محمد فوزي حبس عبد العال الحوFawzi (Mohammad-) مطرب مصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محمد فوزي حبس عبد العال الحوFawzi (Mohammad-) مطرب مصري

    فوزي (محمد -)
    (1918-1966)
    محمد فوزي حبس عبد العال الحو، مطرب مصري، ولد في مدينة طنطا وهو الابن الواحد والعشرون من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً، منهم المطربتان هدى سلطان وهند علام.
    مال محمد فوزي إلى الموسيقى والغناء مذ كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية، وتعلم العزف بالعود على يدي أحد رجال المطافئ من أصدقاء والده. تأثر بأغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وصار يغني أغانيهما على الناس في حديقة المنتزه، وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي. التحق بعد نيله الشهادة الإعدادية بمعهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة، وبعد عامين على ذلك تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين رتيبة وإنصاف رشدي قبل أن تغريه بديعة مصابني بالعمل في صالتها. حيث تعرف فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، ومحمود الشريف، وارتبط بصداقة متينة معهم، واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد في أعماله السينمائية. تقدم وهو في العشرين من عمره، إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بفريد الأطرش الذي سبقه إلى ذلك بعامين، فرسب مطرباً ونجح ملحناً مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحناً.
    كان الغناء هاجس محمد فوزي، لذا قرر إحياء أعمال سيد درويش لينطلق منها إلى ألحانه التي هي مِلْء رأسه، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً مغنياً بديلاً من المطرب إبراهيم حمودة في مسرحية «شهرزاد» لسيد درويش، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج زكي طليمات، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية، الأمر الذي أصابه بالإحباط، ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه، فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة فاطمة رشدي، التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته، العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فلبى عرضها شاكراً. وفي العام 1944 طلبه يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم «سيف الجلاد» يغني فيه من ألحانه أغنيتين، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه (محمد فوزي حبس عبد العال الحو) بمحمد فوزي فقط، فوافق من دون تردد.
    شاهد المخرج محمد كريم فيلم «سيف الجلاد»، وكان يبحث عن وجه جديد ليسند إليه دور البطولة في فيلم «صاحب السعادة» أمام سليمان نجيب والمطربة رجاء عبده، فوجد ضالته في محمد فوزي، واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفته العليا المفلطحة قليلاً، فخضع لطلبه، واكتشف بعدئذٍ أن محمد كريم كان على حق في هذا الأمر. وكان نجاحه في فيلم «صاحب السعادة» كبيراً غير متوقع، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي.
    مثّل محمد فوزي ولحّن وغنى منذ العام 1944 ولغاية العام 1966 ثلاثين فيلماً منها: «بنت باريز»، و«فاطمة وماريكا وراشيل»، و«من أين لك هذا»، و«قبلة في لبنان»، و«معجزة السماء والمجنونة»، و«مجد ودموع ونهاية قصة». وشاركته البطولة سيدات الغناء والشاشة في عصره مثل: رجاء عبده، وليلى مراد، ونور الهدى، وفايزة أحمد، وصباح، ونازك، ومديحة يسري، وتحية كريوكا، إلى جانب أعلام التمثيل والكوميديا مثل: زكي رستم، وسليمان نجيب، وعبد السلام النابلسي، وإسماعيل ياسين. حاول محمد فوزي أن يمنع شقيقته هدى سلطان من الغناء والتمثيل، لكنها استطاعت التخلص من وصايته عليها بزواجها من المخرج فؤاد الجزايرلي، ثم تزوجت الممثل فريد شوقي الذي كونت معه شركة أفلام العهد السينمائية، وقد أغراها النجاح الذي حققته مع زوجها فريد شوقي في السعي إلى الصلح مع أخيها الذي بارك زواجها، ورحب بالتعاون معهما وأنتج لهما فيلم «فتوات الحسينية»، ثم تعهد صوت شقيقته فلحن لها بعد أن اشتهرت بألحان السنباطي أغنيات: «لاموني»، و«يا ضاربين الودع»، و«أجري يا عمري»، و«ما عرفشي يا نينه»، و«عمري ما دقت الحب»، و«يا جميل أوصف جمالك».
    دأبت الإذاعة المصرية التي رفضته مطرباً، على إذاعة أغانيه السينمائية من دون أن تفكر بالتعاقد معه. وبعد ثورة يوليو/تموز 1952؛ دخل الإذاعة بقوة بأغانيه الوطنية كأغنية «بلدي أحببتك يا بلدي»، والدينية من مثل: «يا تواب يا غفور»، و«إلهي ما أعدلك». ومن أغاني الأطفال التي غنى بعضها في فيلم «معجزة السماء»: «طلع الفجر»، و«ماما زمانها جاية». كذلك اشترك مع مديحة يسري، وعماد حمدي، وشادية، وفريد شوقي، وهدى سلطان في رحلات قطار الرحمة التي أمرت بتسييره الثورة عام 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي، وقدَّم جانباً من فنه مع الفنانين الآخرين لمواساة المرضى في المستشفيات، وفي مراكز الرعاية الاجتماعية.
    جمع محمد فوزي ثروة كبيرة من أفلامه وألحانه وأغانيه، لكن هذه الثروة تبددت عندما تعاقد على شراء كميات كبيرة من أفلام الخام الملونة التي اكتشف فيما بعد أنها فاسدة بسبب سوء تخزينها، والفيلم الملون الوحيد الذي أنتجه منها هو فيلم «نهاية قصة» الذي شاركته البطولة فيه مديحة يسري. وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة التي مني بها؛ استطاع النهوض من جديد، فأسس مصنعاً وشركة لصناعة الأسطوانات وطباعتها، وكان هذا الأول من نوعه في الوطن العربي، وعرف المصنع باسم شركة الشرق للأسطوانات.
    تزوج محمد فوزي ثلاث مرات، ورزق من زوجته الأولى هداية ثلاثة أولاد، وقد لحن من أجلها وهو في أوج ولهه بها أغنيته الشهيرة «أنا قلبي خالي» التي غنتها ليلى مراد في فيلم «الماضي المجهول». ثم تزوج من الممثلة مديحة يسري، ودام هذا الزواج عشر سنوات انتهى بطلاقهما عام 1955، وفي عيد ميلاده الثالث والأربعين عام 1961 تزوج من السيدة كريمة عبد الله عبد الرحيم الإبراهيمية التي عرفت بفاتنة المعادي، وكان قد تقدم للزواج منها عشرة من المشاهير يأتي في مقدمتهم فريد الأطرش ويحيى شـاهين قبل أن يقع اختيارها على محمد فوزي، ودام هذا الـزواج حتى عام 1966.
    أصيب محمد فوزي بمرض عضال في العظام حار فيه مشاهير الأطباء في العالم ولاسيما في إنكلترا وألمانيا، وخضع لعمليات جراحية ولعلاج بالعقاقير المختلفة ثم بالأعشاب التي فاقمت من وضعه. سافرت به زوجته عام 1966 إلى أمريكا وأدخلته مستشفى البحرية الأمريكية في بوسطن حيث استخدموا الذرة في علاجه على ثلاث مراحل من دون جدوى، وتوفي في العام نفسه.
    لحن محمد فوزي وغنى لكبار الشعراء والزجالين منهم: علي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وأحمد رامي، وبيرم التونسي، وحسين السيد، وبديع خيري، ومأمون الشناوي، وفتحي قورة، وأبو السعود الإبياري، وعبد العزيز سلام.
    بلغت الأغنيات التي غناها في السينما وخارجها نحو مئتي أغنية منها: «ليه العشم وياك يا جميل»، و«ويلك يا مشتاق»، و«عوام يا أهل الهوى»، و«حبيبي حلفني»، و«يا محير قلبي»، و«من نظرة عين»، و«تعب الهوى قلبي»، و«عيد الميلاد».
    وبلغت الأغنيات التي لحنها لغيره من المطربين والمطربات ثمانين أغنية: منها أبيات من قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي غنتها المطربة نجاة علي باسم «وداع»، وأغنية «كل دقة في قلبي» للمطربة اللبنانية نازك، و«نشيد الجزائر» الذي لحنه إبان الثورة الجزائرية ليغدو فيما بعد النشيد الرسمي للجزائر. ولحن بأسلوب «الفرانكو آراب» (العربي الغربي) بعض الأغنيات للمطرب أورلاندو شقيق المطربة داليدا منها، «يا مصطفى» و«علي بابا وفطوطة». كذلك وضع محمد فوزي بعض الأوبريتات من أشهرها «الصباح رباح»، و«الساحر الصغير» إضافة إلى بعض الاسكتشات والمحاورات مثل «شحات الغرام»؛ التي غناها مع ليلى مراد، واستخدم فيها ناظمها بديع خيري عبارات المتسولين وأدواتهم في الاستعطاء مثل: من مال الله… الله يعطيك….
    انتخب محمد فوزي عام 1955 رئيساً لاتحاد المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى خلفاً لمحمد عبد الوهاب بعد منافسة ضارية مع فريد الأطرش بأكثرية خمسين صوتاً.
    اتبع محمد فوزي في ألحانه أسلوباً خفيفاً، ولاسيما في جمله الموسيقية الرشيقة المبهرة التي يقطع بها بين كلمات وشطرات أبيات الأغنيات بطريقة متفردة لم تعرف عند سواه، ولم يجاره فيها أحد، ويصح القول فيه إنه أسلوب السهل الممتنع؛ الذي يتجلى مثلاً في أغنيات: «يا أعز من عيني»، و«أنا قلبي خالي»، و«يا سلام عالوداد بعد الخصام»، وغيرها.
    صميم الشريف
يعمل...
X