يا آسِيَ الجُرحِ - شعر محمد عبد القادر شعبان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا آسِيَ الجُرحِ - شعر محمد عبد القادر شعبان

    يا آسِيَ الجُرحِ خلِّ الجُرحَ ريّانا
    "بان الخليطُ .. و لو طُوِّعتُ ما بانا"

    و اذرِف دموعَكَ إمَّا رُمتَ تَسلِيةً
    و ما إخالُ لهذا القلبِ سُلوانا !

    شطَّ المَزارُ بِمن يهوى فكيف بهِ
    و قَد تجرّعَ فوقَ البينِ هُجرانا !

    كأنَّ أضلُعَهُ القُضبانُ شابكةً
    تُغَربِلُ الوجدَ آلاماً و أحزانا

    و زفرةٍ خلَّفتهُ - و الرَّدى أَمَمٌ -
    يُصارِعُ الموتَ لا أقسى .. ولا لانا

    يا آسِيَ الجُرحِ مَن للبَينِ يَدفَعُهُ
    أم مَن يُعيدُ زماناً كالَّذي كانا

    مَن للغريبِ تَحامَاهُ الخليل أسَىً
    من بعدِ أن كانَ بالأحبابِ عَمرانا

    هيهات تألَمُ من وجدٍ أحاقَ بِهِ
    و أهونُ الوجدِ في عينيهِ ما بانا

    يا آسي الجرح هل طيفٌ يُريحُ لهُ
    ضاقَت عليهِ بلادُ الأرضِ أحضانا !

    دهرٌ تولَّى فما ينفَكُّ يذكُرُهُ
    كأنَّهُ العُمرُ كُلُّ العُمرِ قد بانا

    يُنادِمُ الليلَ في ذِكرى الحبيبِ فما
    يُلفى بها ـ و مَعاذَ الوصلِ - سكرانا

    و يَستَريحٌ إلى لَحنٍ ليُطرِبَهُ
    فما يَعي غيرَ خفقِ القلبِ ألحانا

    و أعوَزَ الصَّبرُ أن يُجديهِ تَعزِيةً
    فما تولَّى ! .. و لكن زادَ أشجانا

    يا للحنين ! .. أما يَقضِي على دَنِفٍ
    تَكَبَّدَ الهَمَّ ألواناً فألوانا !

    شاءَ الإلهُ فقُلنا - و الهوى قَدَرٌ -
    : يُعظِّمُ اللَّهُ أجراً فيهِ بَلوانا

    يا ذاكِرَ الشَّامِ مَهلاً إنَّ لي كَبِداً
    طارَتْ إليكِ بِذكرِ الشَّامِ تِحنانا

    عدّد فداك دمي و اذكر محاسنها
    تلقَ الفؤادَ طروبَ الذِّكرِ نَشوانا

    و أترعِ الكاسَ أذناً لا تفيقُ هوىً
    قد تَسكَرُ الأذنُ قبلَ العَقلِ أحيانا

    و الثُم بِها شَفَةَ الأشعارِ مُغنِيَةً
    عن ريقةِ الغَيدِ و اهصُر مَتنها بانا

    شجيّةَ اللفظ ما تنفَكُّ في أَرَجٍ
    تُناثِرُ الطِّيبَ أثواباً و أردانا

    بنتَ الخلائفِ .. أمُّ التّيهِ مفخَرةً
    من ذا رأى مثلَها في الخلقِ أوطانا

    إن لم أُطوِّعْ لَها الأفلاكَ لا سَلِمَت
    قريحَةٌ تَذَرُ الأملاكَ عُبدانا

    محمّد عبد القادر شعبان
يعمل...