ريحاني (نجيب) Al-Rihani (Najib-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ريحاني (نجيب) Al-Rihani (Najib-)

    ريحاني (نجيب)

    Al-Rihani (Najib-) - Al-Rihani (Najib-)

    الريحاني (نجيب ـ)
    (1891 ـ 1949)

    إلياس نجيب الريحاني ممثل مسرحي وسينمائي مصري ولد وتوفي في القاهرة. نشأ في أسرة من الطبقة المتوسطة بحي باب الشعرية لأب من أصل عراقي وأم مصرية. درس بمدرسة الفرير بالخرنفش، وظل حتى عام 1916 في حال من عدم الاستقرار يتقلب بين المسرح والعمل الإداري. اشترك في بداية حياته الفنية مع الفنان عزيز عيد في تمثيل أدوار صغيرة بعروض الفرق الفرنسية الزائرة، انضم بعدها إلى فرق كثيرة منها فرقة سليم عطا الله. ثم التحق بفرقة الشيخ أحمد الشامي وتجول معها بأقاليم مصر. وفي عام 1914 التحق بفرقة جورج أبيض ولكنه سرعان ما تركها وعاد إلى فرقة عزيز عيد في حزيران من عام 1915، التي لم يستمر معها إلا فترة يسيرة. عمل بعد ذلك مع الممثل استيفان روستي في عروض لخيال الظل بمقهى «آبيه دي روز» حتى اهتدى إلى الشخصية التي شهرته على نطاق واسع: «كشكش بيه»، العمدة الريفي الذي ترك القرية بعد أن باع القطن وجاء إلى القاهرة لتبهره أنوارها وينفق نقوده على نسائها ثم يعود إلى قريته نادماً. تقمص الريحاني هذه الشخصية في سلسلة من المسرحيات القصيرة، استهل بها اللون المعروف بالفرانكو ـ آراب. كان العرض الأول «تعالي لي يابطة» بكازينو آبيه دي روز في أول تموز 1916، وتلاه «بستة ريال»، و«بكره في المشمش»، و«خليك تقيل»، و«هز ياوز»، و«اديلو جامد»، و«بلاش أونطة»، و«كشكش بك في باريس»، و«أحلام كشكش بك».
    ترك الريحاني مقهى آبيه دي روز وانتقل إلى مسرح أنشىء حديثاً هو «الإيجبسيانا» (المصرية) بعد أن أسس فرقته الخاصة به، وقدم عليه مسرحيات ذات طابع استعراضي: مثل «أم أحمد»، و«أم بكير»، و«حماتك بتحبك»، و«حمار وحلاوة». وهذه كلها من كتابة أمين صدقي الذي كان يقتبسها من مسرحيات فرنسية ويعرّبها لتوائم الحياة المصرية.
    بعد ذلك تعاون الريحاني مع المؤلف والزجّال بديع خيري الذي لازمه حتى وفاته، كاتباً له، في خلال تلك الحقبة، كل مسرحياته التالية وحوارات أفلامه. حدثت انعطافة أخرى في مسيرة الريحاني الفنية تجلت في لقائه بالفنان الموسيقي الكبير سيد درويش الذي لحن له استعراضاته اللاحقة: «العشرة الطيبة» التي قدمها عام 1920وهي من اقتباس محمد تيمور، و«الليالي الملاح»، و «البرنسيس»، و«الشاطر حسن»، و«أيام العز»، و«الفلوس»، و«مجلس الإنس»، و«لو كنت ملك»، واعتمدت معظمها على قصص (ألف ليلة وليلة)، وأسند البطولة النسائية فيها إلى الممثلة والراقصة بديعة مصابني[ر]، زوجة الريحاني. كانت عروض الريحاني السابقة مزيجاً من الفارس والفودفيل (مسرحية هزلية خفيفة) والأوبريت والمسرح الإرتجالي، وتتميز جميعها بالخفة والمرح المصحوبين بالرقص والغناء.
    وفي المدة ما بين 1926ـ1931، ومع تراجع المسرح الكوميدي التقليدي، وازدهار الدراما الجادة على يد الممثل يوسف وهبي[ر] وفرقة رمسيس، حاول الريحاني أن يقدم بعض الميلودرامات ليؤكد على أنه قادر على أداء ألوان جادة غير كوميدية، مثل «المتمردة» عام 1929، و«موفانا»، ولكن الجمهور لم يتقبل الريحاني نجم الكوميديا في هذا اللون من الفن المسرحي، فعاد إلى هزلياته الغنائية الاستعراضية، المعتمدة على بطلها كشكش بك، مثل «ليلة جان» (1927)، و«مملكة الحب»، و«الحظوظ»، و«يوم القيامة»، و«آه من النسوان»، و«إبقى اغمزني» (1928)، و«ياسمينه»، و«نجمة الصبح»، و«اتبحبح» 1929، و«ليلة نغنغة»، و«مصر باريس نيويورك»، و«أموت في كده»، و«عباسية» (1930).
    في المرحلة اللاحقة من تطور فن الريحاني، تراجعت شخصية كشكش بيه التي صارت نموذجاً بالياً، ورمزاً للنظام الاجتماعي القديم لتخلي الساحة للإنسان العادي، أو الإنسان الصغير ابن المدينة، وبدأت المساحة المخصصة للرقص والغناء في مسرحياته تتقلص شيئاً فشيئاً لصالح الكوميديا الناضجة المتماسكة منطقياً.
    كانت مسرحية «الجنيه المصري» (عن نص توباز للكاتب الفرنسي مارسيل بانيول) نقطة تحول في حياة الريحاني، وهي كوميديا اجتماعية مثلتها فرقة الريحاني على مسرح الكورسال عام 1931، وتتحدث عن تأثير المال على الفرد والجماعات وإفساده للضمائر وانتهاك الأخلاق والمبادئ. وشن الريحاني فيها هجوماً عنيفاً على مظاهر الفساد في المجتمع الحديث. ولكن المسرحية أخفقت، فعاد الريحاني إلى فكاهته المحببة في «الدنيا لما تضحك»، وبدأ يتخفف من نزعته الأخلاقية في «قسمتي»، و«حسن ومرقص وكوهين»، حتى اختفت هذه النزعة في «سلاح اليوم». ومنذ ذلك الوقت توقف هجومه على المجتمع وأخذ يهزأ منه، ونجح في إنجاز هذه التوليفة الريحانية من السخرية والشفقة والفكاهة، التي منحت أفضل كوميدياته صفاتها المميزة.
    أدى الريحاني في معظم مسرحيات تلك الحقبة أدواراً مختلفة تجسد إنساناً شريفاً نزيهاً متمسكاً بالقيم، على درجة من الدهاء والثقافة، ولكنه يائس مفلس وسيئ الحظ، مؤمن بالقدر، خفيف الظل ومتهكم، ساخر من أوجه الزيف والفساد والمظاهر الجوفاء في المجتمع. مثال ذلك « بندق أبو غزالة» الذي يسخر من قيادات الدولة المتخلفة في «حكم قراقوش» (1936)، ثم تحسين المدرس البائس في مسرحية «قسمتي» (1936)، و الكاتب الداهية «شحاتة» في إدارة الوقف في «لو كنت حليوة» (1938)، و أنور الموظف الصغير في مواجهة فتاة ثرية رعناء أفسدها التدليل في «الدلوعة» (1939)، ثم في دور « سليمان « المحامي المفلس الباحث عن كنز في قصر تتحكم في شؤونه عجوز تركية تعيش في الماضي في «إلا خمسة» (1943)، مثل «دور عباس» في «حسن ومرقص وكوهين» (1945).
    قدم الريحاني بعد عدة تجارب غير ناجحة في السينما، كممثل حوالي عشرة أفلام أهمها «سلامة في خير» (1937) من إخراج نيازي مصطفى، و«غزل البنات» (1949) بمشاركة ليلى مراد وأنور وجدي وسليمان نجيب بك.
    توفي نجيب الريحاني إثر إصابته بالتيفوئيد في 8 حزيران.
    محمود عبد الواحد
يعمل...
X