تويت
لينا هويان الحسن
-"نافذة وباب وبلح " هذا بريد الضيعة الضايعة.
-في شتاء ٢٠١٣ دُمرت مزرعتنا واحتلتها جماعة مسلحة.
-منع الغرباء، البستاني من سقاية الزيتون واللوز والرمان والعنب والتين فيبس معظمه، وحدها نخلتنا أثمرت فالنخيل لا يثمر إلا بعد عطش!!
-مات الشجر المثمر وعاش السرو والنخيل، تماما كالبشر هنالك من يتحمل ويبقى وينجو وهنالك من تأكله العواصف.
-أقدار وخيارات تتحكم بحياتنا.
-يرسل لي أبي صور العمارة الجديدة، أصر على إعادة إحياء مزرعته وأرضه.
-آه لو تعلمون أي أرض تلك التي تبعد عن مدينة حماة إلى الشمال الشرقي ٧٧ كم وعلى بعد أقل من عشرة كيلومترات من مدينة الأندرين التي ذكرها عمرو بن كلثوم في مطلع معلقته الشهيرة والفاتنة:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا
ولا تبقي خمور الأندرينا
سلام عبر الأثير للأندرين عاصمة العنب والخمر وتحفة الحضارة البيزنطية.
اشتقت لأسراب الكراكي والأوز والتي تعبر سماءك الزرقاء ظهراً، والنبيذية مساءً.
-أتعلمون أن الذاهب إلى هناك كم قلعة وحصن وخان ومزار يحاذي خلال الطريق!
- ضيعتي على صغرها تسبح بالميثولوجيا والتاريخ.
من هنا مرّ القيصر البيزنطي هرقليوس المفجوع بانتصار العرب على جيوشه، وبخسرانه سورية كلها وقال مودعاً:
"سلام عليك يا سورية، سلام مودّع، لا يرجع إليكِ أبداً، ويحك أرضاً ما أنفعك لعدوك، لكثرة ما فيك من الخصب"، ثم مضى إلى القسطنطينية. .
-الصورة الاولى هي لنافذة تطل على المزرعة قبل دمارها ونهبها، تخيلوا حتى الدربزونات الحديدية والبوابة والقرميد والرخام والخ كلها نهبت وسرقت . .
-تعيش وتعمر يا "بابا". .
-سلام يا سورية سلام، ثم سلام رغم جراحك الغائرة حتى جهنم.
الملفات المرفقة