قصة قصيرة المحطة الثانية..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة قصيرة المحطة الثانية..

    قصة قصيرة

    المحطة الثانية..
    عايدة ناشد باسيلي

    وصل القطار الذي استقلته "زهرة" إلى محطة مصر بعد ساعتين من الزمن كانت فيهما صامتة سارحة، حتى وهي تناول الكمسري ثمن التذكرة لم تسأله عن وجهة القطار.
    "زهرة" الفتاة الريفية الصغيرة التي هربت من بيت أسيادها، بعد أن كشفت ملابسها وأظهرت بطنها لزميلتها الخادمة الأخرى في نفس المنزل فاتسعت عيناها وهي تقول لها :
    _ الظاهر يابت إنك حبلى!!
    من كان سيعذر ضعفها وسيدها هو المعتدى.
    أمام إحدى بوابات المحطة كانت "زهرة" تقف في حيرة من أمرها، لاتدري إلي أين تذهب، بينما هي في حيرتها جاء رجل وأمرأة ووقفا بالقرب منها، بدا أنهما ينتظران من سيأتي ليقلهما ، اقتربت أكثر إليهما وبصوت خجول ، وبعينين ممتلئتين بالدموع سألت المرأة إن كان من الممكن اصطحابها إلي أحد بيوت إيواء الفقراء، لأنها غريبة عن المكان ولا تملك إلاعشرة قروس.
    نظرت المرأة إلى الرجل كأنها تسأله الإجابة، بعد حديث هامس قصير، أجاب الرجل موجها كلامه إلى "زهرة" :
    _ أهلا وسهلا بك ياابنتي، هل لك رغبة في العمل عندنا، زوجتي تحتاج إلى من يساعدها في أعمال المنزل، سيكون لك غرفة للمبيت، ستأكلين مما نأكل، وستجدين عندنا كل الآمان.
    ثلاثة أيام مرت و"زهرة" سعيدة في منزل مخدوميها الجديد، لم تحاول سيدتها سؤالها عن ماضيها، كل ماقالته لها في يومها الأول:
    _ يازهرة لايهمنا من أين أتيت أو ممن فررت، كل مايهمنا أن تبدأي صفحة جديدة في حياتك، لقد أحببناكِ منذ اللحظة الأولى لرؤيتك وحين تجدين نفسك مستعدة للكلام والإفصاح عن ماضيك ستجدينني خير مستمعة وخير عون لك بإذن الله.
    _ سيدتي أنا حُبلى. قالتها وأجهشت بالبكاء الحار، وحكت لها كل شئ منذ لحظة وداعها لأمها وأخواتها حتى فجر هروبها.
    ضمتها سيدتها إلى صدرها، وقالت لها بصوت حنون:
    _ لا تقلقي يا"زهرة" سأصطحبك غدا بإذن الله إلى طبيب الأسرة لنطمئن عليك وعلى الجنين وسنتكتم خبر الحمل لحين ولادتك بالسلامة.
    لم يعترض الزوج على ما اقترحته زوجته، لقد ابتسم لهما القدر، أخيرا سيكون له ابن أو ابنة، خمسة عشر عاما مضت، أجمع الأطباء على أنهما خاليان من أي علة تمنع الحمل، لكنها إرادة الله.
يعمل...
X