لاسعادة إلا بالتجدد والارتقاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لاسعادة إلا بالتجدد والارتقاء

    على هامش الحلقة النقاشية"ماهي السعادة"..؟؟

    لاسعادة إلا بالتجدد والارتقاء
    . مقالة:سامي الحاج حسين
    الإنسان كائنٌ هادفٌ،وحاجاته متزايدةً إلى مالا حدود مع تقدُّم العلوم والتقنيَّات.
    فالإنسان دائم البحث وإيجاد السبل لتحقيق أمانه واستقراره وطمأنينته وتلاؤمه وكماله.
    ولايمكننا أن نقر بمفهوم مطلق للسعادة، مادام الإنسان عُرضةً للمرض والشيخوخة والعجز والموت والألم والشقاء،ومادامت سعادة الفرد مرتبطة بمن ينتمي إليهم و ينتمون إليه،لكنَّنا قد نتَّفق-مبدئيَّاً-على أنَّ السعادة هي حالةٌ نسبية أو هي العيش بمستوى معين من الاستقرار النفسيِّ والتوازن والهدوء النفسي والشعور بالرضى والارتياح والاكتفاء،أو هي تمتُّعِ الإنسان بنوعٍ من التوازن والاعتزاز بما حققه من نجاح وتحقيق للذات انطلاقاً من الظروفٍ التي انطلق منها..
    فالسعادةُ مسألةٌ نسبيَّةٌ تختلف باختلاف المكان والزمان واختلاف الجنس والعمر والثقافة والاجتهاد والميول والطباع والعادات..الخ
    لذلك فإن سعادة البدائيِّ مثلاً هيزغير سعادة المتحضِّر، وسعادة الطفل غير سعادة الراشد، وسعادة المرأة ليست كسعادة الرجل،وسعادة الرياضيِّ تختلف عن سعادة الأديب أو الموسيقيِّ أو العالم،وسعادة الطالب ليست كمثل سعادة العامل وهكذا.
    •وهكذا فالسعادة تنبع منَّا حين نعمل على تحقيقها وتصبُّ فينا من خلال ثمرة أهدافنا التي نجتهد لتحقيقها،وهي لاتتأتَّى لأحدٍ من فراغٍ،بل تتطلَّب مزيداً من بذل الجهد،والفكر،والكفاح العمليِّ والتشاركيِّ، والعطاء والتضحيات.
    وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ سعادة الفرد ومستوياتها متعددةُ الأشكال والجوانب،كسعادتي العقليِّة وسعادتي الاجتماعيِّة، والقلبيِّة أوالعاطفيِّةاو والخلقيِّة، والوجدانيِّة.أو سعادتي بالجانب الماديِّ أو الاقتصاديِّ الذي يعتبر عصب التطوِّر والبناء التحتيِّ أوالأساسيِّ لكلِّ تسهيلات الحياة .
    •وعلينا ألَّا نخلط بين السعادة واللَّذة الوقتيَّة العابرة،أو بين السعادة والانحلال الخلقيِّ،وبين السعادة والإدمان، أو بين السعادة والانحراف.
    فالسعادة الحقَّة تكمن في تحقيق إنسانيَّة الإنسان، ويمكننا فهمها على أنَّها درجةٌ عليا من التكيُّف السليم مع الذات ومع المجتمع ومع الواقع،وهي حالةٌ راقيةٌ مستقرةٌ نسبياً أو شِبه متواصلة .
    فالحياة دائبةُ الحركة والتطور،والإنسان وحدُه مَنْ يمنحها القيمة،ويجعل لها معنىً،وهو صانعٌ للحياة والحياة تصنعه وتؤثِّر بفاعليته وفكره وأهدافه .
    ونستنتج أخيراً أنَّ سِرَّ السعادة يكمن في تحقيق توازننا واحراز نجاحاتنا،وقدرتنا على العطاء والتألُّق،وشعورنا بإنسانيتنا وبالمرونة والتجدُّد والارتقاء.
    سوريا/حلب 7/7/2023
يعمل...
X