هلوسات صباحية
"ملاحظة سريعة اضغط على الصورة لتراها كاملة"
--------------------------------------------------
كعادتي في المسير صباحا إلى عملي عبر الحديقة المركزية في منطقة سكني، أترك فكري و خيالي يسرحان و يقفزان بين الأشجار و انا مبتسم لهما كمن أخرج أطفاله ترتع و تلعب، لكنهما اليوم على غير عادتهما تشاجرا!!
و كل منهما أخذ موقفا و تواجها و تنافرا و كالا لبعضهما ما كالا...
و أنا مشدوه بينهما أفكر... لماذا!!؟
أيعقل أنهما يريدان أن يخبرانني بأن لاوعيي السوري لايقبل إلا الفصام و انه يريد دائما ان يتخذ فريقا و يقف ضد فريق!!
منذ السقوط انقسما طائفيا و مناطقيا و فكريا و صرنا أيتاما و شبيحة قدامى و شبيحة جدد و متصيدين و مطبلين و مكوعين و مكوعين بروماكس!!!
ألم نتعلم حتى الآن أن الصورة لا تكتمل بغياب طرف منها؟
لم لا نتعلم من الفوتوغراف ففي قواعد تكوينه أسلوب حياة، في الفوتوغراف نوازن بصريا بين الوزن الفيزيائي و الوزن البصري أي ثقل بالحجم و ثقل بالتكوين و إن غاب احدهما مال ميزان الكادر و انهار التكوين ...
تعلموا كيف تحبون بعضكم حتى و لو اختلفتم و تخالفتم، يمكن أن تغضب و تشاجر ولكن لاداع يدعوك لتجاوز الحدود و ربنا سخط على قوم عاد و أفناهم بسبب ظلمهم و تجبرهم فقال في قرآنه الكريم" إذا بطشتم بطشتم جبارين" فأرجوكم اتفقوا و اختلفوا لكن لا تتجبروا و ليس من الضروري أن يكون هناك دائما يمين أو يسار، أحيانا المنتصف يكون خيرا و في أحيان ثلثان لثلث...
أفلا تعقلون!!؟
الصورة بهاتف آيفون بنمط البانوراما "لقطة واحدة" التقطها لشجرتين متقابلتين بأن وقفت امام الشجرة السفلى و أثنيت جسدي للخلف مشكلا جسرا لأضمن انسياية الالتقاط و هو شيء أحببت أن أذكره عطفا على منشور أمس حول القيام بالفعل بما يتاح بين أيدينا بدل انتظار اكتمال الظروف التي قد لا تكتمل...
و كذا بلدنا و كذا علاقاتنا و كذا مستقبل اولادنا
أسعدتم صباحا