تعرفوا من هو تأبط شراً Taabbata Sharran.علي أبو زيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا من هو تأبط شراً Taabbata Sharran.علي أبو زيد

    تابط شرا

    Taabbata Sharran - Taabbata Charran

    تأبط شراً
    (.... ـ نحو 80 ق.هـ/.... ـ نحو540م)

    أبو زهير ثابت بن جابر بن سفيان، ينتهي نسبه إلى بني فهم من قيس عيلان، وهو ابن أخت الشنفرى الشاعر الصعلوك. وأحد الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي، ومن أغربة العرب، قيل لهم ذلك لسواد ألوانهم، وهو من فُتّاك العرب المشهورين قيل: لُقِّب تأبط شراً لأنه حمل سيفاً تحت إبطه وخرج، فُسئلت أمه عنه، فقالت: لا أدري، تأبط شراً وخرج. وقيل: بل جاء إلى أمه يحمل جراباً مَلأه أفاعي، ثم فتحه أمامها، فقالت: لقد تأبط شراً. وقيل في سبب لقبه هذا غير ذلك.
    قيل إن أمه كانت أمةً سوداء، فورث لونها، والمرجح أنها كانت حُرّة، فأخوها الشنفرى كان من بني مفرّج، بطن من الأزد، ثم فارقهم لأنهم لم يأخذوا بثأره فلحق ببني فهم بن عمرو بن قيس عيلان، وكانوا أخواله فنسب إليهم وكذلك أخته، أم تأبط شراً.
    اشتهر تأبط شراً بسرعة عَدوه، فكان يغزو على رجليه فلا يلحق به أحد، وكان إذا جاع ورأى ظبياً طارده فلحق به ثم اشتواه وأكله. وكان حاد السمع يسمع وطء الخيل من بُعد.
    مات أبوه صغيراً فتزوجت أمه أبا كبير الهذلي، وضاق أبو كبير بالغلام، فحاول قتله مراراً فلم يُفلح، وغضب تأبط شراً على هذيل فكان دائم الغزو لها.
    اجتمع ببعض الصعاليك كالشنفرى، وعمرو بن برّاق، والسُّلَيك بن السُّلكة، وعامر بن الأخنس، وكان يغزو معهم مجتمعين أو متفرقين. وأكثر غزواته كانت على بني هُذيل، وبجيلة، وعلى مراد، وخثعم، وغيرهم. وظل على هذه الحال حتى قُتل في بعض غاراته على بني هذيل. وقيل: بل لدغته أفعى فمات.
    وهناك أخبار كثيرة عن لقائه الغول، وحمله لها وقتلها، وكان تأبط شراً يختلق هذه الأخبار وقد ذكرها كثيراً في شعره، كقوله:
    فأَصْبَحْتُ والغُولُ لي جارَةٌ
    فيا جارَتَا أنتِ ما أهْوَلا
    وأخبار مغامراته تكتسي طابع الأدب الشعبي، وقد روى أبو الفرج طائفة منها.
    يعد تأبط شراً في عداد شعراء الجاهلية المجيدين، إذ امتاز بمتانة النسج، وغرابة الألفاظ، وتجلت فيه كل خصائص شعر الصعاليك من حيث الواقعية، ومحاولة التخلص من المقدمة الطللية والتصريع، وتمثيل الحياة الشخصية. وكثر في شعره معاني التصعلك، والحماسة، ووصف الأسلحة والمراقب، والحديث عن الفقر والجوع والبراعة في الفرار والتخلص من المخاطر والنجاة من الأعداء. كما افتخر بقوته وشدة عدوه، ومن ذلك قوله:
    لاشيءَ أسرعُ مني ليس ذا عُذَرٍ
    وذا جناحٍ بجنب الرَّيْد خَفَّاق
    وشعره لا يخلو من الحكمة كقوله:
    إذا المرء لم يحتَلْ وقد جَدَّ جِدُّه
    أضاع وقاسى أمرَه، وهو مُدْبر
    كما برز فيه موضوع الرثاء، ومن رثائه ما قاله في خاله الشنفرى، وقد مات قبله:
    على الشنفرى ساري الغمام، فرائح
    غزيرُ الكُلى، وصَيِّبُ الماءِ باكر
    وقد تخيّر القدماء قصائد وأبياتاً من شعره جعلوها في كتبهم واختياراتهم، واستشهدوا بها في النحو واللغة والأدب، كالمفضل الضبي الذي بدأ المفضليات بقصيدة تأبط شراً التي على القاف، وكالأصمعي، وأبي تمام في الحماسة، والبحتري وابن جني وغيرهم.
    وقد عني المحدثون من عرب ومستشرقين بشعره، وحاولوا جمعه وشرحه، وكان آخرها وأفضلها ديوانه الذي جمعه وحققه علي ذو الفقار شاكر، فقد جمع فيه ثمانين ومئتي بيت، شرحها ودقق في صحة نسبتها إليه، وربما اختلطت بعض أشعاره وأخباره بشعر خاله الشنفرى وأخباره.
    ومن أشهر القصائد التي نُسبت إليه:
    إنّ بالشّعْبِ الذي دون سَلع
    لقتيلاً دمُه ما يُطّلُّ
    ولكن بعض الباحثين يذكر أن الرواي خلفاً الأحمر قالها ونحلها تأبط شراً.

    علي أبو زيد

يعمل...
X