مؤتمرات الدول الأمريكية ( Pan-American conferences )
☰ جدول المحتويات
الأيام الأولى
سياسة حسن الجوار
علاقات متينة
مؤتمرات الدول الأمريكية تجمع ممثلين من دول شمالي ووسط وجنوب أمريكا. وقد سمّي التجمع بهذا الاسم لأن الدول الأمريكية، عملت على إيجاد علاقات اقتصادية وثقافية حميمة فيما بينها. وقد قام سيمون بوليفار من أمريكا الجنوبية بأولى الخطوات لإجراء الترتيبات بين الجمهوريات الأمريكية المستقلة في أول مؤتمر لها عام 1826م في مدينة بنما ببنما. كما عقدت مؤتمرات أخرى في ليما ببيرو عام 1847م وفي سانتياجو بتشيلي عام 1856م، وفي ليما عامي 1864م و 1877م، وفي مونتفيديو في أروجواي عام 1888م. وحتى عام 1846م انحصرت المناقشات إلى درجة كبيرة في القضايا السياسية. وبعد عام 1864م حاولت الوفود تبسيط أسس القانون الدولي.
الأيام الأولى:
عقد المؤتمر الدولي الأول للدول الأمريكية (المشهور بمؤتمر الجامعة الأمريكية) في واشنطن دي. سي في عام 1889م و 1890م وكان هذا المؤتمر أول مؤتمر يشمل في عضويته، مختلف الدول المستقلة في نصف الكرة الغربي. وقد أسست الوفود الاتحاد الدولي للجمهوريات الأمريكية، مع مكتب تجاري للجمهوريات الأمريكية ليكون مكتبًا مركزيًا للاتحاد. وفي عام 1910م تحول المكتب إلى اتحاد الدول الأمريكية. وعقدت المؤتمرات بين عامي 1889 و 1933م وسط أجواء كانت مشحونة بالخوف من بأس الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن الأخيرة ـ خلال هذه الفترة ـ تدخلت في شؤون عدد من دول أمريكا اللاتينية، مستخدمة القوة في كثير من الأحيان.
سياسة حسن الجوار:
تأكد للرئيس ودرو ولسون، وفيما بعد للرئيس هربرت هوفر، أن ثمة حاجة ملحة لإقامة علاقات أفضل مع دول أمريكا اللاتينية. غير أن الرئيس فرانكلين روزفلت أحرز أول تقدم فعلي باتجاه هذا الهدف من خلال البدء بسياسة حسن الجوار. وقد تم الاتفاق في مؤتمر الجامعة الأمريكية السابع في مونتفيديو عام 1933م على أنه لا يحق لأي دولة التدخل في شؤون غيرها. وخلال مؤتمر الدول الأمريكية لحفظ السلام المنعقد في بوينس أيريس بالأرجنتين عام 1936م اتفقت الجمهوريات الأمريكية على التعاون في حل خلافاتها.
أما مؤتمر الدول الأمريكية الثامن، فعقد في ليما عام 1938م. وقد أعلن في هذا المؤتمر أن أي تهديد لسلام وأمن وسلامة أراضي أي جمهورية أمريكية، أمر يثير قلق الجميع. وعقدت عدة اجتماعات بناء على إعلان ليما في مدينة بنما عام 1939م، وفي هافانا بكوبا عام 1940م، وفي ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1942م.
علاقات متينة:
تأكد للممثلين في اجتماع مكسيكوسيتي عام 1945م، أن نظام الدول الأمريكية في حاجة إلى تقوية. وقد كانت أولى الخطوات في هذا الاتجاه إبرام اتفاقية لمواجهة الأعمال العدوانية. وفي مؤتمر عقد في ريو دي جانيرو عام 1947م وقع الممثلون اتفاقية التعاون المشترك بين الدول الأمريكية أو معاهدة ريو دي جانيرو، التي جاء فيها أن أي هجوم مسلح ضد أحد الأعضاء يعتبر هجومًا على الجميع.
أما مؤتمر الدول الأمريكية التاسع فقد عقد في بوجوتا، بكولومبيا عام 1948م. وقد جمع هذا المؤتمر حصيلة عدة سنوات من التقدم بتأسيس منظمة الدول الأمريكية، أما اتحاد الدول الأمريكية فقد أصبح أمانة عامة لتلك المنظمة.
وفي عام 1954م تبنى مؤتمر الدول الأمريكية العاشر قرارًا مناهضًا للشيوعية بإصرار من جانب الولايات المتحدة. وفي عام 1960م، وافقت تسع عشرة دولة على مقررات بوجوتا، وأجمعت على العمل من أجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي لدول أمريكا اللاتينية. وفي عام 1960م فرضت الدول الأعضاء في منظمة الدول الأمريكية عقوبات دبلوماسية ضد جمهورية الدومينيكان التي كانت تحت حكم الدكتاتور رفائيل تروجيليو.
وفي عام 1961م أنشأت الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية الحلف من أجل التقدم. وقد دعا هذا البرنامج لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية على أسس الديمقراطية والرأسمالية. غير أن البرنامج فشل في إنهاء الحكم الشيوعي في كوبا أو الحركات الشيوعية في بعض دول أمريكا اللاتينية الأخرى.
وفي عام 1962م، ساندت منظمة الدول الأمريكية بالإجماع حصارًا بحريًا ضربته الولايات المتحدة حول كوبا للحيلولة دون دخول الأسلحة النووية السوفييتية إليها. وفي عام 1969م اتخذ مؤتمر وزراء خارجية منظمة الدول الأمريكية خطوات سريعة لإنهاء غزو هندوراس الذي قامت به قوات من إلسلفادور واستمر لمدة خمسة أيام.
أدخلت أول تعديلات على ميثاق منظمة الدول الأمريكية في عام 1970م، وقد نصت تلك التعديلات على أن تجتمع الجمعية العمومية مرة في السنة. وقد حلت الجمعية العمومية مؤتمر الدول الأمريكية الذي كان يعقد جلسات منتظمة مرة كل خمس سنوات. ومنذ أواخر السبعينيات بذلت منظمة الدول الأمريكية جهودًا مضنية للحدّ من الحركات الثورية والقلاقل السياسية الأخرى في أمريكا الوسطى. غير أن تلك الجهود لم تتمخض عن نتائج ملموسة.
★ تَصَفح أيضًا: منظمة الدول الأمريكية ؛ اتحاد الدول الأمريكية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية
☰ جدول المحتويات
الأيام الأولى
سياسة حسن الجوار
علاقات متينة
مؤتمرات الدول الأمريكية تجمع ممثلين من دول شمالي ووسط وجنوب أمريكا. وقد سمّي التجمع بهذا الاسم لأن الدول الأمريكية، عملت على إيجاد علاقات اقتصادية وثقافية حميمة فيما بينها. وقد قام سيمون بوليفار من أمريكا الجنوبية بأولى الخطوات لإجراء الترتيبات بين الجمهوريات الأمريكية المستقلة في أول مؤتمر لها عام 1826م في مدينة بنما ببنما. كما عقدت مؤتمرات أخرى في ليما ببيرو عام 1847م وفي سانتياجو بتشيلي عام 1856م، وفي ليما عامي 1864م و 1877م، وفي مونتفيديو في أروجواي عام 1888م. وحتى عام 1846م انحصرت المناقشات إلى درجة كبيرة في القضايا السياسية. وبعد عام 1864م حاولت الوفود تبسيط أسس القانون الدولي.
الأيام الأولى:
عقد المؤتمر الدولي الأول للدول الأمريكية (المشهور بمؤتمر الجامعة الأمريكية) في واشنطن دي. سي في عام 1889م و 1890م وكان هذا المؤتمر أول مؤتمر يشمل في عضويته، مختلف الدول المستقلة في نصف الكرة الغربي. وقد أسست الوفود الاتحاد الدولي للجمهوريات الأمريكية، مع مكتب تجاري للجمهوريات الأمريكية ليكون مكتبًا مركزيًا للاتحاد. وفي عام 1910م تحول المكتب إلى اتحاد الدول الأمريكية. وعقدت المؤتمرات بين عامي 1889 و 1933م وسط أجواء كانت مشحونة بالخوف من بأس الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن الأخيرة ـ خلال هذه الفترة ـ تدخلت في شؤون عدد من دول أمريكا اللاتينية، مستخدمة القوة في كثير من الأحيان.
سياسة حسن الجوار:
تأكد للرئيس ودرو ولسون، وفيما بعد للرئيس هربرت هوفر، أن ثمة حاجة ملحة لإقامة علاقات أفضل مع دول أمريكا اللاتينية. غير أن الرئيس فرانكلين روزفلت أحرز أول تقدم فعلي باتجاه هذا الهدف من خلال البدء بسياسة حسن الجوار. وقد تم الاتفاق في مؤتمر الجامعة الأمريكية السابع في مونتفيديو عام 1933م على أنه لا يحق لأي دولة التدخل في شؤون غيرها. وخلال مؤتمر الدول الأمريكية لحفظ السلام المنعقد في بوينس أيريس بالأرجنتين عام 1936م اتفقت الجمهوريات الأمريكية على التعاون في حل خلافاتها.
أما مؤتمر الدول الأمريكية الثامن، فعقد في ليما عام 1938م. وقد أعلن في هذا المؤتمر أن أي تهديد لسلام وأمن وسلامة أراضي أي جمهورية أمريكية، أمر يثير قلق الجميع. وعقدت عدة اجتماعات بناء على إعلان ليما في مدينة بنما عام 1939م، وفي هافانا بكوبا عام 1940م، وفي ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1942م.
علاقات متينة:
تأكد للممثلين في اجتماع مكسيكوسيتي عام 1945م، أن نظام الدول الأمريكية في حاجة إلى تقوية. وقد كانت أولى الخطوات في هذا الاتجاه إبرام اتفاقية لمواجهة الأعمال العدوانية. وفي مؤتمر عقد في ريو دي جانيرو عام 1947م وقع الممثلون اتفاقية التعاون المشترك بين الدول الأمريكية أو معاهدة ريو دي جانيرو، التي جاء فيها أن أي هجوم مسلح ضد أحد الأعضاء يعتبر هجومًا على الجميع.
أما مؤتمر الدول الأمريكية التاسع فقد عقد في بوجوتا، بكولومبيا عام 1948م. وقد جمع هذا المؤتمر حصيلة عدة سنوات من التقدم بتأسيس منظمة الدول الأمريكية، أما اتحاد الدول الأمريكية فقد أصبح أمانة عامة لتلك المنظمة.
وفي عام 1954م تبنى مؤتمر الدول الأمريكية العاشر قرارًا مناهضًا للشيوعية بإصرار من جانب الولايات المتحدة. وفي عام 1960م، وافقت تسع عشرة دولة على مقررات بوجوتا، وأجمعت على العمل من أجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي لدول أمريكا اللاتينية. وفي عام 1960م فرضت الدول الأعضاء في منظمة الدول الأمريكية عقوبات دبلوماسية ضد جمهورية الدومينيكان التي كانت تحت حكم الدكتاتور رفائيل تروجيليو.
وفي عام 1961م أنشأت الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية الحلف من أجل التقدم. وقد دعا هذا البرنامج لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية على أسس الديمقراطية والرأسمالية. غير أن البرنامج فشل في إنهاء الحكم الشيوعي في كوبا أو الحركات الشيوعية في بعض دول أمريكا اللاتينية الأخرى.
وفي عام 1962م، ساندت منظمة الدول الأمريكية بالإجماع حصارًا بحريًا ضربته الولايات المتحدة حول كوبا للحيلولة دون دخول الأسلحة النووية السوفييتية إليها. وفي عام 1969م اتخذ مؤتمر وزراء خارجية منظمة الدول الأمريكية خطوات سريعة لإنهاء غزو هندوراس الذي قامت به قوات من إلسلفادور واستمر لمدة خمسة أيام.
أدخلت أول تعديلات على ميثاق منظمة الدول الأمريكية في عام 1970م، وقد نصت تلك التعديلات على أن تجتمع الجمعية العمومية مرة في السنة. وقد حلت الجمعية العمومية مؤتمر الدول الأمريكية الذي كان يعقد جلسات منتظمة مرة كل خمس سنوات. ومنذ أواخر السبعينيات بذلت منظمة الدول الأمريكية جهودًا مضنية للحدّ من الحركات الثورية والقلاقل السياسية الأخرى في أمريكا الوسطى. غير أن تلك الجهود لم تتمخض عن نتائج ملموسة.
★ تَصَفح أيضًا: منظمة الدول الأمريكية ؛ اتحاد الدول الأمريكية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية