فان سكورل (يان)
Van Scorel (Jan-) - Van Scorel (Jan-)
ڤان سكورل (يان -)
(1495-1562)
يان ڤان سكورل Jan van Scorel مصور ورسام ومثقف هولندي، أتقن لغات عدة، وتوزعت مواهبه لتشمل الفنون التشكيلية والموسيقى والشعر وعلم الآثار، إضافة إلى الكهنوت، وهو أول رسام من الشمال الهولندي، تشبع بفن عصر النهضة الإيطالية، ونقله إلى وطنه.
ولد سكورل في بلدة سكورل Schoorl بهولندا. درس بعمق أساليب الفنانين الكبيرين ميكلانجلو Michelangelo، ورافايلّو Raphaello فتمثل خصائص أسلوبيهما، وألمّ جيداً بالأشكال والهيئات التي اعتمداها في أعمالهما، والشحنة التعبيرية العميقة التي حملتها. ثم قام بعد ذلك، بابتكار أسلوبه الخاص.
اختلفت الآراء حول دراسة سكورل للفن ومكانها، فبعض الباحثين يزعم أنه تمرن في صباه عند ياكوب كورنليتس Jacob Cornelisz في أمستردام، وآخرون يربطونه بمحترف يان غوسِرت Jan Gossaert في أوترِشت Utrecht.
جرّب سكورل في أعماله، موضوعات التصوير كافة، منها المناظر الطبيعية التي عالجها بأسلوبية اقتربت كثيراً من صيغة جورجيوني Giorgione وأسلوبه.
تلقى سكورل أولى تدريباته الاحترافية عام 1512 لدى أهم رسامي أمستردام وأشهرهم، ثم عمل مع الحفّار الألماني الكبير ألبرِشت دورَر Albrecht Dürer في ألمانيا. وتعرّف في البندقية المناظر الطبيعيّة الرافلة بالدروب الترابية الملتوية بين الحقول، والمنفذة بعجينة لونية مشبعة بضوء الشمس الساطعة، وبرؤية نضرة وصافية ونقيّة.
وعلى إثر دعوة تلقاها من حجيج التقاهم في روما، قام سكورِل بزيارة للأراضي المقدسة في فلسطين، وزار القدس، وبعد عودته إلى روما عام 1523 صار رساماً ومديراً للآثار القديمة في الفاتيكان في عهد البابا الألماني أدريان السادس Adrien VI. وفي عام 1524 عاد سكورل إلى أوترشت، وقد كوّنت هذه العودة، نقطة تحول كبيرة، في فن التصوير الهولندي الشمالي. فكان في طليعة رسامي الوجوه في هولندا، مما دفع كثيراً من المتنفذين والوجهاء والأثرياء، إلى مطالبته برسمهم. إضافة إلى ذلك، قام بتنفيذ مجموعة من اللوحات الدينيّة، غير أن معظمها طاله الدمار، بعد تعاظم سطوة جماعات قامت بمهاجمة المعتقدات الدينيّة ومظاهرها المختلفة، ومن بينها اللوحات والتماثيل التي تتناول موضوعات لها علاقة بالدين.
ومن أبرز أعمال سكورل: مجموعتان من أربع وعشرين صورة شخصية لأعضاء أخوّة القدس (متحف أوترشت) و(متحف فرانتس هالس في هارلم). ورافدة مذبح هرمَن Herman، ويمثل القسم الأوسط منها «دخول السيد المسيح إلى القدس». وتزيينات قصر بريدا Breda، وفي عام 1540 شارك في التزيينات التي أقيمت بمناسبة دخول شارل الخامس Charles Quint إلى أوترشت، وبين عامي 1540-1541 نفّذ، بناء على طلب من بابا المارشيين Marchiennes (نسبة لحاضرة اسمها مارشيين في بلجيكا اليوم)، واحدة من أشهر أعماله: ثلاثية مارشيين، وفيها صور سيرة حياة القديس جاك الأكبر Jacques والقديس إتيين Étienne.
دفع حب السفر والترحال سكورل إلى القيام برحلات عديدة وطويلة. فقد زار ألبرشت دورر في مدينة نورمبرغ Nuremberg بألمانيا، وتنقل في أرجاء إيطاليا والنمسا وألمانيا.
رسم سكورل أول أعماله النموذجيّة في النمسا، بعدها انتقل إلى البندقية ومنها إلى روما ثم عاد إلى هولندا ليعيش في هارلم Haarlem وغِنت Ghent. وفي عام 1524 استقر في أوترشت وزاول فيها بنجاح، مهنتي الرسم والتدريس.
تُطل من رسوم سكورل ولوحاته تأثيرات واضحة وقوية من الفن الإيطالي التقليدي والأصيل، مما يدفع إلى الاعتقاد بأنه في مقدمة مجموعة الفنانين الهولنديين الذين تمثلّوا بعمق، ثقافة روما الكلاسيكية القديمة، وهي المجموعة التي ضمّت بين صفوفها عدداً من الفنانين الهولنديين الرواد الذين عاشوا في الجزء الأول من القرن السادس عشر، وزاوجوا في أعمالهم، بين التقاليد الفنية الإيطالية العريقة، وقوة الخيال، لكن ضمن الإطار الكلاسيكي، والموضوعات التي شاعت آنذاك في التصوير، كالمشاهد الأسطورية، والعارية nude، والمناظر الطبيعية، وقد كونت هذه المجموعة من الفنانين الهولنديين بداية تأسيس حركة فنية هولندية، أغناها الرواد اللاحقون، باتجاهات فنية جديدة، تخلصت فيما بعد من التأثيرات الطاغية لفن عصر النهضة، وتكشّفت عن حركة فنية هولندية، لها خصائصها ومقوماتها.
لا شك في أن لهذه المجموعة، وفي طليعتهم سكورل، فضلاً كبيراً في تأسيس النهضة الفنية التي شهدتها هولندا فأفرزت أسماء لامعة، ليس على صعيد هولندا وأوربا وحسب، وإنما على صعيد الفن العالمي عموماً.
محمود شاهين
Van Scorel (Jan-) - Van Scorel (Jan-)
ڤان سكورل (يان -)
(1495-1562)
يان ڤان سكورل: «الإنساني» | |
(متحف البرادو، مدريد) |
ولد سكورل في بلدة سكورل Schoorl بهولندا. درس بعمق أساليب الفنانين الكبيرين ميكلانجلو Michelangelo، ورافايلّو Raphaello فتمثل خصائص أسلوبيهما، وألمّ جيداً بالأشكال والهيئات التي اعتمداها في أعمالهما، والشحنة التعبيرية العميقة التي حملتها. ثم قام بعد ذلك، بابتكار أسلوبه الخاص.
اختلفت الآراء حول دراسة سكورل للفن ومكانها، فبعض الباحثين يزعم أنه تمرن في صباه عند ياكوب كورنليتس Jacob Cornelisz في أمستردام، وآخرون يربطونه بمحترف يان غوسِرت Jan Gossaert في أوترِشت Utrecht.
جرّب سكورل في أعماله، موضوعات التصوير كافة، منها المناظر الطبيعية التي عالجها بأسلوبية اقتربت كثيراً من صيغة جورجيوني Giorgione وأسلوبه.
تلقى سكورل أولى تدريباته الاحترافية عام 1512 لدى أهم رسامي أمستردام وأشهرهم، ثم عمل مع الحفّار الألماني الكبير ألبرِشت دورَر Albrecht Dürer في ألمانيا. وتعرّف في البندقية المناظر الطبيعيّة الرافلة بالدروب الترابية الملتوية بين الحقول، والمنفذة بعجينة لونية مشبعة بضوء الشمس الساطعة، وبرؤية نضرة وصافية ونقيّة.
وعلى إثر دعوة تلقاها من حجيج التقاهم في روما، قام سكورِل بزيارة للأراضي المقدسة في فلسطين، وزار القدس، وبعد عودته إلى روما عام 1523 صار رساماً ومديراً للآثار القديمة في الفاتيكان في عهد البابا الألماني أدريان السادس Adrien VI. وفي عام 1524 عاد سكورل إلى أوترشت، وقد كوّنت هذه العودة، نقطة تحول كبيرة، في فن التصوير الهولندي الشمالي. فكان في طليعة رسامي الوجوه في هولندا، مما دفع كثيراً من المتنفذين والوجهاء والأثرياء، إلى مطالبته برسمهم. إضافة إلى ذلك، قام بتنفيذ مجموعة من اللوحات الدينيّة، غير أن معظمها طاله الدمار، بعد تعاظم سطوة جماعات قامت بمهاجمة المعتقدات الدينيّة ومظاهرها المختلفة، ومن بينها اللوحات والتماثيل التي تتناول موضوعات لها علاقة بالدين.
ومن أبرز أعمال سكورل: مجموعتان من أربع وعشرين صورة شخصية لأعضاء أخوّة القدس (متحف أوترشت) و(متحف فرانتس هالس في هارلم). ورافدة مذبح هرمَن Herman، ويمثل القسم الأوسط منها «دخول السيد المسيح إلى القدس». وتزيينات قصر بريدا Breda، وفي عام 1540 شارك في التزيينات التي أقيمت بمناسبة دخول شارل الخامس Charles Quint إلى أوترشت، وبين عامي 1540-1541 نفّذ، بناء على طلب من بابا المارشيين Marchiennes (نسبة لحاضرة اسمها مارشيين في بلجيكا اليوم)، واحدة من أشهر أعماله: ثلاثية مارشيين، وفيها صور سيرة حياة القديس جاك الأكبر Jacques والقديس إتيين Étienne.
دفع حب السفر والترحال سكورل إلى القيام برحلات عديدة وطويلة. فقد زار ألبرشت دورر في مدينة نورمبرغ Nuremberg بألمانيا، وتنقل في أرجاء إيطاليا والنمسا وألمانيا.
رسم سكورل أول أعماله النموذجيّة في النمسا، بعدها انتقل إلى البندقية ومنها إلى روما ثم عاد إلى هولندا ليعيش في هارلم Haarlem وغِنت Ghent. وفي عام 1524 استقر في أوترشت وزاول فيها بنجاح، مهنتي الرسم والتدريس.
تُطل من رسوم سكورل ولوحاته تأثيرات واضحة وقوية من الفن الإيطالي التقليدي والأصيل، مما يدفع إلى الاعتقاد بأنه في مقدمة مجموعة الفنانين الهولنديين الذين تمثلّوا بعمق، ثقافة روما الكلاسيكية القديمة، وهي المجموعة التي ضمّت بين صفوفها عدداً من الفنانين الهولنديين الرواد الذين عاشوا في الجزء الأول من القرن السادس عشر، وزاوجوا في أعمالهم، بين التقاليد الفنية الإيطالية العريقة، وقوة الخيال، لكن ضمن الإطار الكلاسيكي، والموضوعات التي شاعت آنذاك في التصوير، كالمشاهد الأسطورية، والعارية nude، والمناظر الطبيعية، وقد كونت هذه المجموعة من الفنانين الهولنديين بداية تأسيس حركة فنية هولندية، أغناها الرواد اللاحقون، باتجاهات فنية جديدة، تخلصت فيما بعد من التأثيرات الطاغية لفن عصر النهضة، وتكشّفت عن حركة فنية هولندية، لها خصائصها ومقوماتها.
لا شك في أن لهذه المجموعة، وفي طليعتهم سكورل، فضلاً كبيراً في تأسيس النهضة الفنية التي شهدتها هولندا فأفرزت أسماء لامعة، ليس على صعيد هولندا وأوربا وحسب، وإنما على صعيد الفن العالمي عموماً.
محمود شاهين