تتكاثف القصص القديمة
فى ذاكرتى
وتبدو من خلف الركام
وجوه أليفة
شاركتنى ذات يوم
لقمة سريعة
وشاى المقهى
وحضنا جميلا لحظة أن أحرز فريقنا هدفا
وتأملنا الفاتنات معا
فى شوارع وسط البلد
ومصر الجديدة
واصطحبنا خيالاتهن إلى بيوتنا
وأنهكنا نقاشنا الهادئ
فى آخر الليل
لخطة إنقاذ العالم
تصير خيالات الماضى
وقصصه القصيرة
والكبيرة التى صغرت بفعل الزمن
شريطا للقطات متقطعة
ووجوها نسيت ملامحها
غير أن الورود التى زرعتها أيديها
بقيت تنشر العبير
واندملت الجروح التى خلفتها أرواحهم فى الروح
لم يبق منها غير أثر يذوب
كنت أحبها
وكانت تحبنى
لم أبح بالحب
ولم تبح هى
وعندما فعلت
كان الوقت قد تأخر
كان صديقى المقرب
وكنت أحبه كأنه أخى
ولما اكتشفت أنه يكرهنى
لم نعد نعرف بعضنا بعضا
أمى فى لحظة رائقة
تنصت للراديو
وتدندن
"غلبت أصالح فى روحى
عشان ما ترضى عليك"
فاجئتها بقبلة فوق خدها
فضحكت حتى دمعت عيناها
تتأمل وجهى ناظرة فى عينى الضيقتين
من وراء دموعها
فأرتمى فى حضنها الحصين
لم أرث ملامحى عن أبى
لكننى ورثت عبقريته
فى صناعة الخصوم
لأننى مثله
لا نقيم وزنا للرضا
وننام فى اللحظة التى نوسد رأسنا فيها
الطريق طويل وشاق
يحتاج للقصص القديمة والجديدة
مصابيح لتلك الظلمة المحيطة
.
أشرف العبد
مصر