«الأنمي».. تاريخ فني ومسارات إبداعية

فادية هاني يتحدث كتاب «الأنمي وأثره في الجيل العربي» للكاتب حيدر محمد الكعبي، عن هذه الرسوم المتحركة التي شكلت جزءاً من الطفولة، متسائلاً إذا ما كانت تبدو جميعها بهذه البراءة التي يعرفها الجمهور أم أن الأمر مختلف، مجيباً: أنه بلا شك أن الكثير من الأمور تغيرت مع وجود شبكة الإنترنت وإتاحة أشكال الأنمي المختلفة، مما أدى إلى انتشاره بشكل كبير بين أبناء العالم العربي، وهذا بدوره يستحق الوقوف لفهم طبيعة هذا الاختراق الثقافي الجديد، وسر انجذاب الكثير من المراهقين والشباب إليه.
ظاهرة
ويقدم الكتاب دراسة تحليلية لظاهرة الأنمي من خلال فهم أصولها وطبيعتها وتأثيرها لجعل المربين وأولياء الأمور على قدر من الوعي بحقيقة الخطر الذي يحمله الأنمي للمجتمع العربي والإسلامي.
وعرّف الكاتب «الأنمي» أنه مفردة مشتقة من كلمة «أنميشن» باللغة الإنجليزية وتعني الرسوم المتحركة وتم اختصارها لتمييز المنتج الياباني عن غيره، وبدأت رحلة الأنمي منذ 1917 حينما بدا اليابانيون بمحاولات مبدئية لصناعة أفلام الرسوم المتحركة القصيرة، لكنها بقيت في حالة من التذبذب حتى أواخر الحرب العالمية الثانية.
وفي 1937 شاهد «أوكاوا هيروشي» رئيس شركة «تواي» فيلم بياض الثلج من إنتاج شركة ديزني فقرر بناء استوديو خاص لصناعة الرسوم المتحركة اليابانية، فأرسل وفداً من اليابانيين إلى أمريكا لشركة ديزني للاستفادة، فكان أول فيلم أنتجه الاستوديو الياباني هو «أسطورة الأفعى البيضاء»، وفي 1962 ظهر الفنان «أوسامو تيزوكا» الذي أسس شركته الخاصة وأنتج من خلالها عدداً من الأعمال التي لاقت رواجاً واسعاً بين الدول مثل «الفتى استرو».
نجاح
وفي الثمانينيات انتعشت صناعة الأنمي بشكل كبير فصارت حاضرة ضمن الفصول الدراسية، وفي التسعينيات تحالفت معها بعض شركات الألعاب مثل «ننتيدندو» لإنتاج مسلسل «بوكيمون» الذي حقق نجاحاً هائلاً في عالم الرسوم المتحركة، بل صارت شخصية «بيكاتشو» مشهورة ومعروفة في أكثر من مئة دولة حول العالم، ومن هذه النقطة تحديداً تغير موقف الحكومة اليابانية من صناعة الأنمي، فبدأت وكالة الشؤون الثقافية اليابانية بإصدار الأنمي وألعاب الفيديو لغرض اقتصادي ولغرض آخر في غاية الضرورة وهو تحسين صورة اليابان أمام المجتمع الدولي.