الوقاية من الكوارث الطبيعية. ظاهرة طبيعية مثل الأعاصير والزلازل والبراكين وغيرها.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوقاية من الكوارث الطبيعية. ظاهرة طبيعية مثل الأعاصير والزلازل والبراكين وغيرها.

    وقايه من كوارث طبيعيه

    Protection of natural disasters - Protection des catastrophes naturelles

    الوقاية من الكوارث الطبيعية

    الكوارث الطبيعية هي دمار كبير يحدث بسبب ظاهرة طبيعية مثل الأعاصير والزلازل والبراكين وغيرها فتسبب خسائر كبيرة في الأرواح والثروات والممتلكات تعجز القدرة البشرية المحدودة عن إيقافها، لكنها قد تفلح أحياناً في تقليل ضررها والتكيف معها. ويختلف حجم الكارثة بحسب حجم الخسائر التي تسببها.
    ليست الكارثة الطبيعية كارثة إلا في محيطها؛ فإذا انفجر بركان في أعماق المحيط لا يكون هناك كارثة إلا على الأحياء البحرية أو على سفينة عابرة. لكن لابد أن يزداد توقع الكوارث لأن النشاط البشري في توسع دائم، وبسبب العيش فوق كوكب نشط. بل إن الكارثة لا تقع إلا عند الوقوف في طريق الظاهرة الطبيعية، وتكون البنية التحتية أضعف من أن تحتوي نتائج تلك الظاهرة.
    عندما تقع الكارثة الطبيعية لا يستطيع أحد أن يفعل شيئاً غير حصر الأضرار ومحاولة تقليل الخسائر. أما ما يخص استباق الكارثة فيمكن للعلماء أن يفعلوا أشياء كثيرة، ولاسيما في حالة البراكين والأعاصير والسيول الجارفة، بمعدلات تختلف باختلاف مستويات تطور البلدان والإمكانات المتاحة. لكن العلماء لا يستطيعون القيام بكل شيء حتى في البلدان المتطورة. فالعيش عند حدود البراكين يفترض توقع الأسوأ دائماً، والإقامة في منطقة زلزالية يفترض تنفيذ بنية تحتية مقاومة.
    لكن ماذا يستطيع العلم أن يفعل في مواجهة كارثة طبيعية مثل إعصار ميتش الذي عُدّ أسوأ كارثة طبيعية في التاريخ الحديث في أمريكا الوسطى؟ فقد توقعت الأرصاد الجوية هذا الإعصار، وتنبأ العلماء أن يمر بموازاة ساحل هندوراس وأن يتجه شمالاً لكنه ضرب هندوراس وتوقف فيها فأحدث ما يشبه التدمير الشامل. وإضافة إلى عدم دقة التنبؤ هناك قضايا أخرى: ذلك أن كثيراً من الناس يبنون منازلهم في مناطق غير ملائمة للسكن وبطريقة تجعل البيوت مجرد أوراق متطايرة في مهب الإعصار. بل إن شبه انعدام وسائل الاتصالات يجعل الناس يؤخذون على حين غرة.
    إن واحدة من الصعوبات الجوهرية بشأن فهم الكوارث الطبيعية وعواقبها هي أن هذا العلم غالباً ما يتناقض مع الحدس. فالناس يصعب عليهم أن يتصوروا الأرض وهي تموج مثل موجات البحر، ناهيك عن إقناعهم بالتحسب لمثل هذا الخطر. وأحياناً يكون النشاط البشري سبباً في تفاقم الكارثة الطبيعية. ويزيد في تفاقم الكارثة أيضاً رداءة إجراءات الإغاثة. ذلك أن الانهيارات الزلزالية والسيول وانفجارات البراكين تطرح تحديات على المنقذين لجهة عدم كفاية التقانة والمعدات.
    أدى تحسن تقانات التنبؤ المناخي ونظم الإنذار وراموزات البناء إلى خفض عظيم في عدد الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية، إلا أن الخسائر الاقتصادية ازدادت عدة أضعاف. كما أن ارتفاع الخسائر يؤكد أن الناس هم الذين يضعون أنفسهم وأملاكهم في طريق الكوارث الطبيعية.
    أهم الكوارث الطبيعية:
    الشكل (1)
    الشكل (2)
    الزلازل [ر: الزلازل (علم ـ)]
    تنتج الهزة الأرضية من تمزق مفاجئ في القشرة الأرضية مع انتقال كبير لجزء منها فيتحرر جزء مهم من طاقة التشوهات الكامنة فيها.
    تحدث الزلازل عندما تصل التشوهات والإجهادات في الصخور إلى حد انهيار المواد المكونة لها فتتحرر فجأة الطاقة الكامنة الناتجة من تشوهات الصخور التي تنتشر في طبقات الأرض على شكل أمواج اهتزازية مرنة منبثقة من نقطة التمزق، تسمى هذه الأمواج هزة أرضية أو زلزالاً. وتسمى النقطة الواقعة على سطح الصدع التي بدأ فيها التمزق بؤرة الزلزال focus، وأما النقطة على سطح الأرض الواقعة فوق البؤرة مباشرة فتسمى المركز السطحي للزلزال epicenter.
    تحدث معظم الهزات الأرضية نتيجة انزلاقات على طول صدوع جيولوجية موجودة سلفاً ويحدث الانزلاق بسبب حركة الصفائح التكتونية التي تتكون منها القشرة الخارجية للأرض. والمعروف أن القشرة الأرضية تنقسم إلى سبع صفائح كبيرة، ومجموعة من الصفائح الصغيرة (الشكل 1). تتحرك هذه الصفائح ببطء عائمة فوق الطبقات المائعة والضعيفة التي تشكل البنية الداخلية للأرض، وعندما تتصادم هذه الصفائح أو ينزلق بعضها على بعض عند سطوح التماس تنشأ إجهادات ضاغطة في القشرة الأرضية. تزداد هذه الإجهادات ببطء عبر مئات السنين وعندما تتجاوز طاقة تحمل الصخور تتمزق وتنهار (الشكل 2) فتتحرر التشوهات محدثة الهزة الأرضية. تسمى هده النظرية نظرية الارتداد المرن elastic reboundtheory.
    1 ـ الإنذار المبكر عن الزلازل: على الرغم من أن الإنذار المبكر ما يزال بعيد المنال إلا أنه تجرى حالياً دراسات وبحوث جادة للتوصل إلى ذلك باستخدام العديد من الأجهزة أهمها ما يأتي:
    ـ جهاز ريختر لإصدار إنذار عند وقوع هزات خفيفة لا يحس بها السكان.
    ـ جهاز قياس المقاومة الكهربائية للطبقات الصخرية العميقة، حيث تضعف ناقليتها للكهرباء قبل حدوث الزلزال بسبب فقدها جزءاً مما تحويه من ماء.
    ـ جهاز قياس كمية غاز الرادون المشع في مياه الآبار والينابيع، إذ تزداد نسبة هذا الغاز فيها قبيل حدوث الزلزال.
    ـ جهاز الكشف عن تغيرات الجاذبية الأرضية بسبب تغير كثافة الصخور الباطنية قبيل حدوث الزلزال.
    ـ جهاز قياس الانزياح الأفقي أو الشاقولي في طبقات الأرض بالاستفادة من المعلومات التي تقدمها الأقمار الصناعية.
    ـ جهاز أشعة الليزر للكشف عن تغير زمن انتقال الترددات الضوئية من نقطة على جانب الصدع إلى نقطة أخرى تقابلها على الجانب الآخر منه.
    ـ جهاز قياس مقدار التغيرات التي تطرأ على الحقل المغنطيسي المحلي للأرض لكشف تلك التغيرات التي تنتج من انضغاط الصخور الواقعة تحت سطح الأرض أو تحطمها.
    2 ـ الوقاية من الزلازل:
    تحدث الزلازل على نحو مفاجئ وبسرعة خاطفة مما يوقع أضراراً فادحة في زمن قصير ربما لا يتجاوز ثواني أو دقائق معدودات عندما تكون الزلازل عنيفة. وتتعدى أخطار الزلازل إيقاع الخراب والدمار في المنطقة التي تضربها إلى حدوث حرائق هائلة تسبب أحياناً أفدح الخسائر.
    وعلى الرغم من المحاولات الجادة التي يقوم بها علماء الزلازل والهندسة الزلزالية للوصول إلى أفضل تصاميم للأبنية والمنشآت تمكنها من امتصاص الضربة الزلزالية وتكون بمأمن من التهدم أو التصدع فإنهم ما يزالون غير قادرين على دفع كل أضرار الزلازل، وإنما تمكنوا من تخفيف تلك الأضرار إلى أدنى حد ممكن. لذا ينصب جهد العلماء على تخفيف الأضرار التي تصيب الناس والمنشآت والممتلكات والمرافق العامة والخاصة.
    وعلى ذلك فإن أهم وسائل الوقاية من أخطار الزلازل هو العناية بتصميم الأبنية والأساليب المتبعة في تشييدها، واختيار المواقع المناسبة لها، واستخدام المواد المقاومة في بنائها.
    3 ـ ما يتوجب فعله عند حدوث الزلزال:
    البقاء داخل المنزل والابتعاد عن قطع الأثاث الكبيرة التي يمكن سقوطها، وعن النوافذ التي يمكن أن ينكسر زجاجها، والاحتماء تحت قطع الأثاث (السرير أو الطاولة) التي يمكن أن توفر الحماية مع التأكد أن رأس الإنسان ورقبته وعموده الفقري محمية تماماً، وعدم الخروج من الملجأ حتى ينتهي الزلزال.
    وإذا كان الإنسان خارج المنزل فعليه البقاء في بقعة مكشوفة بعيداً عن المنازل والمداخن والأشجار وخطوط نقل الطاقة وعن أي أشياء أخرى يمكن أن تسقط فوقه.
    التسونامي [ر: موجات التسونامي]
    الشكل (3)
    أمواج التسونامي هي سلسلة من أمواج البحر العالية والسريعة والقوية تنجم عن الزلازل أو ثورات البراكين أو سقوط الأجرام من الفضاء الخارجي في البحار والمحيطات. يحدث التسونامي غالباً نتيجة انزلاق بين طرفي صدع في قاع المحيط مع انتقال شاقولي لأحد طرفي الصدع بالنسبة إلى الآخر فيندفع الماء وكأنه ضرب بمجداف عملاق، محدثاً أمواجاً قوية على سطح المحيط. تنتشر هذه الأمواج من موقع حدوث الزلزال حتى تصل إلى الشواطئ فتغمرها (الشكل 3) مسافة بضع مئات من الأمتار محدثةً دماراً هائلاً.
    1 ـ ظواهر حدوث التسونامي:
    قبل وصول موجات التسونامي مباشرة يمكن ملاحظة الأمور الآتية:
    ـ الشعور بهزة أرضية مهما كانت ضئيلة.
    ـ انطلاق محتمل لبعض الغازات من مياه البحر على شكل فقاعات.
    ـ قد يشعر الإنسان الموجود في الماء بحرارة الماء التي ترتفع فجأة وعلى نحو محسوس.
    ـ يُسمع صوت مشابه لصوت الرعد.
    ـ تنبعث من المياه رائحة كريهة جداً.
    ـ تتراجع مياه الشاطئ باتجاه العمق تراجعاً كبيراً.
    2 ـ الإنذار عن التسونامي
    يعد التحري عن التسونامي واكتشاف موجاته عملية بالغة الصعوبة لأن ارتفاع الموجة صغير عندما تتشكل في مياه المحيط العميقة، ويراوح بين 30 ـ 50سم كتموج بسيط على سطح الماء.
    وقد أقيم في المحيط الهادئ قرب جزر هاواي مركز للإنذار عن التسونامي يصدر نشرتين للتحذير من خطره:
    الأولى: نشرة مراقبة التسونامي تصدر عند حدوث زلزال قدره أكبر من 6.75 على مقياس ريختر.
    الثانية: نشرة إنذار من التسونامي تصدر عندما يتبين من المعطيات المجمعة من محطات المد البحري أن تسونامي مدمراً محتمل الحدوث. إلا أن أنظمة الإنذار هذه غير موثوقة مع الأسف لأن أكثر الإنذارات كانت كاذبة.
    3 ـ ما يتوجب فعله عند الشك بحدوث التسونامي:
    ـ الاستماع إلى المذياع لسماع الإنذار عن التسونامي وتعليمات الإخلاء والابتعاد عن الشاطئ.
    ـ الابتعاد عن الشاطئ واللجوء إلى أعلى مرتفعات ممكنة.
    ـ إذا كنت في قارب ابق في البحر المفتوح بعيداً عن الشاطئ.
    ـ ابتعد عن الأبنية والمنشآت التي يمكن أن تنجرف بأمواج التسونامي.
    4 ـ ما يتوجب فعله بعد حدوث التسونامي:
    ـ استمرار الاستماع إلى المذياع لتلقي التعليمات من السلطات المعنية.
    ـ البقاء بعيداً عن الأبنية المغمورة بالماء.
    ـ ابحث عن مصادر الغاز المتسرب وعن كل ما يمكن أن يسبب حرائق واقطعه.
    ـ التأكد من استقرار البناء.
    ـ فتح الأبواب والنوافذ لتساعد على تجفيف البناء.
    البراكين [ر]
    الشكل (4)
    البركان هو مكان تنبعث منه مواد منصهرة حارة مع الأبخرة والغازات المصاحبة لها من باطن الأرض، ويحدث ذلك من خلال فوهات أو شقوق. وتتراكم هذه المواد أو تنساب حسب نوعها على شكل حمم (لابة lava) مختلفة الأشكال منها التلال المخروطية أو الجبال البركانية العالية. ويتكون البركان عموماً من الأجزاء الثلاثة الآتية:
    1 ـ جبل مخروطي الشكل: يتكون من ركام صخري أو لابة متصلبة. وهي المواد التي يقذفها البركان من فوهته في حالة منصهرة.
    2 ـ فوهة: وهي تجويف مستدير الشكل تقريباً في قمة المخروط، يخرج منها على فترات غازات وكتل صخرية وحمم منصهرة. وقد يكون للبركان أكثر من فوهة ثانوية إلى جانب الفوهة الرئيسية في قمته (الشكل 4).
    3 ـ مدخنة أو قصبة: وهي قناة تمتد من قاع البركان حيث المواد المنصهرة في جوف الأرض إلى الفوهة. وتندفع خلالها المواد البركانية، وتعرف أحياناً بعنق البركان. وقد يكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوية.
    1 ـ أنواع المواد البركانية:
    يخرج من البراكين في ثورانها حطام صخري صلب ومواد مائعة منصهرة وغازات.
    1ـ الغازات: يخرج من البراكين في أثناء نشاطها بخار الماء، وهو ينبثق بكميات عظيمة مكوناً سحباً هائلةً، ويختلط معه الغبار والغازات الأخرى. وتتكاثف هذه الأبخرة مسببة أمطاراً غزيرةً تتساقط في محيط البركان. ويصاحب الانفجاراتِ وسقوطَ الأمطار حدوثُ ومضات كهربائية تنشأ من احتكاك حبيبات الرماد البركاني بعضها ببعض. وإضافة إلى الأبخرة المائية الشديدة الحرارة ينفث البركان غازات متعددة أهمها الهدروجين والكلورين والكبريت والنتروجين والكربون والأكسجين.
    الشكل (5)
    2ـ الحمم البركانية (اللابة): هي كتل مائعة أو منصهرة تلفظها البراكين، وتبلغ درجة حرارتها بين 1000 ْم ـ 1200 ْم. وتنبثق اللابة من فوهة البركان لتطفح من خلال الشقوق والكسور على جوانب المخروط البركاني، (الشكل 5). وتتوقف طبيعة اللابة ومظهرها على التركيب الكيمياوي لكتل الصهير الذي تنبعث منه.
    3ـ الحطام الصخري: ينبثق نتيجة الانفجارات البركانية حطام صخري صلب من مختلف الأنواع والأحجام في الفترة الأولى من الثوران البركاني. ويشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التي تنتزع من جدران العنق نتيجة اندفاع اللابة والمواد الغازية المنطلقة من الصهير بقوة وعنف، ويتركب الحطام الصخري من مواد تختلف في أحجامها منها الكتل الصخرية، والقذائف والجمرات، والرمل والغبار البركاني.
    2 ـ أنواع البراكين:
    1ـ البراكين النشطة: وهي براكين دائمة الثوران، أو تُحدِث علامات تدل على أنها نشطة مثل انبعاث الغازات منها.
    2ـ البراكين الساكنة: وهي التي لا يظهر عليها علامات النشاط إلا أنها من الممكن أن تنشط وتقذف حممها في أي لحظة، وهي غالباً ما تكون قد ثارت في زمن ما خلال السنوات الألف الأخيرة.
    3ـ البراكين الخامدة: وهي التي لم تطلق حمماً منذ أكثر من 10000 عام.
    4ـ البراكين البحرية: حيث تنشط في قيعان المحيطات محدثة حرارة عالية في المياه، ولا تلبث أن تهدأ سريعاً ولكن قد يكون لها أثر في تغيير بعض معالم قاع المحيط.
    3 ـ التنبؤ بالبراكين:
    هناك بعض الأحداث والشواهد التي تدل على احتمال ثوران البراكين وهي:
    1. حدوث الزلازل التي قد تسبق ثوران البراكين بساعات أو بسنين أحياناً.
    2. التغير في صفات الينابيع الحارة والفوهات والبحيرات البركانية وسلوكها.
    3. التغير في قوة المجالات المغنطيسية للأرض واتجاهاتها.
    4. زيادة الحرارة المنبعثة في المنطقة التي يمكن الاستدلال عليها بالتصوير بالأشعة تحت الحمراء.
    5. السلوك المتوتر لدى بعض أنواع الحيوانات.
    ومن الدراسات الحديثة في هذا المجال استخدام الأقمار الصناعية حيث يمكن بوساطتها استعمال جهاز قياس الميل tiltmeter الذي يدل على تغير ميل التراكيب الجيولوجية نتيجة اندفاع الصهارة من أسفل إلى أعلى وحدوث تفلطح في المنطقة التي يبدأ تكون المخروط البركاني فيها الذي تخرج منه الحمم.
    4 ـ الوقاية من البراكين:
    تظل البراكين على الرغم من انفجارها المدوي المخيف، ومقذوفاتها المدمرة المحرقة، وأبخرتها وغازاتها الخانقة أكثر أماناً من الزلازل، وأقل فتكاً بالإنسان والحيوان لأنها تحدث أمام أعين الناس بهولها وأخطارها، وما على الإنسان الذي يريد أن ينجو منها إلاّ الابتعاد عن مجال أذاها في أثناء ثورتها.
    كما أن البراكين لا تفاجئ الناس بثورتها المدمرة من دون سابق إنذار، فجميع البراكين الخامدة أو الهادئة في العالم كانت تنذر من حولها بأنها في طريقها إلى الانفجار بعد أيام أو أسابيع، قبل أن تضرب ضربتها. فعندما يبدأ البركان بالثوران وتبدأ الصّهارة magma والصخور تتحرك تحته تحدث مؤشرات تحذيرية يتم كشفها من قبل الناس الذين يعيشون حوله فيرحلوا عن الجبل بأسرع وقت ممكن.
    الانزلاقات الأرضية والوقاية منها:
    الشكل (6)
    الانزلاقات الأرضية landslides هي إحدى المشكلات البيئية التي تهدد العالم، وتحدث عادةً على المنحدرات عندما تتوافر العوامل المسببة لها (الشكل 6)، وقد يحدث الانهيار فجائياً أو على مراحل أو على فترات متباعدة. ويمكن إيجاز بعض الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى حدوث الانهيارات الأرضية:
    1ـ التراكيب الجيولوجية (الصدوع والفواصل والشقوق): تتأثر مناطق الانزلاقات الأرضية غالباً بصخورها النارية والمتحولة والرسوبية وبالصدوع والشقوق والفواصل التي ترافق تكوينها، إضافة إلى الحركات التكتونية القديمة التي تجعلها غير مستقرة جيولوجياً وتجعلها شديدة الانحدار؛ مما يسهل عملية التعرية الطبيعية التي تسبب حدوث الانهيار وتساقط الكتل الصخرية. كما أن وجود بعض الطبقات الطينية التي تتوضع عليها الكتل الصخرية المعرضة للسقوط تساعد على حدوث الانهيارات الصخرية لأن لهذه الطبقات قابلية شديدة لامتصاص المياه والانتفاخ والتشقق بعد فقدان المياه، فتكون محفِّزة لحدوث الانهيارات وتساقط الكتل الصخرية.
    2ـ الميل والانحدار: تمتاز معظم مناطق الانهيارت والانزلاقات الأرضية بانحدارات شديدة تؤدي إلى عدم استقرار الكتل الصخرية والتربة المتوضعة عليها، وكلما زاد الميل اختل الثبات والاستقرار وبدأ الانهيار بالحركة نحو الأسفل، أو تبقى الكتل الصخرية في وضع استقرار حرج فتصبح هذه المناطق عرضة لزحف التربة في أي لحظة نحو الأسفل تحت تأثير الجاذبية الأرضية.
    3ـ عوامل التعرية والتجوية: تؤدي عوامل التعرية القديمة والحديثة في مناطق الانزلاقات إلى تهشم بعض أجزاء الصخور وتفتتها وتحللها وتحولها من ثمّ إلى مواد ناعمة على امتداد واسع، وقد يصل سمك هذه الطبقات إلى بضعة أمتار. فتؤدي هذه الطبقات دوراً أساسياً في عملية الانزلاقات الأرضية خاصة عندما تكون مشبعة بالماء.
    4ـ تأثير مياه الأمطار والينابيع: تعد الأمطار أحد الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى الانهيارات والانزلاقات الأرضية، فعندما تتشبع الصخور بمياه الأمطار أو العيون والينابيع تضعف قوى التماسك والاحتكاك بين أسطح تلامس الكتل الصخرية، والأكثر من ذلك تعمل المياه على غسيل المواد الرابطة للصخور وإذابتها فتتكون مادة غروية تسهل عملية انزلاق الصخور والتربة التي تعلوها.
    5ـ الزلازل: تولد الهزات الأرضية أمواجاً طولية وأمواجاً عرضية تولد قوى تزعزع استقرار الصخور على المنحدرات مما يؤدي إلى انزلاقها.
    6ـ الأشجار والحشائش: إن وجود بعض الأشجار والحشائش ذوات الجذور الكبيرة في مناطق الانزلاق الأرضي يؤدي دوراً كبيراً في عملية الانزلاق، حيث تنمو الجذور داخل شقوق الصخور والفجوات الموجودة في المنطقة فتزيد من توسعها وتفتتها كما إنها تساعد على تسرب المياه عميقاً مما يؤدي إلى تفتت الصخور وتحولها إلى حطام مع مرور الزمن.
    7ـ الأعمال البشرية: تؤدي عمليات الحفر في الأطراف السفلية للمنحدرات باستخدام المتفجرات بهدف استخراج الصخور والتربة لأغراض البناء ورصف الطرقات إلى عدم استقرار الصخور في تلك المناطق حيث إن جزءاً كبيراً من الكتل الصخرية التي تتم إزالتها كانت تعمل جدراناً ساندة للركام الصخري والتربة أعلاها، إضافة إلى توسع الشقوق القديمة وتكون شقوق جديدة في اتجاهات مختلفة.
    الوقاية من الانزلاقات الأرضية:
    يمكن تحسين الوقاية من مخاطر الانزلاقات الأرضية باتباع الإجراءات الآتية:
    1ـ نشر الوعي البيئي في أوساط المجتمع، والتحذير من مخاطر الانهيارات الأرضية والبناء العشوائي، والتعريف بأهمية الرجوع إلى جهات الاختصاص لتفادي أي أضرار وخسائر مادية وبشرية، مما يؤدي إلى صعوبة مواجهة مثل هذه الكوارث لعدم توافر الإمكانات المناسبة لذلك.
    2ـ الرجوع إلى الجهات الاختصاصية عند تنفيذ المشروعات الإنشائية لإجراء الدراسات «الجيولوجية والتكتونية» والزلزالية، إضافة إلى دراسة «ميكانيك» التربة والصخور في المواقع المنحدرة المراد استخدامها.
    3ـ تصميم قنوات تصريف لمياه الأمطار وتنفيذها لمنعها من التغلغل في التربة والوصول إلى الكتل الصخرية القابلة للسقوط، ومنع تشبع الطبقات الناعمة بالمياه.
    4ـ تفتيت الكتل الصخرية المعلقة وتكسيرها لأنها تهدد المباني المقاومة على سفوح المنحدرات بطرق فنية مع تجنب إحداث أي أضرار في المناطق المزدحمة بالسكان. وكذلك إقامة جدران استنادية وحواجز بيتونية تمنع تساقط الكتل الصخرية، وملء الشقوق والفواصل بالمواد الإسمنتية من أجل منع وصول مياه الأمطار وتخللها فيها.
    5ـ عدم الاقتراب من أماكن تساقط الكتل الصخرية خاصة في أثناء سقوط الأمطار لأن بعض مجاري مياه الأمطار القادمة من قمم الجبال تمر عبر مناطق الانهيار فتعمل على تعرية المواد الساندة لهذه الصخور وجرفها.
    6ـ المراقبة المستمرة للشقوق والفواصل الموجودة في مناطق المنحدرات وخاصة في موسم الأمطار لمعرفة مدى اتساعها وظهور شقوق جديدة.
    7ـ إعداد خرائط جيوبيئية يحدد عليها المواقع المحتملة للانزلاقات الأرضية ودرجة خطورتها من أجل الاستفادة منها مستقبلاً.
    الأعاصير [ر: إعصار]:
    الشكل (7)
    الشكل (8)
    الأعاصير عواصف هوائية دوَّارة حلزونية عنيفة ودوامات، تنشأ عادة فوق البحار الاستوائية، وتعرف باسم الأعاصير الاستوائية أو المدارية أو الأعاصير الحلزونية cyclones (الشكل 7) لأن الهواء البارد (المرتفع الضغط) يدور فيها حول مركز ساكن من الهواء الدافئ (منخفض الضغط)، فتتولد عاصفة تندفع في اتجاه اليابسة وتفقد سرعتها تدريجياً بالاحتكاك مع سطح الأرض، ولكنها تظل تتحرك بسرعات قد تتجاوز 300 كيلو متر في الساعة. ويصل قطر الدوامة الواحدة إلى 500 كيلو متر، وقد تستمر من عدة أيام إلى أسبوعين متتاليين. يتحرك الإعصار في خطوط مستقيمة أو منحنية فيسبب دماراً هائلاً على اليابسة بسبب سرعته الكبيرة الخاطفة، وتصاحبه الأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول، كما قد يتسبب الإعصار في ارتفاع أمواج البحر.
    كيف تحدث الأعاصير
    عندما يسخن الماء في البحار الاستوائية إلى درجة حرارة تراوح بين 27 ـ 30 ْم فإنه يعمل على تسخين طبقة الهواء الملاصقة له، فيخف ضغط الهواء ويتمدد ويرتفع إلى الأعلى، ويكوّن منطقة ضغط منخفض تنجذب إليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيطة، فتهب عليها من كل اتجاه مما يؤدي إلى تبخر الماء بكثرة وارتفاع البخار الخفيف إلى الأعلى وسط الهواء البارد (الشكل 8).
    الوقاية من الأعاصير:
    يجب اتخاذ الإجراءات الآتية:
    1ـ العناية بالأحزمة الخضراء وعدم قطع الغابات التي تعرقل سير الإعصار وتقلل من سرعته وخاصةً في المناطق الأكثر عرضة للأعاصير.
    2ـ أخذ الحيطة والحذر باستخدام أجهزة الإنذار المبكر والاهتمام بالمحطات المناخية بأنواعها بغية التنبؤ بحدوث الأعاصير.
    3ـ الاستعداد الكامل لمساعدة المتضررين بعد حدوث الكارثة وإخبار سكان المناطق القريبة بنتائج التنبؤات الجوية.
    4ـ التعاون المستمر بين الدول الأكثر تقدماً في مجال الأرصاد الجوية من أجل الحصول على البيانات الدقيقة التي تساعد على التنبؤ بالأعاصير أو نتوقع حدوثها.
    الفيضانات:
    الشكل (9)
    الشكل (10)
    تحدث الفيضانات نتيجة زيادة مستوى المياه في الأنهار ومجاري المياه والأودية (الشكل 9). والعلاقة بين سرعة جريان المياه من المنبع إلى مجرى النهر وبين كمية الفيضان علاقة طردية حيث إنه كلما زادت سرعة جريان المياه ازدادت كمية الفيضان، والعكس صحيح.
    تؤثر الفيضانات في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والزراعية والصناعية، فالمدينة التي يلحق بها فيضان لا تعود إلى حالتها الأولى إلا بعد مضي زمن طويل (الشكل 10).
    تسبب الفيضانات خسائر بشرية كبيرة نتيجة الغرق أو الصعق بالتيار الكهربائي أو بسبب الأوبئة والأمراض التي تنتشر نتيجة تلوث المياه وتحولها إلى مياه غير صالحة للشرب، كذلك تتسبب الفيضانات في حدوث مجاعات نتيجة غرق المحاصيل الزراعية وإبادتها. كما تصاب المرافق الصناعية بأضرار جسيمة بسبب الدمار الذي يلحق بالمصانع والمواد الأولية مما يسبب بدوره تدهور المستوى المعيشي.
    أسباب حدوث الفيضانات:
    1 ـ ذوبان الثلوج وانصباب مياهها في الأنهار والأودية.
    2 ـ العواصف الشديدة والأعاصير المصحوبة بأمطار غزيرة.
    3 ـ إزالة مساحات واسعة من الغابات عند منابع الأنهار وعلى مجاريها؛ لأن الأشجار تستهلك كميات كبيرة من المياه، واقتلاعها يسبب تفكك التربة وانجرافها إلى مجرى النهر، وبذلك يتم إزالة بعض العوائق التي كانت تسهم في التخفيف من سرعة تدفق النهر أو السيل.
    4 ـ حدوث هزات أرضية في قيعان البحار (موجات تسونامي).
    5 ـ انهيار السدود التي تختزن كميات كبيرة من المياه.
    6 ـ حدوث تغيير في ضغط المياه أسفل المحيطات.
    7 ـ ارتفاع درجات الحرارة مما يسبب ذوبان الثلوج في المناطق الباردة.
    الوقاية من الفيضانات:
    يمكن لخبراء الأرصاد الجوية التنبؤ بالفيضانات بمساعدة الأقمار الصناعية التي ترسل صوراً للأنهار تبين عمق المياه ومستواها؛ وبذلك يتمكن خبراء الطقس من توقع فيضاناتها. وفي كل الأحوال يجب اتخاذ الإجراءات الآتية:
    1 ـ أخذ الحيطة والحذر باستخدام أجهزة الإنذار المبكر ثم الاستعداد الكامل لمساعدة المتضررين بعد حدوث الكارثة، وإخبار سكان المناطق القريبة من مواقع الفيضانات بنتائج التنبؤات الجوية.
    2 ـ العناية بالأحزمة الخضراء وعدم قطع الغابات، والتقيد بالمعايير التخطيطية لتجنب المناطق المنخفضة والسهول ذات المراوح الفيضية عند بناء منشآت فيها.
    3 ـ توعية المواطنين بأخطار الفيضانات وما ينجم عنها من نتائج مدمرة مادياً ومعنوياً.
    4 ـ الاهتمام بالمحطات المناخية بأنواعها والخاصة بالرصد الجوي بغية توفير معلومات مناخية ومائية (هدرولوجية) التي تنبئ عن حدوث الفيضان من عدمه.
    حرائق الغابات الطبيعية
    وهي حرائق لا يمكن السيطرة عليها أو احتواؤها بسهولة، فتتحول غابة خضراء مزدهرة في غضون ساعات إلى أكوام من الرماد مسببة خسائر هائلة بالأخشاب والنباتات والحيوانات، لذلك تصنف هذه الحرائق من الكوارث البيئية الخطيرة.
    هناك عاملان أساسيان لنشوب مثل هذه الحرائق: عوامل طبيعية لا دخل للإنسان فيها، وعوامل بشرية يكون الإنسان سببها.
    ومن المخاطر التي تنشأ من حرائق الغابات انبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام الذي يمتد إلى المناطق المجاورة، ولا يقف عند حدود دولة بعينها، ويتسبب في أضرار كثيرة بالبيئة المحيطة من أهمها الأمطار الحامضية.
    وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة للغابات فهي تتعرض للأذى والانتهاك إلى درجة كبيرة، وقد أوضحت الإحصائيات أن الغابات تعرضت للتدهور الشديد في الفترة بين 1990 ـ 1995 إذ بلغت المساحات المفقودة من الغابات إبان تلك الفترة 112600كم2.
    ومن أشهر حرائق الغابات تلك التي نشبت في إندونيسيا في جزيرتي بورنيو وسومطره ما بين عامي 1997ـ 1998، والحرائق التي نشبت في البرازيل عام 1998 وقضت على ما يقارب المليون هكتار من غابات الساڤانا، والحرائق السنوية في مناطق متعددة من الولايات المتحدة الأمريكية.
    أنواع حرائق الغابات:
    الشكل (11)
    الشكل (12)
    هناك تصنيفات متعددة لحرائق الغابات من أهمها تصنيف مبني على كمية المحروقات التي تستهلكها النار وهذا التصنيف كالآتي:
    أ ـ الحرائق السطحية: وهي الحرائق التي تحدث على سطح الأرض فقط وتلتهم جزءاً كبيراً من الأجزاء النباتية والمواد العضوية المتراكمة على أرض الغابة وتتسبب في موت الأشجار الصغيرة وإبادة النباتات العشبية، وهي أكثر أنواع حرائق الغابات انتشاراً وعندما يحدث الحريق في الأعشاب والمواد العضوية الموجودة على السطح تكون درجة الحرارة منخفضة نسبياً. وتزداد درجة حرارة الحرائق كلما أوغلت النيران في الطبقات الأعلى من الغابة (الشكل 11)، وكثيراً ما يصل الحريق السطحي إلى تيجان الأشجار فيتحول إلى حريق تاجي.
    ب ـ الحرائق التاجية: وهذا النوع من الحرائق أخطر من الحرائق السطحية، إذ يؤدي إلى احتراق سوق الأشجار والأوراق والفروع والأغصان التي تتساقط على أرض الغابة في كثير من الأحيان وتكون درجة الحرارة أعلى منها في الحرائق السطحية، وغالباً ما تترافق مع رياح شديدة، وقد يسبق هذا الحريق التاجي حريق سطحي. لا يمكن السيطرة على هذا النوع من الحرائق إلا بعد أن ينزل إلى الأرض (الشكل 12)، ولسرعة انتشار تلك الحرائق فإنها تكون خطراً على السكان، وفي أحيان كثيرة لا يستطيع رجال الإطفاء التوغل داخل الغابة ناهيك عن احتجازهم أحياناً في بعض الأماكن وسط الحريق.
    الوقاية من حرائق الغابات:
    ـ وضع برامج توجيه وإرشاد زراعي حتى تصبح الغابات في ضمير كل إنسان فيصبح حامياً لها.
    ـ إقامة مراكز طوارئ تدار من مركز عمليات واحد لمكافحة الحرائق، ومجهزة بأجهزة وبطائرات إنقاذ ومعدات إطفاء متطورة تتناسب من حيث النوع والكم مع الأخطار المحتملة.
    ـ عدم إقامة الأحياء السكنية ملاصقة للغابات للتقليل من الخسائر المادية والبشرية.
    ـ إقامة فواصل مناسبة بين صفوف الأشجار للتقليل من الخسائر الناتجة من الحرائق وتسهيل عملية التنقل والإطفاء.
    محمد أحمد السمارة
يعمل...
X