غواردي (اسره)
The Guardi - Les Guardi
غواردي (أسرة -)
تضم أسرة غواردي Les Guardi الإيطالية الفنان جيان أنطونيـو Gian Antonio مـا بين (1699-1760) وأخـاه الأصغر الفنـان فرانشيسكـو غـواردي Francesco Guardi مـا بين (1712-1792)، وقد ورث جيان محترف الرسم الذي أسسه والدهما دومينيكو Domenico ما بين (1678-1716)، وهي أسرة توارثت فن الرسم الكلاسيكي الذي انتشر في القرن الثامن عشر في مدينة البندقية وغيرها من المدن الإيطالية.
ولد جيان أنطونيو عام 1699 في مدينة البندقية، وتولى إدارة محترف والده بعد وفاته بمساعدة أخيه فرانشيسكو الذي يصغره بسنوات عدة، فازدهر المحترف في مدينة البندقية نتيجة جهود أنطونيو وخياله المبدع في التصوير الذي شهد براعته في لمسات الريشة الرشيقة، وسطوع الألوان وهي سمة أفاد منها الأخ الأصغر فرانشيسكو الذي اكتسب شهرة واسعة تخطّت شهرة أخيه الذي درس الرسم والتصوير في الأكاديمية التي أنشأها آل مديتشي عام 1765.
أنجز أنطونيو عشرات اللوحات نسخاً عن كبار الفنانين أمثال فيرونيز Veronèse وريتشيني Riccini وسوليمونا Solimena وفان لـو Van Loo، وذلك بين عامي (1730-1745)، وقد تضمنت هذه اللوحات موضوعات شتى مستمدة من القصص الدينية والأساطير والصور الشخصية والمناظر الطبيعية، ومن أشهرها: «شفاء العجوز توبي» المحفوظة في كنيسة أنجلو رافائيل في البندقية، و«قصة النبي يوسف» المحفوظة في ميلانو - مجموعة خاصة - وقد عدَّها بعض النقاد من روائع الفن الأكثر تألقاً في القرن الثامن عشر في مدينة البندقية.
تولّى فرانشيسكو إدارة المحترف بعد وفاة أنطونيو، وأخذت شهرته تتجاوز حدود البندقية من خلال لوحاته المتألقة التي امتازت بإيقاعات فرشاته ولمساته الجريئة والسريعة التي تعكس رهافة حسه في تصوير الأجواء التي تجمع بين تكوينات الأشكال التصويرية والشخوص والمشاهد الطبيعية المحيطة بها في العديد من اللوحات المستمدة من القصص والمناظر الطبيعية، وهو ما يبدو جليّاً في إنتاجه المبكر كما في لوحته «الإيمان والأمل» التي أنجزها عام 1747 والمحفوظة في متحف رينغلنغ Ringling. ويندرج هذا على نتاجه اللاحق كما في لوحة «معجزة القديس دومنيكان» التي أنجزها عام 1763 والمحفوظة في مدينة ڤيينا ك. م - (Vienne K. M) حيث ترتعش الأشكال أمام المنظر الطبيعي الرحب، المشبع بالضياء من خلال اللمسة الرشيقة والقوية التي تمنح الأشكال المصورة والشخوص حيوية آسرة في مناخات لونية تميل إلى الاخضرار المشوب بالزرقة المتلاشية.
أثمرت موهبة فرانشيسكو الخلاّقة في فن الرسم والتصوير شهرته، إذ بدت لوحاته وكأنها صوّرت بأسلوب انطباعي متحرر من خلال اللمسات الجريئة والسريعة، وإظهار البريق الحاد لبعض الألوان الدافئة. وقد تأثر فرانشيسكو في مطلع شبابه بالفنان ماركو ريتشي Marco Ricci كما في لوحة «مشهد إبداع الأرميتاج» التي صوّرها عام 1750، كما تأثر بمصور الـبندقية الـشهير المعاصر له كاناليتّو Canaletto، فهو يمنح لوحتيه «مشاهد من البندقية» و«شاطئ البحيرة» مساحة واسعة من مشهد البحر الذي تمتد مياهه بين اليابسة والرصيف، وتظهر نوازعه الشخصية حين يسند إلى اللّون دوراً جديداً يبدو كنواة التلاشي داخل الأنوار على حد تعبير باللوتشيني Pallucchini.
وإذا كان كاناليتو قد امتاز بدقة تصويره، فإن فرانشيسكو غواردي تألق في صيغه اللونية المشعّة التي تغمر اللوحة بالضياء المتراقص، وهو ما شُوهد في لوحاته المنتشرة في عدد من المتاحف الأوربية: (اللوڤر وبروكسل وغرو نوبل) كلوحة «احتفالات تتويج الدوق ألفيز الرابع موتشينغو» المنجزة عام 1763، ولوحة «الدوق فوق البندقية الذهبية» الموجودة في متحف اللوڤر بباريس، ولوحة «نزوة على شاطئ البحيرة» الموجودة في متحف الميتروبوليتان في نيويورك والتي تزاوج بين التصوير الواقعي والخيال المبدع.
في عام 1782 أصبح فرانشيسكو الفنان المعتمد بصورة رسمية في مدينة البندقية، فأنتج مجموعتين من اللوحات، أنجز الأولى من أجل كونتات الشمال الإيطالي كلوحة «حفلة السيدات» الموجودة في متحف ميونيخ، والثانية أنجزها من أجل البابا بيوس السادس Pius VI كما في لوحة «القدّاس الحبري في سان جيوفاني» الموجودة في متحف كليفلاند.
لقد أمضى فرانشيسكو حياته في تصوير دؤوب، وأنجز أكثر من ألف لوحة موزعة اليوم في معظم المتاحف الكبيرة في أوربا وأمريكا، وهي تتضمن مشاهد تصويرية ومناظر طبيعية، إضافة إلى المشروعات التزينية، ولوحات التصوير المائي المفعمة بالحيوية من خلال لمساته الرشيقة. بيد أنه بعد تقدم سنّه عاش منطوياً على ذاته في تأملات صوفية حتى وافته المنية.
طاهر البني
The Guardi - Les Guardi
غواردي (أسرة -)
فرانشيسكو غواردي: «الدوق يركب سفينة الثور الخرافي يوم الصعود» |
(متحف اللوفر، باريس) |
ولد جيان أنطونيو عام 1699 في مدينة البندقية، وتولى إدارة محترف والده بعد وفاته بمساعدة أخيه فرانشيسكو الذي يصغره بسنوات عدة، فازدهر المحترف في مدينة البندقية نتيجة جهود أنطونيو وخياله المبدع في التصوير الذي شهد براعته في لمسات الريشة الرشيقة، وسطوع الألوان وهي سمة أفاد منها الأخ الأصغر فرانشيسكو الذي اكتسب شهرة واسعة تخطّت شهرة أخيه الذي درس الرسم والتصوير في الأكاديمية التي أنشأها آل مديتشي عام 1765.
أنجز أنطونيو عشرات اللوحات نسخاً عن كبار الفنانين أمثال فيرونيز Veronèse وريتشيني Riccini وسوليمونا Solimena وفان لـو Van Loo، وذلك بين عامي (1730-1745)، وقد تضمنت هذه اللوحات موضوعات شتى مستمدة من القصص الدينية والأساطير والصور الشخصية والمناظر الطبيعية، ومن أشهرها: «شفاء العجوز توبي» المحفوظة في كنيسة أنجلو رافائيل في البندقية، و«قصة النبي يوسف» المحفوظة في ميلانو - مجموعة خاصة - وقد عدَّها بعض النقاد من روائع الفن الأكثر تألقاً في القرن الثامن عشر في مدينة البندقية.
تولّى فرانشيسكو إدارة المحترف بعد وفاة أنطونيو، وأخذت شهرته تتجاوز حدود البندقية من خلال لوحاته المتألقة التي امتازت بإيقاعات فرشاته ولمساته الجريئة والسريعة التي تعكس رهافة حسه في تصوير الأجواء التي تجمع بين تكوينات الأشكال التصويرية والشخوص والمشاهد الطبيعية المحيطة بها في العديد من اللوحات المستمدة من القصص والمناظر الطبيعية، وهو ما يبدو جليّاً في إنتاجه المبكر كما في لوحته «الإيمان والأمل» التي أنجزها عام 1747 والمحفوظة في متحف رينغلنغ Ringling. ويندرج هذا على نتاجه اللاحق كما في لوحة «معجزة القديس دومنيكان» التي أنجزها عام 1763 والمحفوظة في مدينة ڤيينا ك. م - (Vienne K. M) حيث ترتعش الأشكال أمام المنظر الطبيعي الرحب، المشبع بالضياء من خلال اللمسة الرشيقة والقوية التي تمنح الأشكال المصورة والشخوص حيوية آسرة في مناخات لونية تميل إلى الاخضرار المشوب بالزرقة المتلاشية.
أثمرت موهبة فرانشيسكو الخلاّقة في فن الرسم والتصوير شهرته، إذ بدت لوحاته وكأنها صوّرت بأسلوب انطباعي متحرر من خلال اللمسات الجريئة والسريعة، وإظهار البريق الحاد لبعض الألوان الدافئة. وقد تأثر فرانشيسكو في مطلع شبابه بالفنان ماركو ريتشي Marco Ricci كما في لوحة «مشهد إبداع الأرميتاج» التي صوّرها عام 1750، كما تأثر بمصور الـبندقية الـشهير المعاصر له كاناليتّو Canaletto، فهو يمنح لوحتيه «مشاهد من البندقية» و«شاطئ البحيرة» مساحة واسعة من مشهد البحر الذي تمتد مياهه بين اليابسة والرصيف، وتظهر نوازعه الشخصية حين يسند إلى اللّون دوراً جديداً يبدو كنواة التلاشي داخل الأنوار على حد تعبير باللوتشيني Pallucchini.
أنطونيو غواردي: «هرمينيا مع الرعاة» |
(الرواق الوطني للفن، واشنطن) |
في عام 1782 أصبح فرانشيسكو الفنان المعتمد بصورة رسمية في مدينة البندقية، فأنتج مجموعتين من اللوحات، أنجز الأولى من أجل كونتات الشمال الإيطالي كلوحة «حفلة السيدات» الموجودة في متحف ميونيخ، والثانية أنجزها من أجل البابا بيوس السادس Pius VI كما في لوحة «القدّاس الحبري في سان جيوفاني» الموجودة في متحف كليفلاند.
لقد أمضى فرانشيسكو حياته في تصوير دؤوب، وأنجز أكثر من ألف لوحة موزعة اليوم في معظم المتاحف الكبيرة في أوربا وأمريكا، وهي تتضمن مشاهد تصويرية ومناظر طبيعية، إضافة إلى المشروعات التزينية، ولوحات التصوير المائي المفعمة بالحيوية من خلال لمساته الرشيقة. بيد أنه بعد تقدم سنّه عاش منطوياً على ذاته في تأملات صوفية حتى وافته المنية.
طاهر البني