كتاب " ملامح من المسرح الليبي المعاصر " - تأليف : نوري عبد الدائم أبو عيسى 

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب " ملامح من المسرح الليبي المعاصر " - تأليف : نوري عبد الدائم أبو عيسى 


    كتاب " ملامح من المسرح الليبي المعاصر " تأليف : نوري عبد الدائم أبو عيسى

    مجلة الفنون المسرحية


    مقدمة

    تفتقر المكتبة الليبية الى دراسات تعني بالشأن المسرحي الليبي ، فما توفر منها لم تف حق مسيرة المسرح الليبي الذي يقترب من مائة عام ، رغم مساهمات العديد من الكتّاب والنقاد والمسرحيين أمثال " المرحوم بشير عريبي ، المرحوم سليمان كشلاف ، منصور بوشناف ، البوصيري عبدالله ، أحمد بللو ، أحمد عزيز ، عبدالحميد المجراب ، المهدي بوقرين ، سعيد المزوغي ..... وأخرون " إلا أن العديد من هذه المساهمات ما تزال الى الأن متناثرة في العديد من الصحف والمجلات الليبية ولم تجمع الى الأن لتأخذ طريقها نحو النشر .
    يتفق كل من الكتّاب " بشير عريبي " في كتابه " الفن والمسرح في ليبيا " ، " المهدي أبوقرين " في كتابه " تاربخ المسرح في الجماهيرية " و" عبدالحميد المجراب " في كتابه " المسرح الليبي في نصف قرن " وأبحاث الكاتب " البوصيري عبدالله " . في مساهماتهم على رصد وتأريخ الحركة المسرحية الليبية . بينما يتفق الأخرون على رصد ا لمشهد المسرحي المعاصر .
    هذا الكتاب محاولة لإلقاء الضوء عن مسيرة المسرح الليبي في فترة تقترب من الخمسين الى الستين عاماً من خلال ذاكرة العديد من المبدعين الرواد الذين أثروا المشهد المسرحي الليبي أمثال " أحمد البيزنطي ، المرحوم مصطفى الأمير ، شرف الدين ، …. الخ " مروراً بجيل السبعينيات من القرن الماضي من ممثلين وكتّاب ومخرجين ، كما يضم الكتاب قراءة في بعض الأعمال المسرحية التي تم عرضها ومتابعة لبعض المشاركات الليبية في " مهرجان القاهرة التجريبي ،وأيام قرطاج المسرحية " ومتابعة للتظاهرات المسرحية الليبية والمهرجانات المسرحية . هذه المساهمات نشرت في صفحة المسرح بمجلة المؤتمر من " 2003 – 2007 " بإستثناء مقال " الجمهور بين الحضور والغيّاب " الذي نشر في مجلة فضاءات " .

    أريد أن أنوه هنا بأن أغلب المسرحيين الذين أتيحت لي فرصة لقائهم كانوا ضمن نطاق مدينة طرابلس ، على أمل أن تتاح لي فرصة لقاء ومحاورة ما يتاح لي من المسرحيين الليبيين في باقي المدن الليبية .



    نوري عبدالدائم أبوعيسى
    جنزور / قامارا 7-12-2007 م


    أحمد البيزنطي....*.
    " ريادة "



    في مستهل النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي كان الحزب الفاشستي الإيطالي يلقي بضلاله على تفاصيل الحياة اليومية في ليبيا وفي ذات الوقت كانت مدينة طرابلس تخلو من أية فرقة مسرحية ، عدا فرق ونوادي تخص الجاليات المقيمة في طرابلس ، إضافة للنوادي الايطالية التي تحوي ضمن نشاطها نشاطاً مسرحياً. وقتها كانت مجموعة من المثقفين الليبيين الوطنيين " محمود نديم بن موسى ، مصطفى قدري معروف ، الشاعر احمد قنابة ، وراعي الفن الهادي المشيرقي " يحلمون بإنشاء فرقة مسرحية ليبية لملاحقة الركب الحضاري الذي يفرضه العصر ، تبنى هذا الحلم " مصطفى حميدة العجيلي " _ بإشراف الشاعر أحمد قنابة _ الذي رأى تكوين فرقة تضم خريجي مدرسة الفنون والصنايع ، تاركاً باب الأنتساب مفتوحاً أمام الأعضاء من خارج المدرسة وبهذا تم تشكيل أول نواة لفرقة محلية تحمل الصبغة الليبية بمدينة طرابلس (1936 م ) أتفق على تسميتها فرقة " مكتب الفنون والصنائع للتمثيل والموسيقى _ طرابلس الغرب " مقرها مدرسة الفنون والصنائع .
    قبل التوجه لمنزل الحاج " احمد عبدالله البيزنطي " هاتفت الاستاذ " محمد شرف الدين " لمرافقتي صحبة الفنان " أحمد السيفاو " - لإذابة الحاجز الزمني بيني وبين الحاج أحمد - الذي أبدى إستعداداً فورياً للذهاب " لتاجورا " محل إقامة ضيفنا ، وفي مكان غير بعيد عن ضريح " سيدي الأندلسي " أستقبلنا وحيده " عادل " لمرافقتنا لصالة جلوس معدة بترتيب ليبي لا يخلو من أناقة حيث يجلس " البيزنطي " الذي أستقبلنا بحفاوة تليق بأصالة هذه الأسرة التي تضرب جدورها في ليببيا منذ قرون .
    * :- هل نحكي عن البدايات ؟
    البيزنطي : - .... أنا لم أكن ضمن خريجي مكتب الفنون والصنايع كنت من المؤسسين الذين أنتسبو إليها من خارج المدرسة صحبة "علي الفلاح ، وبشير عريبي ، وعلي القروش " فكنت ممثلاً في الفرقة وضمن أفراد التخت الشرقي الذي كان بقيادة الفنان " عثمان نجيم " كعازف " طبلة " . كما تعلمون فالفرقة كان برنامجها يضم عملاً مسرحياً إضافة لأمسية موسيقية أو مشاهد يتخللها " مونولوج ضاحك " . لم نمكث كثيراً في هذا المقر _ صالة الملاكمة بالمدرسة _ فسرعان ما أخطرنا بوجوب البحث عن مقر جديد بناء على رغبة مدير المدرسة في ذلك الوقت ، فتم البحث على مقر الذي يتمثل في حجرة صغيرة بأحدى الفنادق بشارع درغوت باشا.
    * :- مازلت تذكر أول عمل للفرقة ؟
    البيزنطي :- كانت بعنوان " وديعة الحاج فيروز الخرساني " ** التي عرضت بمسرح " البوليتياما " النصر حاليا ،وتوالت الأعمال " عبدالرحمن الناصر " " حلم المأمون " ... وقتها فرض علينا الاستعمار تغيير الأسم الى " الليتوريو الإسلامية للتمثيل والغنا " ." أسوشيا زيوني موسلمانا ليتوريو " فتم التحايل من قبل الدكتور " مصطفى العجيلي " بأن أعتمد الأحرف الأولى من الجملة لتصبح فيما بعد فرقة " ا.م.ل " .
    * :- عملت كثيراً مع الفنان " محمد حمدي " ما هي أهم ملامحه على المسرح ؟
    البيزنطي :- حمدي من القدرات الاستثنائية ولديه حضور أخاذ فبمجرد خروجه على المسرح يفتح شهية الضحك عند المشاهدين ... لقد رافقته كثيراً وعملنا الكثير من الأعمال ... كم كان يتمنى أن تظهر صورته في الصحافة حتى أنه بروحه الخفيفة يقول : هل لابد أن أموت لتظهر صورتي في الجرايد ؟ ... لقب " ببربري طرابلس " لتشابهه مع الفنان علي الكسار " بربري مصر " فقد كان متأثراً بذلك الفنان مع إضفاء الروح الليبية على أدائه . قدمنا من خلالها – أي الأمل - العديد من الأعمال " عصمان البحري " بطولة حمدي وهي رواية مقتبسة من أعمال علي الكسار و" المريض " و " الصديق المنافق ". كان وقتها مختار الأسود صغيراً يعد لنا الشاي و " يعول علينا " وكانت ضمن فرقة الأناشيد .
    * :- ...........
    البيزنطي :- ... استمرت فرقة " الأمل " الى غاية دخول " الأنجليز " لمدينة طرابلس أثناء الحرب العالمية الثانية التي دمرت العديد من المباني طالت منزل العائلة بشارع الفنيدقة بالمدينة القديمة ، ومقر الفرقة . فبعد رفع منع التجول الذي فرضه الأنجليز أستأنفنا نشاطنا في مقر جديد بمنزل النحايسي بحومة البلدية وبأسم جديد " جمعية النهضة الطرابلسية للتمثيل والموسيقى " . بعدها أنتقلنا الى فندق " فكتوريو " الذي يملكه " محمد قنابة " خلف المصرف المركزي حالياً . و تم الانضمام الى " نادي العمال " الذي يضم ضمن أعضائه " أحمد راغب الحصايري " ورئيسه فيما بعد . قدمنا مسرحية " ناكر الجميل " وهي رواية تاريخية جسد أدوارها " عثمان نجيم " دور الملك ، وانا دور الأمير ، و " علي القروش " وزير ، والعديد من الجنود لا أذكر تفاصيلها الأن ، . كانت المناظر من تصميم الأستاذ فؤاد الكعبازي والمهدي الشريف بعدها تلتها " غرام وانتقام ، العودة الى المدرسة ، وخيانة الاصحاب " كلها من تاليف " حسن يوسف " وأخراج مصطفى العجيلي "... بعد " نادي العمال " وبنفس الأشخاص تقريباً وبنفس النهج أنشيئت " الفرقة الوطنية للتمثيل ".
    *:- كيف كان يسير العمل في ذلك الوقت ؟
    البيزنطي / شرف الدين :- كان العمل جماعياً ولكن غالباً مايتم عن طريق مدير الفرقة والقدر الأكبر عن طريق مصطفى العجيلي ..... الى أن أستعنا بالأستاذ " عبدالحميد البدوي " سنة ( 1938 م ) وهو زميلاً ل" يوسف وهبي " وقتها أهداء لنا الشيخ " عبدالرزاق البشتي " مسرحية " مساوي المال " من أخراج عبدالحميد البدوي . جهزنا العمل وقد أشرف على الأدارة الفنية " فؤاد الكعبازي " كما صمم شعار " نادي العمال " .. منع هذا العمل من قبل الأدارة الأنجليزية يوم العرض الذي كان مقرراً في " مسرح الهمبراء / الحمراء " الخضراء حالياً بعدما بيعت كل التذاكر فما كان منا الأ كتابة تعليق على ملصق " منعت لأسباب قهرية " ... لم نرضخ لهذا فقدمنا عمل جيد باسم " الأبرياء " من بطولة " عبدالهادي المزداوي " . وهي من تأليف الحاج " الطاهر الشريف " مساعد القايمقام " الطاهر باكير " .
    * :- أين كان عرضها ؟
    البيزنطي :- أتفقنا مع " اولاد سارينس " - وهي أسرة مالطية طرابلسية كانت تمتلك مسارح " البوليتياما ، والهمبراء ، والميراماري " -على عرضها في " الهمبراء " كان من عادتنا في تقديم عروضنا _ كما يعرف الحاج محمد _ نستهل الأمسية بأمسية غنائية قبل البدء أو في الفواصل بين مشهد ومشهد أثناء تغيير المناظر وفي نهاية العرض .. في هذا العمل تم إختيار شاب بهي الطلعة ذو صوت جميل يدعى " لبيد حيدر الخضار ".. تم الأتفاق معه على أغنية " محمد عبدالوهاب " " يللي بدعتو الفنون " فأشترط ووجود فرقة اوركسترالية " فتبرع " أحمد عاشور بالنوتة " وأستعنا بأربعين عازف بينهم طليان .. كان تصميم المناظر لفؤاد الكعبازي " وقد أستعنا " ب" بوكا دي فوكو " في منظر الطيور ، الذي عمل فيما بعد بمدينة السينما بإيطاليا . قدمنا مع " عبدالحميد البدوي " مسرحية " حفظ الوداد ، وغرام الملوك ، ويسقط الحب ".
    شرف الدين :- كان تغيير المناظر يتطلب فترة زمنية تغطى هذه المساحة بأغنية أو عزف منفرد فكان عازف الكمان " أحمد عاشور " " حاجة من وراء العقل " يجيد تغطية هذه المساحة .
    البيزنطي:- كان قبله - " محضرتاش ياحاج محمد "- أبن الرايس الدهماني ، الذي كلف له ابوه " بروفسور" لتعليمه ، وقد عزف في أول أفتتاح للإذاعة الليبية بمعرض طرابلس " .
    *:- من كان يجسد الأدوار النسائية ؟
    البيزنطي :- لم نضع الشخصية النسائية في أعتبارنا منذ الشروع في تأليف العمل وإن حدث يجسدها " بشير العريبي " وقد قمت أنا أيضاً بتجسيد أدوار نسائية... فعندما أتى الأستاذ عبدالحميد البدوي ، أنظمت للفرقة ممثلثان مصريتان " فتحية محمد ، وفتحية مصطفى " .
    * :- بوجود الجاليات التي تقطن مدينة طرابلس في ذلك الوقت هل ثمة نوادي أو فرق مسرحية ؟
    البيزنطي / شرف الدين :- هناك العديد من الجاليات في ذلك الوقت الايطاليين ، اليهود ، القبارصة ، والمالطيين ، والأرمن ، واليونانيين . . فالايطاليون لديهم فرقة " دي بولا فورو " . واليهود يملكون " نادي المكابي " الذي يعد فرعاً من النادي الرئيسي ببريطانيا ، قدم مسرحية " يوسف الصديق " في دار عرض " الميرا ماري " بالعربية الفصحى سنة " 1945 م .
    انتقل الحديث الى ذكريات عن سكان المدينة القديمة ويهود طرابلس والمالطية والفنانيين الطليان وعن مشاركتهم مع فرقة يوسف وهبي وزيارة فرقة " بديعة مصابني " وحضور " أمينة رزق ". وتاريخ كرة القدم الليبية وذكرياتهم مع " حمدي " و" مصطفى الأمير" و" خليفة ماعونة " والموسيقاء و" بشير فحيمة " و" علي مصطفى المصراتي " و"عبدالرزاق بن نعسان " .... الى أن سلك الحديث مسارب أخرى . وقتها قدم إلينا سجل للزوار ليخط شرف الدين كلمة بالمناسبة مع تقديم شكرنا للحفاوة .. دعاء لي بترك التدخين وهو يتهياء لتوديعنا . .
    *الفنان " أحمد عبدالله البيزنطي " مواليد طرابلس " 1916 م " شارك في العديد من الأعمال المسرحية منها :-
    1- مسرحية " وديعة الحاج فيروز الخراساني "
    2- مسرحية " عبدالرحمن الناصر "
    3- مسرحية " حلم المأمون "
    4- مسرحية " يسقط الحب "
    5- مسرحية " غرام الملوك" مشاركة مصرية ليبية
    6- مسرحية " حفظ الوداد " مع فصل فكاهي بعنوان " المدام ايزابيلا " .
    7- مسرحية " عصمان في الجيش " .
    8- مسرحية " شنقور وشنقران " .
    9- مسرحية " براعة ممثل ".
    10- مسرحية " طايش وطرشون " .
    11- مسرحية " إعتناء الأباء بالأبناء " .
    12- مسرحية " مغالاة المهور".
    13- مسرحية " كيف تدور الدواير "
    14 – مسرحية " العاقبة "
    15- مسرحية " الأبرياء "
    17-مسرحية " الدكتور فاوست "
    19- مسرحية " المفتش "
    20-مسرحية " أماه "
    21-مسرحية " تحت الرماد "
    22- مسرحية " النمام "

    ** عرضت بمسرح " البوليتياما " دار عرض النصر فيما بعد بتاريخ ( 17-6 – 1937 م ) فقد أستغرق إعدادها للمسرح سبعة شهور ، وهي مسرحية وطنية تحكي على عدالة المسلمين . جسد دور الملك المطرب" محمد نجيم " بعدإنتهاء العرض قدم الفنان الساخر " محمد حمدي " فاصل فكاهي بعنوان البخيل " بمساعدة " إحمد البيزنطي ، مصطفى الفلاح ، خيري فرحات ، أنور شحاتة ، " قبل بداية العرض ألقيت كلمة حماسية ألقاها أحد الرواد .
    المصادر :-
    1-" الفن والمسرح في ليبيا " تأليف : بشير محمد عريبي / منشورات الدار الغربية للكتاب ( ليبيا –تونس ) 1981 م .
    " كتيب " عن سيرة الفنان أصدرته أمانة * الشعبي الأساسي المسيرة الكبرى بمناسبة تكريمه بتاريخ "2-12-2004 م" . كما أستعنت بإبنه " عادل البيزنطي " في معرفة بعض التفاصيل .
    - كرم الفنان " أحمد عبدالله البيزنطي " من قبل أمانة الثقافة ، واللجنة الشعبية ااثقافة والأعلام بشعبية طرابلس ، ومن سفارة فلسطين .
يعمل...
X