مصطفى الحلاج (Awadallah Mustafa-Al-Hallaj) فنان عربي مواليد (فلسطين)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصطفى الحلاج (Awadallah Mustafa-Al-Hallaj) فنان عربي مواليد (فلسطين)

    حلاج (عوض الله مصطفي)

    Al-Hallaj (Awadallah Mustafa-) - Al-Hallaj (Awadallah Mustafa-)

    الحلاج (عوض الله مصطفى)
    (1942-2002)

    مصطفى الحلاج فنان عربي ولد في قرية سَلمة - قضاء يافا (فلسطين)، خرج من فلسطين عام 1948 وهو طفل صغير، وقضى طفولته وشبابه في مصر. التحق بكلية الفنون الجميلة في القاهرة وتخرّج فيها، وكان مشروع تخرّجه في النحت بعنوان «آثار الحرب»، وهو مشروع نصب نحتي ضخم تخيله الحلاج في مدخل إحدى المدن الفلسطينية، ثم التحق بمراسم الدراسات العليا /قسم النحت/ في الأقصر وتخرج فيها عام 1968.
    كان الحلاج رساماً أيضاً، وجُلّ رسومه بالحبر الصيني وألوان التمبرا والقلم الرصاص، وكثيراً ما كان يمزج في رسومه بينها مجتمعة.
    عبَّر الحلاج عبر تأليفات خطية عن طاقة تعبيرية ممزوجة برؤياه التعبيرية والرمزية الإنسانية والحيوانية (الوعل - الطيور- الحصان - الذئب - الثعبان - التيس - الديك) والتي ركّز فيها لمحات سردٍ ساخرة وجدِّية لاذعة تذكّر بموضوعات الفنان هيرونيموس بوش[ر] في القرن الخامس عشر. ويقول الحلاج «تسكنني الأساطير وقضايا الإنسان».
    غاص في دراسة تاريخ فلسطين الحضاري والفلوكلوري والأسطوري، وعاشت في أعماقه عوالم عجيبة، واقعية وسريالية وميثولوجية تظهر في لوحاته الفنية على شكل رموز تحمل علاقات القوة والتحدي والخلود والديمومة، تعيدنا إلى إيزيس وعشتار وأتا غارتيس، ففيها المصرية، والبابلية والكنعانية متحدة كلها في الثقافة والجذور.
    كان الرمز في فن مصطفى الحلاج أحد أهم مقوماته. فيقول: «لا يبدأ الرمز إلا من غير القدرة على الإيضاح ....والقدرة على الإفصاح في وجه الصمت».
    اشتهر الحلاج في فن الأسود والأبيض في الطباعة البارزة من خلال جدارياته التي أنجزها في محترفه، وفي الملتقيات والمعارض التي شارك بها، وكان يرسم على الخشب، ويحفر بالسكين والإبرة على خشب المازونيت. تعبّر محفوراته عن حالة الزمن المتواصل ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. يقول الحلاج: «فأنا أُنجز جزءاً من اللوحة، يشدني إلى الأمام فراغ اللوحة أكثر مما أنجزته، ولذلك أنا أذهب باستمرار إلى المستقبل». مصطفى الحلاج إنسان منتمٍ لوطنه وشعبه انتماءً مطلقاً وحميماً إذ يقول: « أنا فلسطيني مطرود من أرضه، وبأدواتي البسيطة بجوار الحركة السياسية والكفاح المسلح والتنظيمي والفكري ...أقاتل» ويقول: «فلسطين موجودة في كل لوحاتي، فأنا فلسطيني، وكل ماينتج عني يعبر عن فلسطين». كان الحلاج يملك فلسفته العميقة في الوجود التي لاتنفصل عن فكره وفلسفته في التشكيل، يقول: «إن العُري والموت أكثر الأشياء ديموقراطية في هذا العالم، فالموت يساوي بين الجميع والعُري يوحّد الكائنات».
    من أهم الأعمال المحفورة والمطبوعة التي شكلت وثيقة وداع للحلاج قبل رحيله لوحة كبيرة جداً اسمها «ارتجالات الحياة»، تسير هذه اللوحة في إطار فكره الأسطوري الزاخر بالتمردات التخيلية والتصورية، زحوف من الشخوص ذات الخطوط المرسومة بقوة ومتانة بالأسود والأبيض، يتذوق فيها الفنان مراسم الحزن كما يتذوق أعراس الفرح؛ قطار من المواكب يسير إلى حيث تُدفن الآلام وتولد الآمال، مسيرة وجود أبدية إلى فلسطين، مراسيم راسخة ضد الزوال والعدمية، رسم الحلاج نفسه فيها واحداً من الشخوص التي تحمل رفات من قضوا. في «ارتجالات الحياة» ارتجالات الحلاج، وتشوهات عناصره وتحويراتها، اتسعت جميعها في مسيرة واحدة، حافظت المرأة فيها على تأليفها الجمالي بين جملة التحولات، ربما جاءت في شكلها الأنثوي الخصوبي لتذكي من يقظة الاحتمالات ومراهنتها على شكل من أشكال السعادة البشرية. تبدو في هذه اللوحة الكبيرة جملة مراسم احتفالية جنائزية محلِّقة خارج المكان، مرسومة بكثافة بين قمة الجبل وبداية الأفق السماوي، أو على الخط الفاصل بين تدافع الأمواج وبداية الرمال. لقد مثلت ارتجالات الحلاج في النهاية قراءة وجود كاملة لشعبه العربي الفلسطيني على أرضه متحدية همجية القوة الصهيونية الطاغية.
    «ارتجالات الحياة»، لوحة مطبوعة طولها 98 متراً وعرضها أقلّ من نصف مترٍ بقليل بدأها عام 1998 وهي في فن الحفر المطبوع، وتعد من اللوحات الطويلة في العالم، عالمها: عالمه الصريح، ذلك التخطيط المحفور بالأبيض والأسود. كان حلم الحلاج أن يعرض هذه اللوحة بكاملها دفعة واحدة في إحدى ساحات العواصم العربية، ثم يطوف فيها كل أنحاء العالم لكن القدر لم يمهله لتحقيق هذا الحلم.
    توفي الفنان مصطفى الحلاج بحادث حريق مؤسف في محترفه في صالة ناجي العلي بدمشق مساء يوم الأحد 15/12/2002 عن عمر يناهز الواحد والستين عاماً.
    مصطفى الحلاج فنان نحات، وعدم استقراره في مكان واحد لم يمكنه من التفرغ لفن النحت. وهو متعدد المواهب في الرسم الصحفي والتشكيل بجميع الخامات المتاحة أمامه. انتقل نهائياً إلى فن الأسود والأبيض منذ منتصف الستينات حتى نهاية عمره. وهب نفسه لفنه المتجدد، واستعرت في داخله ومضات التنبيه المتغيرة في كل لحظة، فقال: «الثعبان يغير جلده كل سنة، أما أنا ففي كل لحظة، وهذا مجهد، ولكن لا سبيل لغير ذلك، وأنا عبر الفكرة فقط، وفي نطاق التجريد لا أستطيع أن أمتلك الصدق».
    معارض الحلاج الفنية ومشاركاته في الأنشطة والمهرجانات الدولية والعربية دائمة ومنها:
    ـ معرضه الأول «نحت» كان في القاهرة عام 1959 بالمشاركة مع فنانين آخرين.
    ـ معرضه الثاني «نحت وخزف»، القاهرة، في نقابة الصحفيين (1964).
    ـ معرضه الثالث «نحت» في المركز الثقافي التشكيلي بالقاهرة (1968).
    لم يتوقف بعدها عن العرض، فمعارضه مستمرة منذ عام 1968 وحتى عام 2002، وأهم معارضه الفردية كانت في دمشق، وبيروت، وعمان، والرباط، وبغداد، وعدداً من البلدان العربية الأخرى وفي الكثير من العواصم العالمية. وأعماله مقتناة في عدد من الدول العربية والعالمية. أقام ورشات عمل في عدد من العواصم والبلدان العربية في فن الحفر والطباعة. كان عضواً في لجان تحكيم دولية للأعمال التشكيلية والأعمال المسرحية والسينمائية، وشارك في الكثير من الملتقيات الدولية ومؤتمرات الفن التشكيلي وأهمها في بروكسل واليابان.
    كُرِّم الفنان مصطفى الحلاج في دمشق في مطلع عام 2002 وقال: «لو لم تحبني دمشق لنبت لي ريش أجنحة الطائر». وكُرِّم كذلك في مدينة الشارقة.
    حاز الحلاج على عدد من الجوائز:
    ـ معرض فلسطين، القاهرة 1961.
    ـ جائزة النحت، القاهرة 1968.
    ـ جائزة الحفر، بينالي الإسكندرية 1968.
    ـ ذهبي الحفر (المحرس)، تونس 1995.
    ـ جائزة الحفر البينالي الآسيوي الثامن (بنغلادش) 1997.
    ـ الجائزة الأولى للحفر في بينالي المحبة (اللاذقية ـ سورية) 1999.
    شارك الحلاج عام 2002 في مهرجان الـ (استامبا) الدولي لفن الغرافيك في مدريد (أسبانيا). وأسس صالة ناجي العلي للفنون الجميلة في دمشق عام 1989، فكانت محترفه الفني ومكان وفاته.
    عبد الكريم فرج
يعمل...
X