أدريان ڤان أوستاد Adriaen van Ostade مصور وحفار هولندي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أدريان ڤان أوستاد Adriaen van Ostade مصور وحفار هولندي

    ڤان أوستاد (الأخوان -)
    أدريان فان أوستاد: «معلم المدرسة»
    (1662، متحف اللوفر)
    أدريان ڤان أوستاد Adriaen van Ostade مصور وحفار هولندي، ولد في هارلم Haarlem عام 1610 وتوفي فيها عام 1684. اشتهر بتصوير المناظر الطبيعية التي تمثل حياة الفلاحين والقرويين، وترك أكثر من تسعمئة عمل في التصوير، معظمها ذات أبعاد صغيرة نُفِّذ أغلبها على صفائح خشبية. كانت أعماله بالألوان المائية وأعماله الحفرية على درجة كبيرة من الأهمية، ومع هذه الوفرة من مناظر الطبيعة لم يرسم الفنان إلا عدداً قليلاً من الصور الشخصية.
    التحق أدريان بمرسم الفنان فرانس هالز Frans Hals نحو عام 1627 مع زميله أدريان بروير Adrian Brouwer، ومع أن المعلم هالز كان على قدر كبير من النفوذ والتأثير الفني، إلا أنه لا يُلحظ هذا التأثير في أعمال أدريان إلا بصعوبة، في حين أن تأثر زميله «بروير» كان على العكس من ذلك، واضحاً كل الوضوح، ولاسيما أن موضوعات كليهما كانت تدور حول حياة الفلاحين والقرويين والتسول والصعلكة.
    عُرف أدريان فناناً ذائع الصيت في تصوير حياة الفلاحين الخشنة الحافلة بالرعونة والصخب، وقد اتصفت أعماله الأولى بتسليط نور خافت على مجموعة من الفلاحين المخمورين، فجاءت على درجة عالية من الإتقان والحرفية، وتجلت فيها سيطرته على الدرجات اللونية وصوغه البارع للأشكال المختزلة، معتمداً على عدد محدود من الألوان والأشكال التي نحت منحى كاريكاتورياً صارماً، فطغت على المشهد بعمومه الجلافة والرعونة.
    كان اللون الطاغي في تصوير هذه المرحلة اللون الرمادي المشوب بالأزرق، وكذلك اللون البرونزي المتداخل مع الألوان المضيئة، فتجلت في هذه الأعمال تأثيرات بروير ومثال ذلك اللوحات: «ردهة المزرعة» و«داخل الحانة»، و«الفلاحون في الحانة».
    في عام 1634 انتسب أوستاد إلى رابطة النقابات في هارلم، وصار عميدها في عام 1662، فاستقر في هارلم ولم يغادرها ثانية إلا في رحلة قصيرة إلى أمستردام عام 1657 لأمر يتعلق بإتمام عقد زواجه.
    وفي أربعينات القرن السابع عشر انتهج أوستاد أسلوب الإشراق والعتمة، أو الظل والنور Chiaroscuro المفضل لدى رمبرانت Rembrandt، واقتبس منه ألوانه الذهبية، ومن أمثلة أعماله في هذه المرحلة: «داخل المدرسة» 1641 (اللوڤر Louvre)، و«عازف الكمان» 1648 (الإرميتاج Ermitage). تجلت روعة هذه الأعمال باستخدام رقة الألوان التي دلت على مقدرة عالية في استنباط قيم جمالية باستخدام أنصاف الدرجات اللونية. وفي خمسينيات القرن السابع عشر اتسمت مجموعة ألوانه بالتألق، فغالباً ما كان يستعمل اللون الأصفر الخافت جنباً إلى جنب مع البني، إضافة إلى درجات من البرتقالي المشوب بالأحمر (القرنفلي) الوردي والأرجواني الفاتح، وقد ظهر ذلك واضحاً في أعماله: «شجار السكارى»، و«حفلة موسيقية»، ولوحة «صور العائلة» التي اتسمت بسيطرة الألوان السوداء والبنية، وبالابتعاد عن مظاهر الغلو وشطحات الخيال والابتذال والاندفاع.
    بعد العام 1660، اختفت من أعماله نسبياً مظاهر الإشراق والعتمة، وأضحت طريقته في العمل أكثر نعومة وأكثر إمتاعاً من تلك التي عرفت في أعماله السابقة، حتى إن كثيراً من صوره فيما بعد مثل: «استراحة المسافرين» 1671، (رييكس Rijks)، بدت بعيدة كل البعد عن أسلوبه التعبيري السابق، ففي لوحتيه «القرية» و«عازف القيثارة»، أبدع أوستاد أجواء مفرحة صارت قدوة لعدد من تلاميذه ومقلديه، وقد أحيط بالتقدير والاحترام لدرجة أن بعضهم وضعه في منزلة رمبرانت، واستمرت شهرته تتنامى كذلك في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
    إسحاق فان أوستاد: «منظر شتاء» (1645)
    كـان من بين المصوريـن الذين ارتبطوا بالفنان أدريـان أخـوه إسحاق ڤان أوستادIsack van Ostade مـا بين (1621-1649) الذي وُلد وتوفي في هارلم.
    تتلمذ إسحاق على يد أخيه الأكبر، ورسم مثله المناظر الشتوية وحياة الفلاحين المتنقلين بين الحانات والنزل، وتأثر في البداية بأسلوب أخيه ولاسيما بأعمال أدريان الأولى، لكن إسحاق مضى قدماً واختط لنفسه طريقاً مستقلاً، فبلغ باجتهاده وطموحه أسلوباً متفرداً. وفي أربعينيات القرن السابع عشر، ظهرت أعمال إسحاق الأكثر تميزاً: مناظر الشتاء والأكواخ، وعربات الأحصنة، والفلاحون في حالة الاستراحة، وقد وصفت هذه المناظر بأنها من أجمل أعمال التصوير الهولندي التي تناولت مثل هذه الموضوعات.
    ومع أن هذا الفنان لم يعش طويلاً، إذ توفي عن عمر لم يناهز 28 ربيعاً، فقد تأثر به تلامذة كثر اقتدوا بأسلوبه في تصويرهم للريف والعربات والخيول الرمادية البيضاء، وترك لبلاده مجموعة من الأعمال الرائعة مثل: «اصطبل الخنازير»، و«الفلاحون يحتسون النبيذ»، و«فناء المزرعة»، ومناظر شتوية عدة احتلت مكانها في الموروث الهولندي بوصفها أعمالاً خالدة لما فيها من تأثيرات وضاءة وفضاءات هولندية شاسعة وصور ظلية silhouettes تبعث الحياة والحركة فيها.
    عبد الكريم فرج
يعمل...
X