كفيفٌ في الصحاري .. من يقودهْ؟
بلا هادٍ .. تَحسُّسُه شُروده
ورغْم مسيرةٍ أدمتْ خطاه
سيرجعُ .. حيثُ تُنكرهُ حدودُهْ
كأنَّ طريقَه قُفلتْ برمزٍ
فشفَّرها وعزَّ عليه كودُه
كأن (التيهَ) خارطةٌ .. ويَسعَى
فيلقَى فيه ما لاقتْ (يهوده)
كأنَّ (الأربعينَ) عليه عهدٌ
سيَمْضيها لِتُستَوفَي عقوده
عجبتُ لسائرٍ يمضي حثيثًا
على أثرٍ .. وقد تاهتْ جدودُهْ
يَزِلُّ مغيَّبًا عن طِيبِ نفسٍ
كأنَّ سقوطَه غُبنًا صعودُه
ضليلٌ والمتاهةُ أسلمتْه
إلى أُجمٍ .. فما قنعتْ أسوده
سرابٌ كلُّ ماءٍ في الصحاري
وغايةُ كلِّ مجنونٍ وروده
جهامٌ كلُّ غيمٍ في سماه
وكم غيْمٍ وما صدقتْ رعودُهْ
كعادتهِ السرابُ بكلِّ عينٍ
يُخادعُها .. وما رُوِيتْ وفودُه
كعادته الفَراشُ أسيرُ ضوءٍ
جدارُ لَهِيبِهِ دومًا صُدودُه
كذلك أنتَ يا هذا (الـ...) ستَلقَى
مصيرَ مسافرٍ يَفنَى وقودُه
حبيسُ الذكرياتِ يعيشُ عجزًا
كعدَّاءٍ ويؤلمُه قعودُه
كمحتضرٍ .. ويقرؤها (وداعًا)
وقد كُتبتْ على وجهٍ يعودُه
ومن ينهارُ بالإعدامِ حُكمًا
فلن يشتدَّ في التنفيذ عودُه
صريعٌ أنتَ .. والصحراءُ قبرٌ
وينهشُ جسمَكَ المسكينَ دودُه
حاتم الدغيدي
بلا هادٍ .. تَحسُّسُه شُروده
ورغْم مسيرةٍ أدمتْ خطاه
سيرجعُ .. حيثُ تُنكرهُ حدودُهْ
كأنَّ طريقَه قُفلتْ برمزٍ
فشفَّرها وعزَّ عليه كودُه
كأن (التيهَ) خارطةٌ .. ويَسعَى
فيلقَى فيه ما لاقتْ (يهوده)
كأنَّ (الأربعينَ) عليه عهدٌ
سيَمْضيها لِتُستَوفَي عقوده
عجبتُ لسائرٍ يمضي حثيثًا
على أثرٍ .. وقد تاهتْ جدودُهْ
يَزِلُّ مغيَّبًا عن طِيبِ نفسٍ
كأنَّ سقوطَه غُبنًا صعودُه
ضليلٌ والمتاهةُ أسلمتْه
إلى أُجمٍ .. فما قنعتْ أسوده
سرابٌ كلُّ ماءٍ في الصحاري
وغايةُ كلِّ مجنونٍ وروده
جهامٌ كلُّ غيمٍ في سماه
وكم غيْمٍ وما صدقتْ رعودُهْ
كعادتهِ السرابُ بكلِّ عينٍ
يُخادعُها .. وما رُوِيتْ وفودُه
كعادته الفَراشُ أسيرُ ضوءٍ
جدارُ لَهِيبِهِ دومًا صُدودُه
كذلك أنتَ يا هذا (الـ...) ستَلقَى
مصيرَ مسافرٍ يَفنَى وقودُه
حبيسُ الذكرياتِ يعيشُ عجزًا
كعدَّاءٍ ويؤلمُه قعودُه
كمحتضرٍ .. ويقرؤها (وداعًا)
وقد كُتبتْ على وجهٍ يعودُه
ومن ينهارُ بالإعدامِ حُكمًا
فلن يشتدَّ في التنفيذ عودُه
صريعٌ أنتَ .. والصحراءُ قبرٌ
وينهشُ جسمَكَ المسكينَ دودُه
حاتم الدغيدي