حمدي أبو جليل:
.. في سفري الذي رجعت منه قبل يوم ونصف سمعت الخبر.. وأحاول حتى الآن أن أصدّقه.. ما من كلمات تكفي للتعبير، سوى أن حضوره سوف يظل ينفي غيابه.. آمل أن أكتب ما قلته في ندوتين عن بعض أعماله ومنها (يدي الحجرية).. ولا أستطيع الآن سوى أن أستعيد ما كتبته (منذ زمن) عن بعض أعماله في "قاموس الأدب العربي الحديث"، من دون تاريخ للرحيل:
حمدى أبو جليل (1969 ـ )
قاص وروائى مصرى. من مجموعاته القصصية: "أسراب النمل" 1997، و"أشياء مطوية بعناية فائقة" 2000، و"طى الخيام" 2010، ومن رواياته: "لصوص متقاعدون" 2002، و"الفاعل" 2008, وقد فاز بجائزة نجيب محفوظ التى تقدمها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن هذه الرواية الثانية فى عام صدورها.
عاش حمدى أبو جليل طفولته الأولى فى قرية بدوية على أطراف محافظة الفيوم المصرية، وقد مثل عالم هذه القرية، بملامحه البدوية، جزءا مهما من تجربة أبو جليل، فمن هذا العالم اقتنص تلك "الجماعة المغمورة" ـ بتعبير فرانك أوكونور ـ التى صاغت بأعرافها وتقاليدها، وأيضا بثقافتها وتصوراتها الجمالية، الكثير من ملامح عالم أبو جليل، وإن انتقل، فيما بعد، خصوصا فى روايتيه، إلى التعبير عن عالم "المهمشين"، اجتماعيا وثقافيا، فى مدينة القاهرة أو حول أطرافها.
فى روايته الأولى "لصوص متقاعدون" تعبير عن الحياة التى يحياها "قطاع عشوائى" ماثل على أطراف مدينة القاهرة، بما يمور فيه من وقائع وبما يحتشد به من شخصيات، يلتقطها الكاتب بروح لا تخلو من سخرية خالصة، ويجسدها بسرد مشبع بروح العامية المصرية. وفى روايته الثانية "الفاعل" ـ والكلمة تشير إلى "عامل البناء" فى التعبير الدارج ـ يجسد الكاتب تجربة خاصة، موصولة أيضا بقاع مدينة القاهرة، ومرتبطة بالراوى المحورى فى الرواية، بمعاناته وبنزوعه للتحقق، خلال روح حافلة بمعالم الكتابة "الكرنفالية"؛ حيث يمتزج الجاد بالهزلى، والمقدس بالدنيوى، والسامى بالوضيع. ويتصل بهذا ولع بالحكايات التى تترى، وتتفرع، وتتشابك؛ عن كثيرين يلتقيهم الراوى المتكلم، وعن أماكن كثيرة يقطعها فى رحلة عمله ورحلة بحثه عن التحقق.
كتابة حمدى أبو جليل القصصية والروائية، بوجه عام، تحتفى بما هو أرضى، وتهتم برصد تقلبات الأدوار، وتختبر مواضعات الكتابة وأعرافها، وتكتشف الجمال فى عالم خشن، فظ، يلوح ـ ظاهريا ـ خاليا من كل جمال.
بالإضافة إلى تجربته الأدبية، كتب أبو جليل كتابا عن القاهرة: "القاهرة.. شوارع وحكايات"، وهو كتاب يتضمن "حكايات" عن بعض شوارع القاهرة، تاريخها، وأيضا عن "تغيرها"، أو ـ فى غير حالة ـ عن "تشويهها" و"تدميرها".
.. في سفري الذي رجعت منه قبل يوم ونصف سمعت الخبر.. وأحاول حتى الآن أن أصدّقه.. ما من كلمات تكفي للتعبير، سوى أن حضوره سوف يظل ينفي غيابه.. آمل أن أكتب ما قلته في ندوتين عن بعض أعماله ومنها (يدي الحجرية).. ولا أستطيع الآن سوى أن أستعيد ما كتبته (منذ زمن) عن بعض أعماله في "قاموس الأدب العربي الحديث"، من دون تاريخ للرحيل:
حمدى أبو جليل (1969 ـ )
قاص وروائى مصرى. من مجموعاته القصصية: "أسراب النمل" 1997، و"أشياء مطوية بعناية فائقة" 2000، و"طى الخيام" 2010، ومن رواياته: "لصوص متقاعدون" 2002، و"الفاعل" 2008, وقد فاز بجائزة نجيب محفوظ التى تقدمها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن هذه الرواية الثانية فى عام صدورها.
عاش حمدى أبو جليل طفولته الأولى فى قرية بدوية على أطراف محافظة الفيوم المصرية، وقد مثل عالم هذه القرية، بملامحه البدوية، جزءا مهما من تجربة أبو جليل، فمن هذا العالم اقتنص تلك "الجماعة المغمورة" ـ بتعبير فرانك أوكونور ـ التى صاغت بأعرافها وتقاليدها، وأيضا بثقافتها وتصوراتها الجمالية، الكثير من ملامح عالم أبو جليل، وإن انتقل، فيما بعد، خصوصا فى روايتيه، إلى التعبير عن عالم "المهمشين"، اجتماعيا وثقافيا، فى مدينة القاهرة أو حول أطرافها.
فى روايته الأولى "لصوص متقاعدون" تعبير عن الحياة التى يحياها "قطاع عشوائى" ماثل على أطراف مدينة القاهرة، بما يمور فيه من وقائع وبما يحتشد به من شخصيات، يلتقطها الكاتب بروح لا تخلو من سخرية خالصة، ويجسدها بسرد مشبع بروح العامية المصرية. وفى روايته الثانية "الفاعل" ـ والكلمة تشير إلى "عامل البناء" فى التعبير الدارج ـ يجسد الكاتب تجربة خاصة، موصولة أيضا بقاع مدينة القاهرة، ومرتبطة بالراوى المحورى فى الرواية، بمعاناته وبنزوعه للتحقق، خلال روح حافلة بمعالم الكتابة "الكرنفالية"؛ حيث يمتزج الجاد بالهزلى، والمقدس بالدنيوى، والسامى بالوضيع. ويتصل بهذا ولع بالحكايات التى تترى، وتتفرع، وتتشابك؛ عن كثيرين يلتقيهم الراوى المتكلم، وعن أماكن كثيرة يقطعها فى رحلة عمله ورحلة بحثه عن التحقق.
كتابة حمدى أبو جليل القصصية والروائية، بوجه عام، تحتفى بما هو أرضى، وتهتم برصد تقلبات الأدوار، وتختبر مواضعات الكتابة وأعرافها، وتكتشف الجمال فى عالم خشن، فظ، يلوح ـ ظاهريا ـ خاليا من كل جمال.
بالإضافة إلى تجربته الأدبية، كتب أبو جليل كتابا عن القاهرة: "القاهرة.. شوارع وحكايات"، وهو كتاب يتضمن "حكايات" عن بعض شوارع القاهرة، تاريخها، وأيضا عن "تغيرها"، أو ـ فى غير حالة ـ عن "تشويهها" و"تدميرها".