عشق فوق التعريف - الشاعر همام صادق عثمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عشق فوق التعريف - الشاعر همام صادق عثمان

    عشق فوق التعريف

    ســرى الـهُـيامُ لِبـابِ الـقـلبِ فـانفَتَحا
    يـتـلـو علـيـهِ مِـــنَ الإسْــراءِ مُـفْـتتَحا

    وكنتُ أُخفي جنونَ العشقِ في شغفٍ
    لـمَّا حـججْتُ إلـى بُستانِها اتَّضَحا

    يـنـثـالُ مــنـهُ رحـيـقُ الــزهـرِ يـنـفَحُنا
    بـالـشَّهدِ سـحـرٌ عـلـى أعـتابِنا مـسَحا

    ويُـنْـبئُ الـعِـطْرُ عــنْ فـصـلٍ تـهيمُ بِـهِ
    كُـــلُّ الــزُّهـورِ بـعـشـقٍ سِــرُّهُ فُضِـحـا

    مِـــنْ مُـقْـلَـتيكِ شـعـاعُ الـنـورِ وضَّـأنـا
    لِيُصبِحَ اللـيلُ مـن نُسْـكِ الهُيامِ ضُحى

    نُـغــازلُ الــبـدرَ والـنـجْـمـاتُ تـحْسدُنـا
    فـيـسجدُ الـعـشقُ فـي مِـحرابِنا فـرِحا

    نــرتِّــلُ الــوجْــدَ والأمــــواجُ تـتـبَـعُـنا
    والـبـحـرُ يـخـشعُ مـهـزوجًا ومُـنْـسرِحا

    مـن ذاقَ طـعمَ الـهوى مـا انـفكَّ يكتُبهُ
    ومـــنْ بـــهِ بــكـمٌ إنْ ذاقَـــهُ صــدَحـا

    وكـنْـتُ أرفـضُ غــزوَ الـحُـبِّ يـأسِرُني
    لــكـنَّ قـلـبي لـغـزوٍ مـنـكِ قْــدْ سمَحــا

    مـا لـي بِـحُـبِّك خـالـفتُ الأُلــى زعَمـوا
    أنَّ الـحـبـيبَ يــذوقُ الـمـرَّ إنْ صـفَحا

    مــا يُـثْبتُ الـنـأيُ مِـنْ وصـفٍ يُـذمُ بـه
    إلَّا نفـيتُ ونـبـضُ الـقـلبِ قــدْ مـدَحـا

    يـضيقُ صـدرُ بـني الإنـسانِ مِـنْ ألـمٍ
    وبــاتَ صـدْري بـجـرحٍ مـنكِ مُـنشَرِحا

    فـلتخْرُجي مـن ديـاجي الحزنِ قـاطِبةً
    ولـتُظْهري لـي عـلى وجهِ الأسى فرَحا

    عـقْـلي وقـلْـبي أطالا فـي خـصامِهما
    مـــدِّي يــدًا فإذا نـالـتهُما اصـطَـلَحا

    كــلُّ الـتـجاربِ فـي ربـحٍ وفـي خَسِـرٍ
    وعـاشقُ الـعينِ فـي الـحالينِ قـدْ ربِحا

    أذكــى الـمـعاجمِ حـارتْ كــي تُـعرِّفَني
    عـشـقٌ تـعـدَّى بـهِ الـتعريفُ مُـصطَلحا

    عِــقْــدٌ مِــنَ الــــدُّرِّ آهٍ مِــنْ بـلاغـتِـهِ
    نِـعْـمَ الـبـديعُ الـذي قـدْ حـيَّـرَ الـفُصَحا

    زِنُـوا كــلامَ جـمـيعِ الـنَّـاسِ وارتَـقِـبوا
    هـمسًا مِـنَ الـعينِ فـي مـيزانِنا رجَحـا

    وكــلُّ شــيءٍ جـمـيـلٍ مـنـكِ يأسِـرُنى
    وفـاسـدُ الـحِـسِّ مِـنْ أفـعالِنا صَـلُحا

    فـلْـتَـجْرحيني لـعـلَّ الـشِّـعْرَ يُـسْـعِفُني
    ولـيتَ شِـعْري متى شِعْرُ الهوى نجَحا

    بلَّـتْ دُمـوعِـي بــوارَ الأرضِ فـانْـزرَعتْ
    فـلـتبْعَثِي الـطبَّ حـتَّـى يـبرئَ الـقُرَحا

    أو فـاحْرِقيني هوًى واستعذِبي وجَعِي
    قـدْ خـطَّ قـلبُكِ بعدًا والـبكاءُ مَـحـا

    كـــلُّ الــجـروحِ سـيـَبـقى بـعـدَها أثَــرٌ
    ومِــبْـضَعُ الـحـُبِّ لا يُـبْـقي إذا جـرَحـا

    عــودي لـنـزرعَ داءَ الـحـبِّ فـي جـسَدٍ
    قــدْ هـدَّهُ الـبعدُ دونَ الـنصلِ فـانْذَبَحا

    عـــودي لـنـصـبحَ كـالـبـستانِ تـنـفَحُنا
    كــلُّ الـفـصولِ هـنًـا مِــنْ حـُبِّنا طَـرَحا

    عــودي فــإنَّ الـهوى فـي بـحْرِنا فـطِنٌ
    فــى كــلِّ عـاصـفةٍ لـلـشطِّ قــدْ سـبَحا

    همام صادق عثمان
يعمل...