تعرفوا على غاستون باشلار Gaston Bachelard فيلسوف فرنسي .عماد فوزي شعيبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على غاستون باشلار Gaston Bachelard فيلسوف فرنسي .عماد فوزي شعيبي

    باشلار (غاستون)

    Bachelard (Gaston-) - Bachelard (Gaston-)

    باشلار (غاستون ـ)
    (1884ـ1962)

    غاستون باشلار Gaston Bachelard فيلسوف فرنسي ولد في بار ـ سور ـ أوب Bar-Sur-Aube وتوفي في باريس.
    عمل في بداية حياته موظفاً في مصلحة البريد في باريس، ثم درس الفلسفة ونال درجة الدكتوراه من كلية الآداب ـ جامعة باريس عن رسالة بعنوان «المعرفة التقريبية». شغل كرسي تاريخ الفلسفة والعلوم في السوربون من عام 1940إلى عام 1945.
    يعد باشلار مؤسساً للعقلانية الجديدة وطامحاً إلى تأسيس إبستيمولوجية[ر] العلوم الطبيعية. إضافة إلى كونه رائداً من روّاد علم الجمال يرى في الخيال بشقيّه العلمي والشاعريّ أساساً لما يسميّه الفلسفة المفتوحة وهي فلسفة تتوسط (المثاليّة والمواصفاتيّة والصوريّة) التي تعلوها، والواقعيّة والاختبارية والوضعيّة[ر] التي تأتي تحتها. وهي فلسفة يطلق عليها باشلار أسماء مختلفة منها: العقلانية التطبيقية والمادية التقنية. ويرى فيها أن الواقع الذي يدرسه العلم، في تطوّره، واقع مصطنع وهو الأمر الذي يظهر جليّاً في الميكرو فيزياء، وهو واقع مبنيّ، لأن الواقع العلمي قد صار بُنيات، ولهذا يجب النظر إلى الفلسفة العلمية بذاتها، من دون استخدام أيّ أفكار قَبْلية، ذلك أن العلم هو أفكار مصحّحة باستمرار، تتحول كل فكرة إلى عقبة إبستيمولوجيّة، والعقبات الإبستيمولوجية كثيرة منها المعرفة العامة والمعرفة الواحديّة التجريبيّة ومفهوم الجوهر والمعرفة الكميّة. ولهذا فعلى الفيلسوف العلمي أن يرسم ما يسميّه «الجانبية الإبستيمولوجية» وهي الوجه المعرفي الجانبي لمختلف الصيغ المفهوميّة لظاهرة ما، فتطور المعارف يحدث بالقفزات وتجاوز العقبات الإبستيمولوجية أي بما يسميّه باشلار «القطيعة الإبستيمولوجية».
    أما الجانب الجمالي فهو لا ينفصل عن الجانب العلمي، لأن المعارف العلمية تتطور بالخيال، إلاّ أن الشاعرية التي يدرس فيها العناصر الأربعة للحياة (الماء والتراب والهواء والنار)، تتركز على مبدأ خيالي هو التصور الخلاّق الذي يرفض أن يتحدّد بصفته خيالاً تابعاً بصورة مطلقة للمستقبل وتوسيعاً لأفق الإدراك إلى ما وراء التخيّل الإنساني المباشر. ولهذا يركز على حلم اليقظة daydream مُفرّقاً بينه وبين الحلم أو المنام dream، فحلم اليقظة عمل يتجاوز السائد نحو الخلاّق ويتأسس على الحلم بالكلمات المؤنثّة باتخاذها مصدراً لما هو أخّاذ وعذب. أما الحلم فهو تتابع للصور متناسق كثيراً أو قليلاً يحدث في أثناء النوم. كما يرى أن للنفس الإنسانية قرينها وهي تنقسم مع قرينها إلى أربعة أقسام لكل منها روحه المذكّرة anima وروحه المؤنّثة animus، فتختص الروح المؤنّثة بحلم اليقظة فيما تختص الروح المذكّرة بالمشاريع والهموم والنقد. ولا يتحقق الحلم اليقظ إلا بشروط وهي: العُمق والوحدانيّة والمثاليّة.
    ويؤكد باشلار أنه ظاهراتيّ (فينومينولوجيّ) في خياله لأن الظاهراتيّة تعطي ميزة للحالات الراهنة، وتجعل الفيلسوف قادراً على استقبال الصور الجديدة وتنشيط الإسهام في الخيال الخلاّق وتصحيح الصيرورة النفسيّة.
    درس غاستون باشلار الزمن والمدة وعَدَّ الواقع الزمني تعاقباً غير متجانس لعدّة مراحل زمنية (مُدد زمنيّة)، كما هي الحال في الإيقاع الذي يظهر في العمل الموسيقي وهو رنين لا مستمر يبدو وهماً على أنه مستمر. وكان باشلار جدلياً بيد أن الجدل عنده تكاملي لا يتولد من الأطروحة، ونقيضها تناقض يفضي إلى ثالث مرفوع.
    أثر غاستون باشلار في الإبستيمولوجية الفرنسيّة وكانت فلسفته نقطة تحوّل في إبستيمولوجية سابقيه (برانشفيك وغوبلو ونافي وهانكان ومايرسون وبورل) لأنها تعد التفسير العلمي تخيلاً يتجسد عقلانية تطبيقية وفلسفة مفتوحة. كما أثّر باشلار في الموجة الجديدة للنقد الفرنسي التي يمثلها بولييه وريشار ومورون وسارتر وستاروبينسكي وغولدمان وبارت وروسيه وغيرهم.
    وقد نقد التحليل النفسي عموماً، والفرويدية خصوصاً، وهو يرى أن التحليل النفسي الذي يبقى في منطقة الانفعالات الحادة لا يجعله قادراً على دراسة الخيال والصورة الشعرية، كما أن اللاوعي لا يتشكل فقط من الأحداث الرضيّة والمرضيّة كما يصوّر سيغموند فرويد، لأن اللاوعي يتشكل ـ أيضاً ـ من أحلام وتأمّلات الطفل وأحلام يقظته. ومع ذلك فإن باشلار يستخدم مفهوم التحليل النفسي لمعالجة مسائل تتعلق بالمعرفة العلمية، كما أنه يمنح الطفولة أهمية قصوى. وعلى الرغم من ابتعاده عن منهج التحليل النفسي الفرويدي فإنه كثيراً ما يقابل أفكاره بأفكار فرويد.
    ترك باشلار عدداً كبيراً من المؤلفات أهمها الكتب التالية: «بحث في المعرفة التقريبية» (1928)، و«القيمة الاستقرائية للنسبية» (1929)، و«التعددية الارتباطية للكيمياء المعاصرة» (1932)، و«الفكر العلمي الجديد» (1932)، و«حدس اللحظة» (1934)، و«جدلية المدة» (1936)، و«تجديد المكان في الفيزياء المعاصرة» (1937)، و«تشكيل العقل العلمي» (1938)، و«فلسفة اللا» (1940)، و«الماء والأحلام» (1942)، و«الهواء والمنامات» (1943)، و«العقلانية التطبيقية» (1949)، و«شاعرية المكان» (1957).

    عماد فوزي شعيبي
يعمل...
X