رسكن (جون) Ruskin (John كاتب و ناقد فني و مصلح اجتماعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسكن (جون) Ruskin (John كاتب و ناقد فني و مصلح اجتماعي

    رسكن (جون)

    Ruskin (John-) - Ruskin (John-)

    رَسكِن (جون -)
    (1819-1900)

    جون رَسكِن John Ruskin كاتب وناقد فني ومصلح اجتماعي إنكليزي ذو الباع الأطول في إظهار ونشر الفن الغوطي (القوطي) Gothic Art وتوطيد دعائم الحس الفني في العصر الفكتوري. ولد رَسكِن في لندن في عائلة برجوازية، كان والده تاجراً غنياً أمَّن له تربية وتعليماً رفيعاً، وكان يرافقه إلى المعارض الفنية، مما شجع ميوله إلى الرسم والقراءة وخاصة الكتابات الاتباعية (الكلاسيكية) والإبداعية (الرومنسية) التي أصبحت، إلى جانب قراءته للكتاب المقدس وتجواله الواسع في أوربا، أساس ثقافته الأدبية والفنية.
    بدأ رَسكِن الكتابة حول موضوعات هي من صلب اهتمامه كالطبيعة والشعر وفن العمارة في «مجلة التاريخ الطبيعي» Magazine of Natural History بين عامي (1834-1836)، وحول «شعر الهندسة المعمارية» The Poetry of Architecture في «المجلة المعمارية» Architectural Magazine بين عامي (1837-1838)، وكتب أيضاً قصائد قلد فيها بايرون[ر] وقصصاً للمناسبات. دخل جامعة أكسفورد في السابعة عشر من عمره وحصل في أثناء دراسته على جائزة نيودِغِت Newdigate للشعر عام 1839 مما مكنه البدء بجمع رسوم أبرز المصورين الإنكليز في ذلك الوقت. وعند انتهاء دراسته عام 1842 قام برحلة إلى إيطاليا كتب في أثنائها الجزء الأول من «المصورون الحديثون» Modern Painters عام (1843) دفاعاً عن المصورين الإنكليز وفي مقدمتهم الفنان تُرنر[ر. تورنر] Turner، معالجاً موضوع صدق الحس الفني في تصوير الطبيعة.
    قام رَسكِن بزيارة لشمالي إيطاليا في عام 1845 وأُخِذ بجمال طبيعتها ودرس عن كثب أوابدها المعمارية ومنحوتاتها القروسطية مما شكل لديه انطباعاً لا يمحى، وكانت الصور القلمية Sketches التي رسمها في هذه الرحلة من أفضل ما أنتج. ثم كتب الجزء الثاني من «المصورون الحديثون» (1846)، و«مصابيح هندسة العمارة السبعة» The Seven Lamps of Architecture عام (1849)، و«حجارة البندقية» The Stones of Venice بين عامي (1851- 1853) في ثلاثة أجزاء. وتلا ذلك الجزءان الثالث والرابع من «المصورون الحديثون» (1856).
    كان هذا النتاج الغزير في فترة زواج رَسكِن من يوفيميا غراي Euphemia Gray، التي كان قد أهداها مؤلفه «ملك النهر الذهبي» The King of the Golden River عام (1851) ونُشر بعد عشر سنوات من كتابته، إلا أنها حصلت على الطلاق عام 1854 وتزوجت صديقه الفنان جون مِليه John Millais. عمل بعد ذلك في التعليم في جامعة العمال Working Men’s College، وفي إنشاء متحف أكسفورد للتاريخ الطبيعي، وفي تصنيف أعمال الفنان تُرنر في صالة العرض الوطنية، وفي تشجيع فنانين وأدباء مثل دانتي روزيتي Dante Rosetti، وفي إلقاء المحاضرات في طول البلاد وعرضها لتنمية الحس الفني العام. إلا أنه كان ناقداً خشناً بدأت آراؤه في السياسة والاقتصاد تطغى على فنه، كما في خطابه «الاقتصاد السياسي للفن» The Political Economy of Art عام (1857)، وكذلك تمرده على القيم الموروثة عبر تربيته الدينية البرجوازية، فكتب حول توزيع الثروة وقانون العرض والطلب وعلاقة الرأسمال باليد العاملة، وهاجم ميل[ر] وغيره في كتابه «حتى هذه النهاية» Unto this Last عام (1860). كتب رَسكِن أيضاً مجموعة مقالات مثيرة للجدل حول لا إنسانية الأوضاع المادية والاجتماعية للطبقة العاملة أثارت حفيظة الكثيرين ممن حوله. وفي «مقالات حول الاقتصاد السياسي» Essays on Political Economy بين عامي (1862- 1863) و«أخـلاقيات التـراب» The Ethics of the Dust عام (1866) أعلن الحرب على روح عصره، الذي تميز بالمادية والأنانية، في محاولة للرجوع إلى القيم والأخلاق. وفي خضم هذا النشاط السياسي والاجتماعي نشر الجزء الخامس من «المصورون الحديثون» (1860) منهياً بذلك شهادته الفنية على عصره.
    تدهورت صحة رَسكِن النفسية ومع ذلك صار أستاذاً للفنون الجميلة في جامعة أكسفورد بدءاً من عام 1869 ولعقد من الزمن، متابعاً اهتمامه بأوضاع العمال. ولما كانت الرسائل الوسيلة المفضلة للتعبير لديه فقد كتب مجموعة منها إلى العمال «الزمن والمدُّ» Time and Tide عام (1867)، وأخرى بعنوانها المحيّر «فورس كلافيغيرا» Fors Clavigera، الذي كان شعاراً لجمعية القديس جورج The Guild of St. George التي أسسها رَسكِن بهدف الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل، وكانت استمراراً لتحديه أرباب العمل والأوضاع الراهنة.
    عانى رَسكِن من الانهيارات العصبية المتكررة ومن خيبة الأمل في العلاقات العاطفية والاجتماعية، إلا أنه كان الناقد الفني والاجتماعي الأبرز، وكان فاعلاً في آخرين ممن عاصروه أمثال شو[ر] وبروست[ر]. ومع تدهور صحته إلى الحضيض في آخر سنوات حياته، ومع التناقض والغموض وانعدام التوازن في تفكيره فقد كتب أفضل إنتاجه في ما يشبه السيرة الذاتية «أحداث ماضية» Praeterita بين عامي (1885-1889) اعتماداً على يومياته. وتوفي بعد صمت دام عقداً من الزمن في بلدة كونِستن Coniston في منطقة البحيرات الإنكليزية.
    طارق علوش
يعمل...
X