الليل_قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الليل_قصة قصيرة

    الليل......ذلك السواد الذي يكتنز الصمت.الهدوء .السكينة. اصبع السبابة مازال يطرق رؤوس الأحرف.يبحث عن كلمات يتخذها وسادة راحة لقلبه وعقله المشتت.الصدمة جعلته لاينام.يفكر في ذاك التصرف وفي تلك الكلمات التي وصف حبيبته بها......تلك الكلمات جعلتها تتوارى عن الانظار.تختفي.بل استطاعت ان تجعله يندل حظه انه قالها وجعلها تختفي . كان يراوده السؤال.....هل ماكتبه لها صحيحا وانها تستحق فعلا ذلك ؟شريط الذكريات بدا يتسلسل أمامه منذ ان عرفها.قابلها والتقى بها.مشي معها وتبادل الحديث.وقف جنبها يوم لم يقف احد ابدا جنبها......كان يحبها .كان يصفها دوما بقطعة قشطة وعسل طيب حرمه عليه الطبيب ان يتناول كي لايمرض.....صعب جدا ان تشتهي العسل وهو عليك من المحرمات ....تنهيدة وسط ذلك الصمت الذي يغلف الليل إلا من شخير زوجته الممددة جنبه تلك المراة المسكينة التي تكد ليل نهار من اجله واجل أولاده وبيته .وتنهيدة أخرى قطعت سكون ذلك الليل الإصبع مازال يتنقل بين الأحرف باحثة عن جواب......هل يطوي تلك القضية ويتناسى حب طارئ استجد في حياته؟ام يبحث عن تلك الإبرة بين كوم القش حتى يجدها؟يتساءل .......وان وجدها؟ وماذا عن هولا ء الاحفاد؟ماذا عن تلك المسكينة التي تنهض قبل شروق الشمس تصلي ماتيسر من ركعات الفجر وتتلو آيات بينات ثم تمضي في تهيئة شؤون البيت واثقة كل الثقة في زوجها التي تظن انه يحبها ووووو.صراع بين العقل والقلب الضعيف الذي يحنو الى تلك العشيقة المتمرد ة.....مازال الإصبع ينقر الأحرف ويحذف ثم ينقر ويحذف ويحذف ويحذف وتنهيدة أخرى .توقف بعد سماع صوت المؤذن وهو يقرا التسابيح معلنا الدخول إلى صلاة الفجر.......استغفار واستعاذة وخنوع.....نهض وهو يكنس عن جوانبه كل حروف الإغراء والتوسل والمناشدة.لارجوع ابدا.انحنى وطبع قبلة على جبين زوجته الراقدة والتي يعلو شخيرها حتى سقف الغرفة مبتسما .....لاخبار ابدا الا الرجوع ولتطوي تلك المسألة حتى دون حل......نهض وحروف الشوق تتبعثر وتتساقط وهو يرتكز بقدميه على الأرض متجها نحو المغاسل كي يتوظأ ويسدل الستار عن قضية لاحلول لها ابدا ابدا....
    انور الصباغ
يعمل...
X