"رنا أبو طوق الرفاعي": لن أتخلى عن القصة الكلاسيكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "رنا أبو طوق الرفاعي": لن أتخلى عن القصة الكلاسيكية

    "رنا أبو طوق الرفاعي": لن أتخلى عن القصة الكلاسيكية
    • حسان الأخرس


    حماه
    لم تستطع القاصة "رنا أبو طوق الرفاعي" تحييد مهنتها كطبيبة عن قصصها، فتكاد لا تخلو قصة لها من حالة طبية بالمعنى الطبي للكلمة، ولعل هذا الأثر الطبي لم ينفصل عنها يوماً، فإذا هي تحاول دراسة بعض الحالات الإنسانية والاجتماعية المرافقة لهذه المشكلات الطبية.

    جاء في قصتها التي حملت اسم "المذنبون" والتي تتحدث عن أم تختبر جنس مولودها فيتبين لها أنه أنثى، فتبدأ معاناة العائلة والتي تحول الأم الحامل إلى مجرمة لأنها حملت بأنثى: «الذنب ليس ذنبي، أبعدت رأسه عن صدرها وتراجعت قليلاً إلى الوراء، ثم جثت أمامه وسط دهشة بناتها اللاتي سارعن لسند جسده المرتعش على صدورهن وعيونهن تلاحق جسمها الجاثي أمامهن بذهول واستغراب، مدّت بصرها إليهن راقبت أطرافه المنقبضة وجذعه المهتز وعروق عنقه البارزة وملامح وجهه المخربة المتآكلة، عيناها ترتفعان تصدمهما نظراته المشوهة المتوالدة من مقلتيه الجاحظتين والمحاطتين بحلقات سوداء دامسة».
    الذنب ليس ذنبي، أبعدت رأسه عن صدرها وتراجعت قليلاً إلى الوراء، ثم جثت أمامه وسط دهشة بناتها اللاتي سارعن لسند جسده المرتعش على صدورهن وعيونهن تلاحق جسمها الجاثي أمامهن بذهول واستغراب، مدّت بصرها إليهن راقبت أطرافه المنقبضة وجذعه المهتز وعروق عنقه البارزة وملامح وجهه المخربة المتآكلة، عيناها ترتفعان تصدمهما نظراته المشوهة المتوالدة من مقلتيه الجاحظتين والمحاطتين بحلقات سوداء دامسة

    موقع eSyria التقى بالدكتورة "رنا أبو طوق الرفاعي" في عيادتها في شارع /8/ آذار وكان لنا معها الحوار التالي:


    أمسية مع اتحاد الكتاب العرب
    • كنت مواظبة على حضور كل الفعاليات الأدبية مع والدك السيد "وليد أبو طوق" لماذا أصبحت قاصة، لماذا لم تصبحي شاعرة مثلاً؟

    ** كان يجذبني عالم القصة أكثر مما يفعله الشعر بالرغم من تأثيره الموسيقي، إلا أن الحركة والحبكة التي في القصة بالإضافة إلى الصعود والهبوط بالحدث جذبتني أكثر، وبالعادة يميل الناس إلى الرواية أو الحديث والكلام والحتوتة تجذبهم أكثر، وإن كانت بداية كتابتي للقصة بدأت منذ كنت في المرحلة الثانوية حيث كنت بارعة في كتابة مواضيع الإنشاء.


    مع القصة الكلاسيكية دوماً
    • أرغب في معرفة المزيد عن بداياتك.

    ** والدي اكتشف هذه البزرة، كان والدي لحوحاً، كان يسألني دائماً عن آخر قصة كتبتها، إلا أن دراستي للطب في جامعة "حلب" كان لها التأثير الأفضل، حيث كان هناك نشاط ملتقى كلية الآداب والطب السنوي، فكانت الكليتان تتنافسان دائماً في المجال الأدبي، نشرت وقتها في مجلة "الثقافة" لـ"مدحت عكاشة"، مما جعلني أتابع في الكتابة، شاركت بمسابقة لاتحاد شبيبة الثورة وحزت على مركز حينها، كل هذا ساهم في تطوير فن الكتابة لدي، وقد شجعني الشاعر "سعد الدين كليب" في المرحلة الجامعية.


    الدكتورة "رنا أبو طوق الرفاعي" في عيادتها
    • بين الطب والقصة، كيف توفقين بين الاثنين؟

    ** الإنسان بحد ذاته هو نقطة الالتقاء، الطب هو محاولة لمعرفة تفاصيل جسد الإنسان، أما الأدب فهو الوصول إلى روحانيته، وكلاهما قضية إنسانية، كلاهما يحاولان الوصول بالإنسان إلى الكمال الفكري والجسدي.
    • ما زلت تعتمدين على المكونات التقليدية للقصة القصيرة.

    ** أحب القصة الكلاسيكية التي هي مدرستي، أحب السرد والحبكة وتوصيف الشخصيات وتطورها مع الزمن، مع أننا شهدنا في هذه الأيام تغيراً في عدد من المفاهيم المرتبطة بالقصة، الناس بدؤوا يهتمون بنوع آخر من القصّ وأسلوب آخر، البعض لم يعد يحب ما تتسم به القصة الكلاسيكية من مباشرة، ومع ذلك دخلت في مرحلة تجريبية أقوم فيها بتعديل وحذف وإضافة ما هو متعارف عليه، كي أكون قريبة من حالة التجديد هذه التي أحبها الناس، إذ إن حالة التجديد بدأت تسود، ولا أرغب في أن أكون خارج التيار.
    • تثير القصة القصيرة جداً الجدل دائماً ولدى جميع كتّاب القصة، هل أنت ممن يؤيدون هذا الجنس الأدبي أم أنك لا تعترفين به؟

    ** لا أحب الفلاش السريع الذي تؤديه القصة القصيرة جداً، حين تقرأ القصة بشكل عام فأنت بحاجة إلى الإلمام بكل التفاصيل، وتحتاج أيضاً إلى إعطاء القصة أبعادها، كل هذا من شأنه أن يثير القارئ والمستمع، أعتقد أن ما يسمى "القصة القصيرة جداً" هو خروج عن مفهوم القصة، القصة القصيرة جداً تجعلني أحياناً أتساءل هل وصلنا إلى سرعة الضوء في كتابة القصة القصيرة؟، ليس من مسؤولية القصة القصيرة الإبهار لهذه الدرجة السريعة، فالقصة القصيرة جداً هي ضوء سريع تنيره وتطفئه بسرعة، عليك ككاتب أن تجعل القارئ أو المستمع يحتفظ بهذا الضوء، ويساعده في تلمس طريقه أكبر فترة ممكنة.
    • ولكن بعض قصصك كانت قصيرة من حيث عدد الكلمات.

    ** هذا ما يمكنك تسميه بالمنمنمات القصصية وهي عبارة عن طريقة جديدة في القصّ تعتمد على المراوحة بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً، ولا تسقط هذه المنمنمات كل التفاصيل المحيطة بالحدث بالطريقة التي تعمل بها القصة القصيرة جداً.
    • صدرت لك عن اتحاد الكتّاب العرب مجموعة قصصية، حدثينا عنها.

    ** طبعت مجموعتي الأولى في عام /2003/ والتي حملت اسم "درس استثنائي" وضمت /11/ قصة قصيرة تصب في إطار ما يسمى الواقعية الاجتماعية، تناولت فيها مواضيع مختلفة، ومن الناحية الفنية فإنها تصنف في إطار القصة مهما كان شكلها.
    • ماذا عن نشاطاتك الاجتماعية؟

    ** أنا عضو في الهيئة العامة لفرع الهلال الأحمر العربي السوري في مدينة "حماة"، ومتطوعة أيضاً في جمعية الصمّ والبكم، وعضو مجلس إدارة في جمعية الأحداث، أحاول أن أقدم بعض الخدمات الإنسانية، أما عن كيفية الخدمة فذلك يرجع إلى نمطية الجمعية والخدمات التي تقدمها، وهو عمل طوعي بعيد عن المكاسب المادية، تشعر أنك قادر على تقديم خدمة ما لأحد قد يحتاجها، وتكون بذلك قد عززت إنسانيتك.
يعمل...
X