الرسم على الزجاج مهنة وفن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسم على الزجاج مهنة وفن


    الرسم على الزجاج مهنة وفن
    • فادي العساودة


    دمشق
    تزخر مدينة "دمشق" بالكثير من الصناعات اليدوية التي كثرت بسبب الحضارات الإنسانية الطويلة المتعاقبة على هذه المدينة، ولهذه الصناعات صناع ماهرون اشتهروا بمهنهم حتى إن بعضهم كنّي باسم هذه الصنعة أو تلك،

    وكان هذا دليلاَ قطعياً على عراقة هذا الشعب وحبه وإتقانه لعمله، ومن هذه المهن الرسم على الزجاج بكل أنواعه، وقد كان لموقع eSyria لقاء مع السيد "عمر جمعة" صاحب معمل للرسم على الزجاج بالطريقة الباردة في منطقة "الحلبوني" "بدمشق".
    اشتريت هذا "الفانوس" لأنه يمثل قطعة قديمة كانت معلقة في كل أحياء "دمشق" سابقاً، إضافة إلى أنني أحب اقتناء كل أنواع التحف والهدايا المصنوعة من الزجاج الملون لأنه يعطي رونقاً أكثر جمالاً وإنارة من التحف المصنوعة من الأخشاب أو النحاس

    وللحديث عن هذه المهنة من الدفة إلى الدفة ذكر لنا السيد " جمعة" كل ما يعرف عنها بقوله: «أول من صنع الزجاج في العالم هم أُناس من هذه المنطقة لوفرة المواد الأولية في ترابها، ومنذ العهود القديمة والرسومات تنقش على الألواح الحجرية وجدران المعابد والقصور، وعند اكتشاف الزجاج وصناعته قام الإنسان بالرسم عليه مثلما رسم على كل شيء سابقاً، وفي العهد العثماني تطورت أدوات الرسم والزخرفة ودخلت إليها النقوش الإسلامية المعروفة بعدما كانت عبارة عن نقوش هندسية تمثل العهود السابقة».


    السيد "عمر جمعة"

    وعن أساليب الرسم أضاف: «للرسم أساليب كثيرة منها الساخن المعتمد على الفضة، والذهب، والبلاتين، ويعد هذا الأسلوب من الأساليب الحديثة في الرسم وفي أغلب الأحيان تقوم به الآلة، أما الأسلوب الثاني فهو البارد المعتمد على المواد النباتية القديمة في الرسم بالإضافة إلى دخول المواد الغروية والمعاجين مثل "البريق"، و"القصب"، و"الميناه" (معجونة فاخرة تفيد في تحديد خطوط الرسم)، وهذه المواد حديثة بعض الشيء لأن أصلها من مشتقات "البترول" وتسمى "بولميرات"، وهذه المواد بالإضافة إلى القلم هي أدوات الرسم التقليدي على الزجاج من دون تدخل من قبل الآلة أبداً».

    ثم حدثنا عن أساليب وأشكال الرسومات بقوله: «أولاً هذه المهنة تعتمد بشكل كبير على الفن الحسي واللمسة الإبداعية للصانع بطريقة تتماشى مع العصر الحديث من خلال خلط الأنماط الفنية الحديثة مع القديمة في سبيل تحقيق التناسب بين الماضي والحاضر، فأنماط الرسم الحديثة تحقق، والقديمة أيضاً تحقق لدلالة على روح وعراقة هذه الصناعة اليدوية التي تعتمد على الحس الفني بالدرجة الأولى، ويتم تحديد الرسومات حسب لون الزجاج ونوعيته، بالإضافة إلى رغبة الزبون وذوقه، أما مراحل الرسم على الزجاج فهي متعددة تبدأ بضرورة أن يكون الزجاج المراد الرسم عليه من الألوان الستة التالية فقط: الأحمر، الأخضر، الأزرق، التركواز، الأبيض، والعسلي، ثم يتم تحديد نوع الرسمة المرادة بقلم شفاف خاص للزجاج، بعد ذلك نضع معجونة "الميناه" اللميعة" أو "المت" على التحديد الذي قمنا به بواسطة القلم، ثم نزين هذه الخطوط التي ظهرت نتيجة التحديد "بالبريق" أو "القصب" وفي النهاية نرسم داخل الفراغات المشكلة باستخدام ألوان من المعجون الخاص بالزجاج، وتكثر الأنواع الزجاجية التي نرسم عليها ومنها: "الأطباق"، "المزهريات"، "الفازات" "الكؤوس"، "الشمعدانات"، و"قناديل الأجراس والشمع"، وأغلب هذه الأنواع يدخل في الزينة عدا الأنواع الخاصة بالإنارة و "كؤوس" الشراب».


    الصناع يرسمون على الزجاج

    وبالنسبة للمشكلات التي تعاني منها هذه المهنة أضاف: «بسبب غلاء المحروقات وأهمها مادة "الديزل" ارتفعت جميع المواد التي تدخل في هذه الصناعة، حتى إن معامل صناعة الزجاج اليدوي أغلقت جميعها ولم يبق إلا معمل واحد في "دمشق"، أما المشكلة الأخرى فهي منافسة البضائع الأجنبية وخصوصاً الصينية التي تمتاز برخص ثمنها ولكنها لا تحوي قيمة معنوية لأن الآلة صنعتها، بالإضافة إلى أنها بعيدة عن رسوماتنا الشرقية الإسلامية فهي تحمل الطابع التراثي لهم، ومع كل هذه المشكلات سوف أستمر في هذه المهنة وسأسعى دائماً لتعليمها لكل طالبٍ للعمل في معملي، فهذه المهنة من تراثنا الشرقي الذي نفتخر به ونعتز لأننا مازلنا وسنبقى محافظين عليه».

    ومن الزبائن السيدة "هبة لبابيدي" التي حدثتنا عن "الفانوس الدمشقي" الذي اشترته، بقولها: «اشتريت هذا "الفانوس" لأنه يمثل قطعة قديمة كانت معلقة في كل أحياء "دمشق" سابقاً، إضافة إلى أنني أحب اقتناء كل أنواع التحف والهدايا المصنوعة من الزجاج الملون لأنه يعطي رونقاً أكثر جمالاً وإنارة من التحف المصنوعة من الأخشاب أو النحاس».


    الرسم على الصحن
يعمل...
X