامنة في آلة من الفولاذ : بيد أن التركيب كامل وللمجموع قيمة رمزية أخاذة . وبين المنحوتات المستوحاة من الحضارة الصناعية في عصرنا ، فإن القليل منها يعبر بهذه القوة ، وبدون أدنى مبالغة عما لهذه الحضارة من إبداع وقسوة ومن جاذبية وجور . والخلاصة فموقف دوشان - فيللون قريب من موقف ليجيه » : فهما متفائلان بالمكننة ، يؤخذ الإثنان بالقدرة المنتشرة في العالم بفضل تلك المكننة .

    أكثر فن يتعارض هذه الديناميكية هو فن « برانكوزي » مع الهادىء النقي. ولد هذا الفنان في رومانيا ، ووصل باريس في عام ١٩٠٤ وراح يتأثر بـ « رودان » ، ا قبل كثيرين غيره من الفنانين . ولم تمض ثلاثة أعوام حتى أخذ طريقاً مختلفة . وإذ توقف عن إحياء النور على سطح الحجوم فإنه استبعد تفاصيل الأجسام والوجوه قاصداً الشكل المغلق ، والكتلة البدائية. بيد أن ( البدائية ) لا تعني العنف بالنسبة له . فتمثاله « رأس امرأة الذي نحته من الحجر عام ۱۹۰۸ لا يخلو من الحلاوة ، وكافة نحوت هذه الفترة مطبوعة بالنعومة . وفي ۱۹۰۹ - ۱۹۱۰ صنع أول تحفة له ( الحورية النائمة ) وهي رأس بسيط مستلقي يكاد يكون بنقاوة البيضة ، أشير فيه إلى العيون وإلى الفم بنعومة كبيرة ، أما الأنف فقد ظهر على شكل زاوية ناتئة دقيقة قليلة الانحناء . والقولبة دقيقة جداً حتى أن الشكل لا يبدو سوى تجسيم سلسلة الحالمة . ويبالغ « برانكوزي » في الزهد بيد أن المرء يستطيع أن يتساءل هذا الفنان أن يتخطى قوة التأثر الذي يثيره تمثاله « الحورية النائمة المتردد بشكل لذيذ بين الصورة البعيدة للحقيقة الخارجية إذا كان بوسع والهندسة القاسية .

    وفي منحوتته ( الآنسة بوغاني ) ( ۱۹۱۳ ) ، تقسو المنحنيات وتصبح حادة . أما الشكل فبتطهره أكثر يفقد من خفقانه ، ويقرب من التزيين . بيد أن الفنان يعرف كيف يتفادى الخطر ، وبعد عام ١٩١٤ ، تصبح أعماله من أنقى النحوت وأكثرها رقة بآن واحد .

    وحوالي عام ۱۹۰۹ أسدى « برانكوزي » النصائح للمصور الإيطالي موديغلياني الذي يقيم في باريس منذ عام ١٩٠٦ والذي انصرف خلال فترة من الزمن إلى النحت أكثر من انصرافه إلى التصوير . وهذا الأخير إذ مارس النحت المباشر الذي وصفه » برانكوزي » قائلاً : « انه الطريق الحقيقية نحو النحت بيد أنها أسوأ طريق للذين لا يعرفون السير فقد نفذ ( رؤوساً وتماثيل نسائية ) من الحجر . ويهتم بدقة الجوانب وبانتظام الحجوم أكثر من اهتمامه بحساسية السطح. وبالإضافة ، يعمل على إخراج قساوة المادة ، وتماسك الكتلة إلى حد أن الملامح المميزة للوجه لا تبدو إلا في مجال تلاؤمها مع شدة نقاوة الشكل . وهذه الرؤوس المتطاولة توحي بشيء من الكبرياء والتباعد ، وإذا كانت لا تتصف بالغموض الذي يحيط بتمثال ( الحورية النائمة ) فإنها تلفت النظر برقتها الباردة قليلاً وبأناقتها المتكلفة وكذلك بما فيها من مظهر قاطع وكهنوتي .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.13_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	57.6 كيلوبايت 
الهوية:	142366 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.13 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	76.5 كيلوبايت 
الهوية:	142367 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.14_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	77.4 كيلوبايت 
الهوية:	142368 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.14 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	75.4 كيلوبايت 
الهوية:	142369 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.15_1.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	77.0 كيلوبايت 
الهوية:	142370

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.15 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	73.3 كيلوبايت 
الهوية:	142372 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.16_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	76.1 كيلوبايت 
الهوية:	142373 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-05-2023 00.16 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	78.4 كيلوبايت 
الهوية:	142374


    sculpture

    Living sculpture continued at the beginning of our era under the control of Rodin, and when new trends emerged, they began to resist it. It does not go beyond the framework of realistic aesthetics. Nevertheless, we find among those who advocated this direction two sculptors who worked in Rodin's studio himself: Bourdelle and Despiau.

    Burdell shared his teacher's taste for stunts. However, he cares more than structure and balanced architectural tensions. If he sculpted the statue of the priestess of the god Bacchus (1903) or the statue of Hercules the archer (1909), then he gives his characters what makes them appear as if they were returning to Greece when it was less civilized, so it rejected the sensual and confronted the tragic constantly. This means that she not only has the cruelty of the ancients, but also has a tense expression that leads to the desire to appear heroic to the point of the play.

    Despio deviates from Rodin, more than from Bourdelle: nothing is more alien to him than the heartbreaking or search for the violent collision between light and dark. He is mainly a sculptor of people who does not look at the soul of his sitter as much as he looks at the shape of his face. And if his personality appeared when he achieved a statue Half of “A Little Girl in the Land” (1904), it progressed only slowly, and its most expressive works were not executed until after 1920.

    And those who opposed Rodin, without denying the realistic tradition, considered “Maillol, the heaviest of them.” He started as a photographer and we saw that he was connected to the prophets, and sculpture did not attract him until around 1900 when he was on the threshold of forty years of age, but he quickly found his themes, style and control. What are his artistic subjects? The truth is said that it is not diverse (the Mediterranean Sea), and it is the night. Rodin also contradicts him in style, there is nothing in his works of turbulence, frenzied passion, or exaggeration in movements, and his volumes are not engraved but rounded, full and still, emanating from them a calm energy that is reinforced by the same model of the favorite sitter, a strong body more than a bag, He is ignorant of elegance, as well as recklessness, misery, sickness, and every thought that reminds of sin.Maitul's sensuality is pagan, without boasting, and in full nature.Always sometimes naked women.

    And if we want to return this sculpture to a tradition, then we have to go back to pre-classical Greece, which the artist admired and in which he once again found strength and perfection without affectation and without surrendering to the methods of the ancients. This is why his art also moves away from the art of academic sculptors who imagine that they can approach the ancient era by imitation. Maillol's aesthetic—for the future—has little reach, despite her grace He has his youthful deeds, and no matter how idealistic his behavior is, he suffices to rely on the sculptural virtues alone for expression. A genius and naïve artist of the twentieth century can temporarily restore the forces of the realistic tradition, but he cannot prevent its moribundity, nor restore its permanent fertility.

    This was understood by those who were keen around 1910 to find a language for sculpture that was no less novel than the language of photography. For example, the German “Lehmbruck” who settled in Paris in 1910, started a year later towards expressionism. So he distorted the shape of the human body, lengthened it, made it thin, and gave it proportions that nature does not know and does not meet the ideal of natural beauty. It is in these proportions that the sculptor’s opinions and feelings lie: his work “The Kneeling Woman” is nothing but the purity of the soul and a burning faith, while his work “The Standing Young Man” is nothing but the image of idealism, restless and threatening.

    As for the innovations achieved by Duchamp-Villon, Brancusi, Boccioni, Archipenko, Matisse, Modigliani, and Picasso, they are more radical. All of them could repeat with Gauguin: “The greatest mistake is Greek art.” And most of them could endorse this sentence written by Maillol: “We must be synthetic, we must work like the slave sculptors who turned twenty forms into one.” Indeed, while Maillol gives this advice without acting on it, slave sculpture has for them an exemplary value, and not only slave sculpture but every primitive and ancient sculpture.

    From the aforementioned sculpture, not always because they received his influence, but also because it was natural for them to approach him as long as they severed the relationship. realistic tradition. Thus, Matisse sculpted in 1909 (and his first sculpted pieces) a standing nude woman (for a serpentine) were kinship ties with a “small Venus of Roman high art” kept by the Musée d'Orléans. And these suggestions he translates in a way that makes the veil overlap with softness and gives us the swing of more twisted lines.If the molding in this work is simple, then it is different (Janet heads (1910-1913) that he sculpted: the search for basic contrasts gives the face the shape of a fetish with little navigation - and this is not the least aspect Significance in these works, which prove that "Matisse" renews in this field as much as he renews in painting.

    This may also apply to Picasso. If his first sculpted statue was made in 1899, and he began to move away from the realistic style since 1906, and in 1910 he molded (a woman’s head), inevitably treating him as Cubism. Geometric bordered by harsh edges

    As for Boccioni, he sought similar fragmentation when he achieved the image of his mother in 1911. Since he is loyal to his passion for dynamism, he doubled the pointed volumes and violent curves, and this is what distinguishes him from «Picasso». In 1913, he executed sculptural works (Muscles in motion, a unique form of continuity in space), and in its septum we distinguish what looks like a human body, with the hand of The sharp nature of the shell and its quick, pointed curves, the shimmering rushes that we feel within the volumes, and the position of the somewhat grandiose aggregate, all this suggests, by means of completely invented forms, the effectiveness of boiling forces that transcend human means.

    Similar and expressive dynamism also occupies other sculptors, especially Duchamp-Villon and sometimes Archipenko. The latter is of Russian origin, settled in Paris in 1908. Three years later, he came into contact with the Cubists, which initially led him to standardize the human body and to give it curves and elegant Arabic inscriptions. Then, once he understood better the teachings of Braque and Picasso, he moved away from the real body shape and invented new forms for it. For example, in his sculpture a woman walking” (1912) he expressed a rounded shape with a simplified and horned size, and here he expressed protrusions with a hole or a void. And with a soul. In the year 1914, he completed (figurative sculptures (some of which were circles) and made of various materials: “painted wood, glass and metal.” A year earlier, he made an abstract sculpture “a boxing match” in which we only see geometric shapes facing each other, but they are the side sides, and in contrasts. Between the masses, and between the full and the empty, it is not difficult for one to distinguish the forces that attack and defend.If all these works give the artist H. Archipenko a place among the innovators of the era, we must admit that many of these works never exceeded the decorative character and that the research was more important than The investigation is called a drawing.

    It is the most grateful sculpture achieved by the Cubists before 1914, which was brought to us by Duchamp-Villon, an artist whose production period was short.

    But very fertile. In 1910, Rodin's influence overtook him. Four years later, the war broke out that mobilized him, during which he contracted a disease that took his life in 1918. During the aforementioned period, he made some bronze pieces, which are among the most expressive sculptures of the twentieth century.

    A bust and his first full-fledged personal work is of a young man » (1910). And without caring about the total muscles and also without dispensing with the fragmentation of volumes, and without showing the kind of flopping wings that we see in «Boccioni», he prints this bust with a strong movement, not to say violent. As for his statue "Baudelaire" (1911), the collection and fullness of forms increased. It depicts the man's body and the poet's face. This statue, in which sensitivity harmonizes beautifully with cruelty, and the distinctive character of the character harmonizes with the lavish, sad brain” and expresses “the dark, resentful heart, and the wide, thin mouth that is tired from tasting pleasure and bitterness many times, and in one word everything that distinguishes the author of “The Flowers of Sin” and The Star of Paris. serenity, expresses

    The situation is as it is - and in his sculpture (The Head of a Woman), which he made after the statue of «Baudelaire», the personal individuality retreated, and when we look at it, we think of a piece of the idol of the statue of «Janet» by «Matiss», but the statue of «Duschamp Fillon» appears more mysterious and the spirit of demonic control increases in it. In 1913, he added relief inscriptions, and renewed them as much as he renewed the sculptures.

    The flat or the city, which, no matter how simplified it is, remains expressive to the extreme, as it suggests the heat of the prevailing passion and the sweetness of surrender.

    A year later, attracted by the theme of Duchamp-Villon's horse, he presented us with an abstract composition in which the effective forms are balanced: some of them have a soft and firm profile that contains the stability of the horse, while others suggest the rigidity of the arm of the mechanism of blind, cold power inherent in a machine of steel: however, the composition is complete and the ensemble has a symbolic value. breathtaking. Among the sculptures inspired by the industrial civilization of our time, few of them express this force, and without the slightest exaggeration, the creativity, cruelty, attractiveness and injustice of this civilization. In conclusion, Duchamp-Villon's position is close to Leger's position »: they are optimistic about mechanization, and the two take into account the ability spread in the world thanks to that mechanization.

    The most art that contradicts this dynamic is the art of «Brancusi» with the calm and pure. This artist was born in Romania, and arrived in Paris in 1904. He was influenced by Rodin, before many other artists. Three years later, he took a different path. As he stopped reviving the light on the surface of volumes, he excluded the details of bodies and faces, meaning the closed form and the primitive mass. However, “primitive” does not mean violence for him. His statue “the head of a woman, which he carved from stone in 1908, is not devoid of sweetness, and all the sculptures of this period are printed with softness. In 1909-1910 he made his first masterpiece (The Sleeping Mermaid), which is a simple reclining head that almost It is as pure as an egg, I refer to the eyes and the mouth with great softness, either The touches of the nose, as it appeared in the form of a prominent, accurate, slightly curved angle. The molding is so precise that the figure appears to be nothing more than the embodiment of the dreamer's chain. "Brancusi" exaggerates asceticism, but one can ask this artist to transcend the force of influence aroused by his statue "The Sleeping Nymph, hesitating deliciously between the distant image of external reality, if he can, and the harsh geometry."

    In his sculpture (Miss Bogani” (1913), the curves harden and become sharp. As for the form, by purifying it more, it loses its flickering and approaches decoration. However, the artist knows how to avoid danger, and after 1914, his works become one of the purest and most delicate sculptures at the same time.

    Around the year 1909, Brancusi gave advice to the Italian photographer Modigliani, who had been living in Paris since 1906, and who, during a period of time, devoted himself more to sculpture than to photography. The latter, as he practiced direct sculpture, which was described by Brancusi, saying: “It is the real path towards sculpture, but it is the worst path for those who do not know how to walk.” He executed “heads and female statues” from stone. And he cares about the accuracy of the sides and the regularity of the sizes more than his interest in the sensitivity of the surface. In addition, it works to bring out the hardness of the material, and the cohesion of the mass to the extent that the distinctive features of the face do not appear except in the field of their compatibility with the intensity of the purity of the form. These elongated heads suggest a bit of pride and distance, and if they are not characterized by the mystery that surrounds the statue of (the sleeping mermaid), they draw attention with their slightly cold delicacy and grandiose elegance, as well as their categorical and priestly appearance.

    تعليق

    يعمل...
    X