يوهان نستروي Johann Nestroy كاتب وممثل مسرحي ومغنٍّ «أوبرالي» نمساوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوهان نستروي Johann Nestroy كاتب وممثل مسرحي ومغنٍّ «أوبرالي» نمساوي

    نستروي (يوهان)

    Nestroy (Johann-) - Nestroy (Johann-)

    نِسْتروي (يوهان ـ)
    (1801ـ 1862)

    يوهان نستروي Johann Nestroy كاتب وممثل مسرحي ومغنٍّ «أوبرالي» نمساوي، يلقبونه في موطنه شكسبير النمسا. ولد في العاصمة ڤيينا، وتُوفِّي في مدينة غراتس Graz، وهو سليل أسرة برجوازية متوسطة. كان والده محامياً أراد لابنه أن يتبع خطاه، لكن الشاب نستروي قرر في عام 1922 أن يدخل عالم الفنون المسرحية والموسيقية. وبما أنه كان يمتلك صوتاً جميلاً جيد التدريب من طبقة باص bass لم يصعب عليه أن يجد عملاً فوراً، وفي «دار أوبرا بلاط ڤيينا». وكان أول أدواره فيها شخصية سَراسترو Sarastro المهمة، في «الناي السحري» لموتسارت[ر]. وبين عام 1823ـ 1831 بدأ نستروي يتحول بسرعة من الغناء إلى التمثيل الكوميدي في مدن عدة. وبسبب ميله إلى الارتجال في أثناء أداء الدور فقد تعرضت عروضه للمنع مرات عدة من قبل السلطات لخروجه عن النص الذي وافقت عليه الرقابة السياسية؛ ولذلك سرعان ما صار نستروي أكثر الممثلين شعبية ومحبة عند الجمهور النمساوي. وفي هذه المرحلة بدأ يكتب نصوصاً مسرحية لمسرح مدينة غراتس ونجح، ولاسيما بمسرحية «ثلاثون عاماً من حياة صعلوك» Dreissig Jahere aus dem Leben eines Lumpen ت(1828).
    تزوج نستروي في عام 1823، وتركته زوجته بعد أربعة أعوام، ثم التقى في غراتس الممثلة ماري ڤايلر Marie Weiler، وعاشا معاً من دون زواج رسمي حتى وفاته. عاد في عام 1831 إلى ڤيينا نجماً مسرحياً مع فرقة «كارل كارل» Karl Carl التي رافقها كاتباً وممثلاً نحو ثلاثين عاماً. وقد كان نستروي طويلاً بارز العظام، فشكَّل مع الممثل ڤِنْتسل شولتس Wenzel Scholz القصير البدين ثنائياً كوميدياً مدهشاً، فضلاً عن شخصيته الودودة والظريفة التي جعلت المسارح الألمانية تتهافت على استضافته. ومثله مثل شكسبير، كان نستروي يكتب النصوص لفرقته تحديداً، وليس بهدف النشر، وكان يستقي موضوعات مسرحياته من الروايات والقصص، بل حتى من مسرحيات قديمة ومعاصرة يُعدّها لتناسب أهدافه النقدية السياسية أو الاجتماعية الأخلاقية، ويضمّنها فواصل أداء فردي ساخر وأغاني هجائية يؤديها بأسلوبه الخاص. وقد كتب حتى وفاته نحو ثمانين مسرحية، أُخرِج معظمها لفرقة «كارل كارل». وقام منذ عام 1834 بمحاكاة ساخرة [ر] لما عُرف في فن المسرح النمساوي بالمسرحية الشعبية Volksstück أو المسرحية السحرية Zauberstück - التي تعتمد على عناصر كوميدية بالعامية المحلية وعلى تقانات مسرحية معقدة لخلق أجواء خرافية أو مبهرة، وهي موجهة إلى الجمهور العريض - فلاقى نجاحاً كبيراً بمسرحية «الروح الشريرة» أو لومبازيڤغابونْدُس Lumpazivagabundus التي أتبعها بمسرحية «العائلات: كبكوبة، حزام الركبة، ولَزْقة» Die Familien: Zwirn, Knieriem und Leim ت(1835)، كما حاكى أوبرا مايربير [ر] Meyerbeer الدارجة حينذاك «روبير الشيطان» Robert le diable بأسلوبه التهكمي اللاذع، ووضع لها عنوان «روبرت العفريت» Robert der Teuxel ت(1834).
    التفت نستروي منذ عام 1835 إلى الهزلية المحلية Lokalposse، وأولاها جلّ اهتمامه، فكتب حتى عام 1845 ثلاثين مسرحية، مازال بعضها يقدَّم حتى اليوم لتميزه بفنية عالية وبراهنية الموضوع، ولاسيما بنقده الاجتماعي والسياسي الحاد الذي سبب له كثيراً من العداوات ومن أوامر المنع.
    ومن أهم نتاج تلك المرحلة «على مستوى الأرض وفي الطابق الأول» Zu ebener Erde und erster Stock ت(1835)، و«مسكن للإيجار» Eine Wohnung ist zu vermieten ت(1837)، و«بيت الأمزجة» Das Haus der Temperamente ت(1838) التي تميزت بتجريبيتها على مستوى الشكل الفني والتنفيذ الإخراجي بغية الوصول إلى هدفه من تجديد الهزلية المحلية باتجاه الهزلية الناقدة الساخرة، فلاقى في السنوات الست اللاحقة نجاحات لافتة في منطقة اللغة الألمانية (النمسا، ألمانيا، سويسرا) بدءاً بمسرحية «حظ، سوء استخدام وعودة» Glück, Missbrauch und Rückkehr ت(1838)، و«ليلة الكرنڤال المشؤومة» Die verhängnisvolle Faschingsnacht ت(1839)، و«الصبَّاغ وأخوه التوءم» Der Färber und sein Zwillingsbruder ت(1840) وصولاً إلى رائعته «التميمة» Der Talisman ت(1840) التي لاقت أصداء ممتازة لدى النقد المسرحي. تبعتها نجاحات شعبية واسعة حتى عام 1845، ولاسيما مسرحية «صَبيَّة من الضاحية» Das Mädl aus der Vorstadt ت(1841)، و«إنه ينوي الانغماس في علاقة جانبية» Einen Jux will er sich machen ت(1842) و«الممزَّق» Der Zerrissene ت(1844). ومنذ عام 1845 اتخذت مسرحياته طابعاً جديداً تبوأت فيه القضايا الاجتماعية والسياسية موقع الصدارة من حيث الطرح والمعالجة. وقد تجلى ذلك في مسرحية «رجل عديم الأهمية» Der Unbedeutendeت(1846) التي وجد فيها النقد أبرز إنجازاته الفنية. وتبعها في الاتجاه نفسه مسرحية «الربيب» Der Schützling ت(1847)، و«الرجل العجوز مع المرأة الفتية» Der alte Mann mit der jungen Frau ت(1848) التي أجّل نستروي عرضها لأسباب سياسية ارتبطت بثورة عام 1848 البرجوازية التي كشف مأزقها في ملهاة «حرية في بلدةٍ محدودة الأفق» Freiheit in Krähwinkel ت(1849) سخر فيها من أنصاف الحلول السياسية التي قدمتها البرجوازية النمساوية ومن تشدقها بالشعارات. وفي العام نفسه قدّم محاكاة ساخرة رائعة بعنوان «يوديت وهولوفِرْنِس» Judith und Holofernes لمسرحية فريدريش هِبَّل[ر] F.Hebbel «يوديت»؛ ومنذئذٍ ضعفت وتيرة إنتاجه كتابةً، وكان آخر أعماله المهمة ملهاة «كامبل أو الفتاة ذات الملايين والخيَّاطة» Kampl oder: Das Mädchen mit den Millionen und die Nähterin ت(1852).
    تُوفِّي مدير الفرقة كارل كارل عام 1854، وقبل نستروي أن يحل محله إلى أن استقال عام 1860، واستقر في غراتس حتى وفاته. وقد شُيع جثمانه في ڤيينا وسط حشود هائلة من محبيه وعشاق فنه وسخريته الاجتماعية والسياسية. بيد أن أعماله أُهملت حتى أواخر القرن عندما صدرت مختارات من مسرحياته، لفتت الأنظار إلى أهميته. وقد رأى فيه كارل كراوس[ر] أعظم كاتب ساخر في اللغة الألمانية، فكتب عنه، واقتبس بعض أعماله.
    على الرغم من إعجاب معاصريه بقوة فنه وتأثيره، من مثل غريلبارتسر [ر] وهَمرلينغ Hamerling وكيركغارد[ر]؛ فإن الاعتراف الحقيقي بمكانته ودوره لم يحصل إلا في القرن العشرين، وكان من بين من تأثر بأسلوبه أودون فون هورڤات[ر] وفريدريش دورنمات F.Dürrenmatt.
    نبيل الحفار

يعمل...
X