نصيب بن رباح Nusayb ibn Rabah، أبو محجن، من شعراء العصر الأموي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصيب بن رباح Nusayb ibn Rabah، أبو محجن، من شعراء العصر الأموي

    نصيب رباح

    Nusayb ibn Rabah - NUSAYB B.RABAH

    نصيب بن رباح
    (… ـ 108هـ/… ـ 726م)

    نصيب بن رباح، أبو محجن، من شعراء العصر الأموي، كان مولى لرجل من بني كنانة يدعى راشد بن عبد العزى، وقد اختُلف في طريقة انتقاله إلى عبد العزيز بن مروان، فبعض الروايات تقول إنه اشتراه من بني كنانة، وفي أخرى أنهم أعتقوه ثم لحق بعبد العزيز، وفي ثالثة أنه كاتب مواليه فأدى عبد العزيز عنه وأعتقه.
    كان نصيب عبداً أسود وكانت أمه وأبوه من أهل النوبة، وفي إحدى الروايات أنهما كانا سبيّين لخزاعة.
    روى نصيب خبراً تحدث فيه عن بدايات نظمه الشعر، وفي هذا الخبر يقول: «قلت الشعر وأنا شاب، فأعجبني قولي، فجعلت آتي مشيخة من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة، ومشيخة من خزاعة فأنشدهم القصيدة من شعري، ثم أنسبها إلى بعض شعرائهم الماضين، فيقولون: أحسن والله! هكذا يكون الكلام! وهكذا يكون الشعر!، فلما سمعت ذلك منهم علمت أني محسن، فأزمعوا الخروج إلى عبد العزيز بن مروان وأزمعت، وهو بمصر».
    وفي هذا الخبر أيضاً أن نصيباً عرض شعره على أخته أمامة ونصحته أن يمضي لما عزم له، وفي المدينة شاهد الفرزدق وعرض عليه شعره فحسده الفرزدق ونصحه أن يكتم شعره حتى لا يكون ضُحكة للناس.
    وصل نصيب إلى مجلس عبد العزيز لكنه لم يحظ بفرصة إنشاد الشعر بين يديه إلى أن طلب من أحد الوجهاء أن يتدخل، فلما سمع الرجل منه قال له: «ويحك! أهذا شعرك؟ فإياك أن تنتحل فإن الأمير راوية عالم بالشعر وعنده رواة»، فقال نصيب: «والله ما هو إلا شعري»، ثم طلب منه أن يقول شعراً في وصف مصر فقال نصيب، فأعجبه الشعر، وأدخله على عبد العزيز فأنشده وأُعجب الأمير بشعره. ثم ذاعت شهرته.
    كان نصيب فيما يُروى خفيف العارضين ناتئ الحنجرة، بلغ من الشعر منزلة جعلت الناس يتغنون بشعره، وكان المديح أحد أهم أغراض شعره، ومن ممدوحيه عبد العزيز بن مروان وعمر ابنه وغيرهما، ومن أغراض شعره أيضاً الرثاء، ومن مراثيه قصيدة في عبد العزيز بن مروان يقول فيها:

    فإن أبْكِهِ أُعْذَرْ وإن أغلبِ الأسى بصبرٍ فمثلي عندما اشتدَّ يَصْبرُ
    وكانَتْ ركابي كلما شئْتُ تنتحي إليك فتقضي نحبَها وهي ضُمّرُ
    فقد عَرِيَتْ بعدَ ابنِ ليلى فإنما ذُراها لما لاقَتْ من الناسِ منظرُ
    ومن أغراض شعره النسيب والغزل، وفي جارية أحبها وعرض عليها الزواج فأبته يقول:
    فإن أكُ حالكاًَ فالمِسْكُ أحوى وما لِسوادِ جلدي منْ دواءِ
    ولي كَرَمٌ عن الفحشاءِ ناءٍ كبعدِ الأرضِ منْ جوٍّ السماءِ
    ومثلي في رجالِكم قليلٌ ومثلُكِ ليس يُعدمُ في النساء
    فإنْ ترضَيْ فردّي قولَ راضٍ وإن تأبَيْ فنحن على السواءِ
    فلما قرأت الشعر قالت: «المال والشعر يأتيان على غيرهما»، وتزوجته.
    كان نصيب في رأي كثير من معاصريه من أشعر الشعراء، وقد عرض شعره على جرير فقال له: «أنت أشعر جلدتك». كما كان فصيحاً عالماً بالشعر، وقد سئل عن أشعار أقرانه من الشعراء فقال: «جميل إمامنا، وعمر بن أبي ربيعة أوصفنا لربات الحجال، وكثيّر أبكانا على الدمن وأمدحنا للملوك».
    اهتم الزبير بن بكار بجمع أخباره، وله ترجمات في كثير من كتب الأدب والأخبار، وجمع داود سلوم شعره ودرسه في كتاب بعنوان: «شعر نصيب بن رباح».
    أحمد نتوف

يعمل...
X