أ. "حسن بيضة".. وفاء وإخلاص لمدينة حلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أ. "حسن بيضة".. وفاء وإخلاص لمدينة حلب

    أ. "حسن بيضة".. وفاء وإخلاص لمدينة حلب
    • نضال يوسف


    حلب
    الأستاذ "حسن بيضة" من الوجوه الثقافية البارزة في مدينة "حلب" وله بصمة واضحة في الحياة الثقافية وذلك من خلال كتبه القيمة التي ألفها عن مدينة "حلب" بأعلامها وآثارها وحاراتها، ومن خلال مشاركاته الغزيرة في المراكز الثقافية، وتقديم المساعدة لطلاب جامعة "حلب" ودكاترتها وعموم الباحثين من مختلف الدول بتقديم نفائس الكتب لهم في "مكتبة الصابوني".

    موقع eSyria التقى السيد "حسن" في كلية الآداب في جامعة "حلب" وأجرى معه اللقاء التالي:
    نعم، لقد قام الدكتور "مصطفى البكور" مشكوراً بترجمة إحدى قصص /"المعادي"/ إلى اللغة الفارسية وهي قصة /الثعلب/ كما تُترجم قصة /"المعادي"/ إلى اللغة التركية والجدير ذكره أنه وفي "الجزائر" تُعّد رسالة دكتوراه حول قصة /"المعادي"/ أيضاً
    • بماذا تحدثنا عن بداياتك؟


    الدكتور مصطفى البكور مع الأستاذ حسن بيضة

    ** «ولادتي كانت في العام 1945 في حي "المعادي" المجاور لقلعة "حلب"، درست الابتدائية في مدرسة "عمر بن عبد العزيز" بين 1951 -1957 ثم الإعدادية في مدرسة "الغزالي" بين 1958-1962 ودرست الثانوية في ثانوية "هنانو" وحصلت على الشهادة الثانوية في العام 1963».
    • أكثر شخص ترك تأثيراً في حياتك الثقافية؟


    من مؤلفات الأستاذ حسن بيضة

    ** «هو المرحوم المربي الفاضل "عبد الوهاب الصابوني" الذي تعرفت عليه في ثانوية "هنانو" حيث كان مدرساً فيها في العام 1963 وقد ترك الراحل في نفسي أثراً كبيراً من الناحيتين التربوية والأدبية وعلى مسيرتي الثقافية التي ما زالت مستمرة إلى اليوم وسوف تستمر حتى آخر يوم في حياتي، لقد كان "الصابوني" يربي في تلاميذه ذوقاً جمالياً يبصرهم الحياة ويحملهم على التفاني العميق والإخلاص النادر في إدراك الحقيقة على نحو لا قبح فيه ولا تلفيق».
    • خلال مسيرتك الثقافية الطويلة، ماذا قدمت لمدينة "حلب" من مؤلفات؟


    من ذكريات حسن بيضة مع أستاذه الصابوني

    ** «لقد كتبت الكثير عن مدينة "حلب" ومن مختلف النواحي، كتبت عن أعلامها وعن حاراتها وآثارها وفنونها وقد ألفت قصة طويلة مؤلفة من جزأين اسمها /"المعادي"/ 2008 أتناول في صفحاتها تاريخ حي "المعادي" الشهير من شخصياته وعاداته وتقاليده وذلك في أسلوب قصصي طويل، ولدي كتاب ثان اسمه "حلب"، بحوث وأعلام 2001 يتناول الجمال في آثار "حلب" وأبنيتها إضافةً إلى الموسيقا والغناء فيها، أما أعلام "حلب" الذين كتبت عنهم في كتابي هذا فهم "عبد الوهاب الصابوني" والمجاهد "إبراهيم هنانو" واللغوي "عبد الرحمن الدركزلي" والشعراء "محمد كمال" و"مصطفى النجار"، وكتاب ثالث بعنوان "ميادة الحناوي"، وكتاب رابع بعنوان "عبد الوهاب الصابوني"، وهنا لابد من ذكر أنني قمت بطبع كتبي على نفقتي الخاصّة وأوزعها مجاناً على الأصدقاء والمهتمين والباحثين كما أقوم بإرسالها إلى مختلف مكتبات العالم ليتعرفوا من خلالها على مدينة الفن والتراث والتاريخ "حلب"».
    • كُتب عن شخصيتك الأدبية الكثير في المجلات والجرائد المحلية والعربية، بماذا تحدثنا حول ذلك؟

    ** «في الحقيقة كُتب عن شخصية "حسن بيضة" وآثاره الكثير وفي مختلف وسائل الإعلام كما تُرجمت بعض قصصي للغات الأخرى ومن الذين كتبوا الأستاذ "عبد الرحمن الدركزلي" والدكتور "عصام قصبجي" والشاعر "محمد كمال" و"مصطفى النجار" والدكتور "محمود مرشحة" والدكتور "مصطفى البكور" وغيرهم، كما كتب الشاعر "يحيى أبو ريشة" قصيدتين عني وكذلك فعل أستاذي المرحوم "عبد الوهاب الصابوني" ورسم الفنان "معد استانبولي" تمثالاً ولوحة زيتية وأخرى بورترية لي، هذا كله إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام هؤلاء السادة بالأدب ودعمهم لأية حركة ثقافية في مدينة "حلب"».
    • قلت بأنّ بعض من قصصك تُرجمت إلى اللغات الأخرى، حدثنا حول ذلك؟

    ** «نعم، لقد قام الدكتور "مصطفى البكور" مشكوراً بترجمة إحدى قصص /"المعادي"/ إلى اللغة الفارسية وهي قصة /الثعلب/ كما تُترجم قصة /"المعادي"/ إلى اللغة التركية والجدير ذكره أنه وفي "الجزائر" تُعّد رسالة دكتوراه حول قصة /"المعادي"/ أيضاً».
    • سمعنا أنك تداوم مجاناً في مكتبة "الصابوني" في جامعة "حلب"، ما الذي يدفعك إلى ذلك؟

    ** «قبل وفاة الأستاذ "عبد الوهاب الصابوني" كتب وصية تضمنت إهداء مكتبته النفيسة إلى "كلية الآداب" في جامعة "حلب" وأنا أشغل أمينها منذ نقل المكتبة إلى الكلية في العام 1986 وحين تقاعدت من الوظيفة منذ سبع سنوات استمريت في دوامي في المكتبة وذلك بسبب حبي ووفائي لأستاذي المرحوم ولخدمة أبناء وطني ومدينتي في طلب مختلف أنواع العلوم والمعرفة والموجودة على رفوف المكتبة، لقد قررت أن أداوم يومياً لمدة ثلاث ساعات من 9 -12 صباحاً فيها لإرشاد الطلاب والباحثين والدكاترة إلى محتواها وللمحافظة على محتوياتها من الكتب النفيسة والنادرة».
    * كلمة أخيرة؟


    **« سأظل أخدم الثقافة في مدينة "حلب" حتى آخر يوم من حياتي من خلال كتاباتي ودراساتي في مختلف وسائل الإعلام محاضراتي في المراكز الثقافية ودوامي اليومي والمجاني في مكتبة "الصابوني"، مع حرصي الكبير على إقامة فعاليات سنوية في المراكز الثقافية في مختلف محافظات القطر حول المرحوم "عبد الوهاب الصابوني" عرفاناً ومحبة له ووفاء وتقديراً لما قدمه لمدينته "حلب" ووطنه سورية».

    وحول الأستاذ "حسن بيضة" قال الدكتور "مصطفى البكور"-دكتور في اللغة الفارسية وآدابها من جامعة "طهران": «"حسن بيضة" إنسان نبيل من الطراز الأول وقلما تجد له مثيلاً في خضم هذه الأيام المرة والحوادث المكفهرة وهو اليوم ما يزال يتربع على عرش الجمال والجلال بين رفوف مكتبة أستاذه "الصابوني" يتنسّم عبير الذكريات والخواطر الغابرة ويستفيض من ينابيع المعرفة اليانعة».

    وأضاف: «إنّ الجميع في مدينة "حلب" اليوم يعترف بأنه لولا الأستاذ "بيضة" لما درسنا ذكرى المرحوم "الصابوني" فهو حريص كل الحرص على عقد الندوات الثقافية والمحاضرات الأدبية عنه وتخليده في محافل الثقافة ومنابر الكلمة والأدب، وكم كان "الصابوني" الراحل عارفاً بنبله ووفائه خبيراً بأصالته ومعدنه الكريم حينما خاطبه بهذه الأبيات الجميلة قبل ربع قرن:

    يا عزيزي يا "حسن" يا وفي الأوفياء

    أنت عندي في مقا م الكرام النبلاء

    كم وقاني من أذى كم حماني من بلاء

    لست أنسى برّه لا وحق الأنبياء».

    أما الشاعر الأستاذ "محمد كمال" فيقول عنه: «لقد استطاع "حسن بيضة" أن يرتقي إلى المستوى الذي لا تنفصم فيه العلاقة بين المرسل والمتلقي والمبدع والقارئ، وما الفن العظيم لولا المتلقي العظيم؟ من هنا يتجاوز "حسن بيضة" القراءة النقدية الوظيفية إلى القراءة النفسية التي تخترق حجب الكلمات والخطوط والألوان لتصل إلى الغيبوبة المقدسة للنفس المبدعة حين تتحفز من هدأة، وتهدأ من تحفز فلا تدري أية يد خطت القصيدة وأية يد رسمت اللوحة».

    وأخيراً يقول عنه الأستاذ "سلمان مصطفى السليمان"- مدرس اللغة العربية في "حلب": «للناس فيما يعشقون مذاهب ولكن ليس كل العشاق على سوية واحدة في عشقهم وتصوفهم، فالعشق يختلف من شخص إلى آخر فالعفوي منه نابع من الوجدان بصدق وبساطة وهو العشق الذي يجب أن نتطلع إليه ونسمو بأنفسنا نحوه وعندما نصبح عشاقاً حقيقيين ينبغي أن نعمل العقل ونرصد اللحظات الحلوة في حياتنا ولا يمكن أن نصل إلى تلك المرحلة إلا بعد أن نمر على درر "حسن بيضة" المتناثرة في قصصه ورواياته وأن ندخل مدرسة هذا المعلم الكبير فننهل منه ومن كتبه.

    "حسن بيضة" رجل تقرأ في قسمات وجهه تاريخاً مملوءاً بالأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية».
يعمل...
X