
تعال، أخبرك شيئًا عني…
أنا لا أدّعي الحكمة، لكنني وصلت إليها من شقوق التعب، ومن صمتٍ طال أكثر مما ينبغي.
كنت أغضب كثيرًا. بسهولة. من الكلمة، من النبرة، من التلميح.
كنت أنفجر كما يفعل من لم يتعلّم بعد كيف يحمي صوته من أن يجرحه.
لكن شيئًا فشيئًا، أعادتني الحياة إلى نفسي.
جعلتني أراقب، أتأمل، أجرّب أن أؤجّل الرد… فقط لأرى ماذا يحدث إن لم أنفعل.
فاكتشفت وجوهًا لم تكن كما ظننت.
رأيت من يستغل صبري، ومن يختبر احتمالي كأنني لا أملك حدًا.
وقتها فهمت مقولة نيتشه:
“من يملك سببًا للعيش، يتحمّل كل كيف.”
فهمت أن غضبي لم يكن قوّة، بل افتقادًا للمعنى.
وأن الصبر الحقيقي لا يأتي من الخوف، بل من وضوح البصيرة.
اليوم، أنا أختار أن أسكت حين أقدر أن أصرخ، لا لأنني ضعيفة، بل لأنني أعرف ثمَن كل صرخة.
أمرّر، أتنازل، أبتسم أحيانًا وسط الخذلان، لكنني أفعل ذلك بمزاجي، لا بقهر أحد.
ومع ذلك… لا تختبروا صبري كثيرًا.
فالانفجار ليس نقيض الهدوء، بل نتيجته أحيانًا.
والغضب لا يُخرج أسوأ ما فينا، بل يفضح ما حاولنا جاهدين أن نكتمه.
أنا اليوم أعيش صمتي كرفاهية، وأختار سكوتي كتوقيع على النضج.
لكن حين يُداس حقي مرارًا، لا أُبرّر ثورتي… ولا أعتذر عنها.
لأنني أعرف بالضبط من أنا…
ومن أكون حين أُضطر أن أُصبح ما لا أحب، لأحمي ما أُحب.
#بوح_السحر

بوح السحر من حكاية الفنانة الصحفية الاستاذة: سحر الزارعي..تعالى أخبرك شيئًا عني…أنا لا أدّعي الحكمة.