والبة بن الحُباب الأسدي Waliba ibn al-Hubab. من شعراء العصر العباسي الأول.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • والبة بن الحُباب الأسدي Waliba ibn al-Hubab. من شعراء العصر العباسي الأول.

    والبه حباب

    Waliba ibn al-Hubab - Waliba ibn al-Houbab

    والبة بن الحُباب
    (…ـ 170هـ/… ـ 786م)

    والبة بن الحُباب الأسدي، من بني نصر بن معين من أسد بن خزيمة، كنيته أبو أسامة، شاعر من شعراء العصر العباسي الأول. شيخ الشعراء الماجنين في هذا العصر، يدور شعره حول الخمرة والمجون والغزل بالغلمان، ويأتي على رأس التيار الذي لا همّ له إلا البحث عن اللذة وإشباع الشهوات، كأمثال مطيع بن إياس وأضرابه، ويُعدّ والبة المسؤول عن توجيه أبي نواس نحو المجون، وتقول الروايات التي أرّخت لحياة الرجلين: إنه لما ولي يحيى خراج الأهواز أخرج معه والبة ابن الحباب لأنه كان يستلطفه ويأنس به، فوجهه إلى البصرة ليشتري له حوائج وبخوراً، فصار إلى سوق العطارين، فاشترى عوداً هندياً، وكان أبو نواس يبري العود وهو غلام، فلما رآه والبة كاد أن يذهب عقله لما رأى فيه من الوسامة و الجمال، فلم يزل يحاوره ويغريه ويخدعه حتى أقنعه بترك عمله والمسير معه إلى الأهواز، ثم قدم به إلى الكوفة بعد منصرفهم من الأهواز، فتعرف معه أدباء الكـوفة في ذلك الـوقت، وتأدب بأدبهم، وبعد إقامةٍ في الكـوفة قدم والبة ـ ومعه أبو نواس ـ إلى بغداد، فالتقى هناك الشاعر أبا العتاهية، و جرت بينهما ملاحاة ومهاجاة، واستمرت فترة من الزمن، واشتدت، وكان أبو العتاهية أبرز شعراء بغداد في ذلك الزمن. وكانت سيرة والبة الماجنة لا تؤهله للصمود أمام شخصية أبي العتاهية الزاهدة التي تستقطب جمهوراً كبيراً، فلاحقت أهاجي أبي العتاهية والبة حتى اضطرته إلى الهرب من بغداد. وكانت تبدر من والبة بعض الصور الشعرية الجيدة التي يحسده عليها الشعراء. فقد ذكر صاحب «تاريخ بغداد» أن أبا نواس كان يقول: «سبقني والبة إلى بيتين من شعرٍ قالهما وددت أني كنتُ سبقته وأن بعض أعضائي اختلج مني، وهما:
    وليسَ فتى الفتيانِ مَنْ راحَ أو غدا
    لشربِ صبوحٍ أو لشرب غبوقِ
    ولكنْ فتى الفتيانِ مَنْ راحَ أو غدا
    لضرِّ عدوٍّ أو لنفعِ صديقِ»
    على الرغم من كثرة تراجم والبة في كتب التراجم فإنها ينقل بعضها من بعض، وتكرر الأخبار ذاتها فلا تضيف شيئاً جديداً. وتظل الصورة التي تقدمها هذه المصنفات لوالبة صورة الشاعر التي لخصها ابن المعتز في كتابه «طبقات الشعراء المحدثين» عندما نقل عن الخليفة المهدي رأيه فيه عندما ذكره ذات يوم فقال: «ما أشعره! وما أملح شعره! وهو مع ذلك أديب واسع الحفظ»، فقال له بعض من في مجلسه: «ما يمنعك من منادمته»؟ قال: «إسرافه في المجون وتطرفه في الغزل بالحسان والغلمان ووصف الشراب».
    محمود الربداوي
يعمل...
X