الفلسفة الإسلامية ومآلها في العصر الحديث

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفلسفة الإسلامية ومآلها في العصر الحديث

    العصر الحديث

    مقالة رئيسية: نهضة عربية مقالة رئيسية: إسلام سياسي
    بعد انتهاء العصر الذهبي للإمبراطورية الإسلامية ، يمكننا ان نقول بشكل عام انه قد ساد نوع من الخمول في الحركة الفكرية و الفلسفية . سادت في المناطق الإسلامية بين معظم الأوساط الدينية فلسفات أكثر ارتباطا بفلسفة الإشراق (السهروردي و محي الدين بن عربي ) و حكمة الماللهن (الملا صدرا ) التي كانت أساسا تشكل الثقافة و العلم للطرق الصوفية التعبدية التي انتشرت بين سائر الناس . ولهذا الحكيم والفيلسوف مدرسة فلسفية وحكمية قائمة بذاتها وهي مدرسة الحكمة الماللهة ومن أهم مميزات هذه المدرسة انها وفقت بين القرآن والعرفان والبرهان.


    لكن عودة الاتصال بالغرب بعد بدء الحملات العسكرية الأوروبية على البلدان الإسلامية أعاد من جديد ضرورة التفكير الفلسفي و طرح مفهوم النهضة بين مفكرين كانوا يحاولون الإجابة عن سؤال سبب التخلف .

    سؤال التخلف سيسيطر على الساحة الفكرية و سيطرحه بداية بعض رجال الدين مثل : جمال الدين الأفغاني و محمد عبده و رشيد رضا و شكيب أرسلان و رفاعة الطهطاوي إضافة لمفكرين أكثر علمانية أهمهم : شبلي شميل ، ساطع الحصري . و سيقى هذا السؤال مطروحا بسبب فشل المحاولات التحديثية و التجارب العلمانية للحكومات العربية بعد الاستقلال في تجربة تحديث البلدان العربية و الإسلامية . سيبقى السؤال مطروحا بأساليب مختلفة فمثلا سيؤلف أبو الحسن الندوي كتاب ماذا خسر العالم بتخلف المسلمين ؟ .

    لكن كل هذه المحاولات يمكن ان نقول أنها كانت تندرج في إطار الفكر عامة و الفكر السياسي خاصة أكثر منها محاولات فلسفية عميقة ، فأسئلة مثل : ما معنى الوجود و ما هي ماهيته ؟ من النادر أن تبحث فيما تعاني أمة ما من مشكلة وجود حقيقة و مشكلة إثبات ذات .

    ربما تكون إحدى المحاولات الفلسفية النادرة لمسلم في العصور الحديثة هي تجربة الشاعر المفكر محمد إقبال الذي صاغ معظم فكره تقريبا بشكل قصائد باللغتين الفارسية و الأردية . إضافة لبعض محاضرات في الفكر السياسي الإسلامي ، و كتاب فريد من نوعه يدعى تجديد الفكر الإسلامي .

    ارحمنا ياالله-خفف عنا العذاب يالله أهل جهنم بهذا الدعاء يجأرون إلى الله أن يخفف عنهم العذاب فتستجيب جهنم بنارها المستعره في الحال لكل من دعا إلى الله عز وجل وتخفف وتخفف وتخفف حتى تصبح على الخلق وكأنها يوم صيف حار أهل جهنم كلهم من الرجال وكلهم فوق سن الرشد وليس بيهم من النساء أحد .أهل جهنم في ملابسهم العادية التى كانوا بها على الحياة الدنيايجرون هنا وهناك في جهنم في شوارعها العريضه وفى ميادينها الفسيحة وكلهم ألم وحسره وندم لما فرطوا في حياتهم الدنيا.تنتشر في جهنم أشجار الزقوم وثمارها طعام الاثمين وكما ورد في القران الكريم .-

    انهم في فوضى دائمه وحياتهم أشبه ما يكون بحياة الغجر

    يمزحون ويقزفون بعضهم ببعض بقطع من النارالملتهب لاتحسبوا رقصاتى بينكم طربا --- فالطير يرقص مذبوحا من الالم

    وعندما يعطش أهل جهنم فانهم يشربون من الانهار الموجودة في جهنم ومياهها أشبه بمياه الحمم والبراكين

    للموضوع بقية عبد القهار الدردير أحمد عبد المنعم عاشور سوهاج-ساقلته


    محاولات إعادة قراءة التراث


    عربيا ، منذ منتصف الثمانينات و طوال عقد التسعينات ستشهد الساحة الثقافية محاولات جديدة لحل سؤال النهضة المطروح دائما و أبدا و ستأخذ هذه المرة شكلا فلسفيا أكثر عن طريق محاولة إعادة قراءة التراث الإسلامي بغية إيجاد حلول للسؤال العصي عن الحل . قد يرى البعض في هذه المحاولات تجارب لإعطاء الفكر العلماني الغربي جذور تراثية إسلامية و بالتالي إعطاء الفكر الغربي نوعا من المشروعية في الساحة الثقافية الإسلامية ، و قد يراه آخرون محاولة لاستجداء حلول حقيقية و ليس مجرد تلفيق و ذلك من روح الأمة نفسها بحيث تكون النهضة متابعة لتجربتها الحضارية .

    إحدى أهم و أوائل هذه التجارب ستكون مشروع عابد الجابري الذي بدأ من اواخر السبعينات في كتاب "نحن و التراث" لكنه سيتكامل في مشروع نقد العقل العربي الذي تألف من أربعة أجزاء : تكوين العقل العربي ، بنية العقل العربي ، العقل السياسي العربي ، و أخيرا العقل الأخلاقي العربي . بالمجمل سيحاول الجابري أن يعيد تفكيك و تركيب التراث الإسلامي ليعين محددات العقل العربي : في الجزء الأول سيدرس ظروف تشكيل العقل العربي و الأنظمة الفكرية التي تشكله ، ثم يتابع في الجزء الثاني ليتابع دراسة النظمة الفكرية الثلاث التي حددها في الجزء الأول : البيان و العرفان و البرهان و سيستمر الجابري في تحليل البنى و الإشكاليات في هذه الأنظمة المعرفية و صداماتها الفكرية و السياسية متحيزا دوما للنظام البرهاني (و هو بشكل أساسي الفكر الفلسفي اليوناني تحديدا الأرسطي ) معتبرا ابن رشد الأبرز في تقديم المشروع البرهاني في الحضارة العربية لكن هذا المشروع البرهاني لم يكتب له النجاح في الأرض الإسلامية لكنه سيتابع تقدمه في الغرب الذين سيتقبلون فكر ابن رشد و هو فكر أرسطي أصيل .

    الأهمية الأساسية لمشروع الجابري ستكون في أنه سيكون شرارة تشعل هذه الساحة الفكرية و النقدية في قراءة التراث الفلسفي الإسلامي ، و سيتعرض الجابري لردود من كافة الاتجاهات ، فالاتجاهات العلمانية سيعتبرون أن الجابري بدأ يميل نحو الإسلاموية ، في حين سترد عليه محاولات اخرى بأنه بتبجيله لابن رشد يحاول فقط أن يثبت النظام الأرسطي أي الفكر الغربي .

    نقد نقد العقل العربي سيكتبه جورج طرابيشي في دمشق ، لكن في المغرب موطن الجابري سيرد عليه طه عبد الرحمن الذي يعتقد أن ابن رشد لم يكن سوى مقلدا لأرسطو و شارحا جيدا لأفكاره و ليس له في الإبداع نصيب . محاول طه عبد الرحمن الأساسية ستكون في كتابه تجديد المنهج في قراءة التراث .

    ستظهر أيضا دراسة للمرزوقي الفيلسوف التونسي بعنوان إصلاح العقل في الفلسفة العربية و كتاب تجليات الفلسفة العربية: منطق تاريخها من خلال منزلة الكلي : المرزوقي يحاول رسم نموذج يوضح به حركيات الفكر في ظل الثقافة الإسلامية و كيف أثرت على الفكر اليوناني و الفلسفة اليونانية . يعتبر المرزوقي أهم ما تم إنجازه في إطار الثقافة العربية الإسلامية هو تحرير مفهوم الكلي من إطار الواقعية إلى إطار الإسمية . و هذا هو ما ساعد لا حقا على تطوير العلوم و المعارف من رياضيات و فلك و ميكانيك . فواقعية الكلي في إطار الفلسفة الأفلاطونية او الأرسطية تجعل نتائج الفلسفة حقائق واقعية لا شك فيها و بالتالي الفلسفة كانت جامدة غير قابلة للتطوير . لكن تمازج تجربة تعقيل العلوم النقلية أي وضعها في إطار قوانين ، و تجربة تنقيل العلوم الفلسفية الفكرية اليونانية و ترجمتها قد فكك تدريجيا فكرة واقعية الكلي النظرية و العملية : هذا التفكيك سيتم بداية عن طريق نقد سيقوم به الغزالي و ابن سينا ، لكن تدشين الإسمية سيتم على يدي ابن تيمية و ابن خلدون .

    هذه الأفكار سترسم صورة مغايرة تماما عن نموذج الجابري الذي يدين الغزالي و ابن سينا معتبرا إياهم من أنصار و ناشري المنج العرفاني (العقل المستقيل) ، كما سيعيد طرح شخصية ابن تيمية كلاعب أساسي في الساحة الفلسفية و هو كثيرا ما كان يعتبر مجرد فقيه حنبلي سلفي متعصب . و بهذا سيكون متفردا في هذه النظرية .


    المصادر



    مراجع كتب
    1. ^ محمد عابد الجابري ، تكوين العقل العربي
    2. ^ محمد عابد الجابري ، تكوين العقل العربي
    3. ^ محمد عابد الجابري ، تكوين العقل العربي
    4. ^ محمد عابد الجابري ، تكوين العقل العربي
    5. ^ أبو يعرب المرزوقي ، تجليات الفلسفة العربية
    6. ^ محمد عابد الجابري ، تكوين العقل العربي
    7. ^ محمد عابد الجابري ، بنية العقل العربي ص 419
    8. ^ محمد عابد الجابري ، بنية العقل العربي ص 421
    9. ^ أبو يعرب المرزوقي ، تجليات الفلسفة العربية
    10. ^ محمد عابد الجابري ، بنية العقل العربي ص 424
يعمل...
X