غريكو (دومينيكوس ثيوتوكوبولوس) مصور ونحات ومعمار إسباني،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غريكو (دومينيكوس ثيوتوكوبولوس) مصور ونحات ومعمار إسباني،

    غريكو (دومينيكوس ثيوتوكوبولوس)

    Greco (Domenikos Theotokopoulos-) - Greco (Domenikos Theotokopoulos-)

    غريكو (دومينيكوس ثيوتوكوبولوس ـ)
    (1541ـ 1614)

    غريكو أو الغريكو Le Greco، وتعني الإغريقي، مصور ونحات ومعمار إسباني، من أصل كريتي، ولد في بلاد الإغريق في مدينة كاندي Candie وتوفي في طليطلة.
    انتقل إلى البندقية Venise في إيطاليا حيث تأثر بفن عصر النهضة هناك، ولاسيما بالجمالية الطبيعية والتلوين المشبع بالضوء، وبعد محطة في روما انتقل غريكو إلى طليطلة حيث اختير لإنجاز موضوعات تصويرية دينية، أثارت الاهتمام بأسلوبه الخاص المتمثل بالألوان والتشكيلات الجديدة على التصوير الإسباني.
    وسمت إقامة غريكو في البندقية مدة عامين (1566ـ 1568)، وتأثره بأسلوب تتسيانو Titien سمة أسلوبه الذي تمَثَّله منذ البداية في اللوحة المسماة «البشارة» والمحفوظة حالياً في متحف برادو[ر] Prado في مدريد. ومن أكثر أعماله إثارة لوحة «المسيح يطرد الصيارفة من المعبد» الموجودة في المتحف الوطني في واشنطن، وتتميز هاتان اللوحتان بأنهما مرسومتان على الخشب حسب الطريقة البيزنطية في صنع الأيقونات.
    وفي روما أقام غريكو بين عامي1570 و1577 يدرس ويتأمل أعمال رافائيللو[ر] Raphaël وميكلانجلو[ر] Michel-Ange ومصوري عصر النهضة. وبرعاية من الكاردينال ألكسندر، استطاع أن يعمل في متحف فارنيزه Farnèse، وفي ذلك الوقت أنجز لوحته «الأطفال يوقدون الشمعة» وفيها يتمثل غريكو طريقة اللعب بالإنارة. وفي لوحته «سان سيباستيان» يبدو تأثير نحت ميكلانجلو واضحاً في أسلوبه التصويري. وفي هذه المرحلة التي لم يحظ بها بدعم البابا، أنجز مجموعة من الصور الشخصية.

    الغريكو: "تعرية المسيح" (1577)

    الغريكو: "القديس بطرس" (نحو1600)
    عَلِم غريكو برغبة ملك إسبانيا فيليب الثاني تكليف مصورين لتزيين قصر الإسكوريال Escorial فمضى إلى طليطلة في عام 1577، معللاً النفس بالانتقال الوشيك إلى العاصمة الجديدة مدريد، وهناك أنجز لوحة «القديسة ليغ» Sainte Ligue بتكليف من الملك تكريماً لشقيقه دون جوان Don Juan في النمسا. وأعجب الملك بهذا العمل فكلفه تصوير «استشهاد القديس موريس» (1580ـ 1582) الموجودة في الإسكوريال.
    ثم عاد غريكو إلى طليطلة حيث التقى بعدد من المعجبين بأسلوبه، فأنجز بعض الأعمال، ولكنه لم ينقطع عن الاتصال بمدريد حيث أنجز لبعض الخاصة صوراً شخصية، ولكن طليطلة في القرن السادس عشر كانت المدينة الكبيرة الحافلة بالأثرياء بسبب النهضة الصناعية النسيجية والحربية. وكان من أبرز رجالها هذه بدرو سالازاردي ماندوزا، المؤرخ ومدير مشفى كافيرا، الذي كلفه ثلاث لوحات، وصورة شخصية له، مع رسم شخصيات أخرى. وقد سهَّل صديقه لويس دي كاستيلا له إنجاز عملين اثنين، مازالا من أبرز منجزاته وأروعها. وفي الكاتدرائية أنجز لوحة «المسيح يخلع ملابسه». وثمة لوحات محفوظة في متحف برادو توضح تأثير ميكلانجلو في تصوير غريكو، عدا عن لوحته الشهيرة «المسيح على الصليب المذهب بين اثنين من الواهبين»، وأبعاد هذه اللوحة الكبيرة 260*171سم محفوظة في متحف اللوفر[ر]. وثمة لوحات كثيرة تمثل القديسيين كان قد كلف إنجازها من المعماريين الكنائسيين.
    ولعل أشهر لوحة أنجزها غريكو بتكليف كاهن كنيسة سانتو تومي Santo- Tomé في طليطلة، هي لوحة «دفن كونت أورغاز» comte d’Orga (1586- 1588) التي تقيد فيها بإرشادات الكاهن. ولقد أجاد غريكو عند تصوير القديسين بإبراز التعبير على الوجه الصوفي المتمثل في حركة العيون وتكوين الأجسام.
    بعد عشر سنوات أنجز غريكو مجموعته التزيينية الضخمة، والتي تفتخر بها كنيسة سان خوزيه في طليطلة، وتمثل في وسطها القديس جوزيف تحت أقدام السيد المسيح، وفي الخلفية تبدو مدينة طليطلة تحت سماء متوهجة.
    كان للفنان غريكو رؤية جمالية خاصة، ولعله تأثر فيها بالمبادئ التي وردت في كتاب ڤاساري Vasari أو في نظريات فيتروف Vitruve؛ إذ اهتم بدراسة الطبيعة والحياة الإنسانية، ولاسيما العقيدة الدينية، مؤسساً أسلوبه على ألوان خاصة وإنارة محكمة، محاولاً المبالغة في تمثيل الأشخاص وصولاً إلى نوع من التكلفية[ر] maniérisme التي انتشرت بعد عصر النهضة في إيطاليا، المتمثلة في المبالغة في تصوير الحركات والإرشادات، ويبدو ذلك واضحاً في صوره الجدارية في مشفى الإحسان في مدينة إلليسكاز Illescas، التي أنجزها في العام 1605، ويبدو تأثير مدرسة البندقية واضحاً أيضاً في كثير من أعماله التي أصبحت محطة مهمة في تاريخ الفن الإسباني، في طليطلة خاصة.
    الغريكو: "مشهد طليطلة" (1597) الغريكو: "القديس فرانسيس ساجداً يتأمل" (1605-1610)
    كذلك لم يغب تأثير فن البندقية، وخاصة أسلوب تنتورتو Tintoret وتيسيانو عن لوحاته الشخصية، التي كثيراً ما كان يلبي فيها رغبات الخاصة والمشهورين في عصره، وفي لوحته التي صور فيها صديقه الوفي أنطونيو دي كوفاروبياس في العام 1600، الموجودة في متحف اللوفر، استعمل تقانة متميزة شفَّت عن مهارته في تمثيل العالم الداخلي والمظهر الثقافي في شخصية صديقه.
    تميزت أعمال غريكو الأخيرة، بحرية التعبير، والتواضع الذي يتمثل في الشخصيات الكنسية، التي كان يصورها؛ مثل لوحة الكاردينال نينو دي غيفارا، الموجودة في متحف متروبوليتان[ر] في نيويورك.
    نفذ غريكو الصور الشخصية، وكذلك الموضوعات الدينية والتاريخية الضخمة، بأسلوبه المتميز الذي طور فيه أسلوب عصر النهضة وأعطاه مسحة جديدة، حتى صار سمة فن طليطلة بل سمة الفن الإسباني في ذلك العصر، فغدا بذلك غريكو مبدعاً عبقرياً لانظير له، بل صار أسلوبه مقدمة لفن حديث يعتمد على ذاتية الفنان في الأسلوب وليس على الطريقة الأكاديمية التقليدية، ومع ذلك يعد غريكو شخصية مركبة، فهو ينطوي بأسلوبه على ذكريات من عصر النهضة، ثم على تألقه الإبداعي في طليطلة حيث البيئة الإنسانية، حتى غدا حلقة بارزة في تاريخ الفن الإسباني، على الرغم من أصله اليوناني الذي يبدو واضحاً من ظاهر اسمه «دومينيكوس ثيوتو كوبولوس»، ولقبه (الإغريقي).
    عفيف البهنسي
يعمل...
X