هل تعلم سبب تعلقي بدراسة النباتات الطبية؟
السبب هو الجد، رحمه الله عليه.
جد والدي، محمد أحمد أحمد أبو النصر، كان والد شيخ بلد المنزلة - دقهلية، محمد عبد المنعم، منذ ١٠٠ عام من وقتنا الحالي.
كان الجد الأكبر محمد أحمد، رحمه الله، يقصده الفلاحون من أهل بلدتنا لمعرفة الوصفات الطبيعية لعلاج الأمراض المختلفة، خاصة أن والده أحمد أبو النصر، صاحب السرجة الوحيدة في البلد، وبتبعية ذلك تجد عنده كل النباتات الطبية من كل بقاع الأرض.
الجدود كانوا يقرأون ويكتبون جيدًا، فـمحمد عبد المنعم كان مهندسًا وشيخ البلد، ووالده محمد أحمد كان محاميًا، ووالدهم كان شيخًا بالأزهر الشريف. وكانوا يمتلكون مكتبة عظيمة في علوم الدين والدنيا، نال الحفيد منها - أحمد - درة كتبهم الطبية، وهو كتاب تذكرة داوود للشيخ داوود بن عمر الأنطاكي، المتوفى إلى رحمة مولاه في العام ١٦٠٠ ميلادية. وقد كان رئيس الأطباء والصيادلة بالقاهرة، أي في منصب وزير الصحة الآن، وترك لنا كتابه الخالد تذكرة داوود.
عندما كنت أسمع تلك الحكايات من الجدود، وكيف كان الناس يتشافَون من أسقامهم وأوجاعهم بالنباتات الطبية، قرر الحفيد - وقد كنت، ولله الحمد، من المتفوقين في دراستي - الالتحاق بكلية الصيدلة لحمل شعلة الأجداد والحفاظ على تراثهم وتطويره.
بعد الالتحاق بكلية الصيدلة والدراسات العليا في النباتات الطبية والعطرية والتغذية العلاجية، قررت الالتحاق بكلية الطب، وبفضل الله تعالى أتممت دراستي بهما جميعًا، عملًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
"إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له".
الآن، مكتبة الحفيد فيها ما يربو على خمسة آلاف كتاب في كل فنون العلاج بالنباتات الطبية والعقاقير، من أمهات الكتب القديمة والمراجع الحديثة. فتجد كل مؤلفات ابن سينا، وأبو بكر الرازي، والزهراوي، وابن النفيس، وابن رشد، وابن البيطار، وغيرهم من الأطباء العرب، حتى الكتب التي تحتوي على برديات الطب المصري القديم، وكتب النباتات الطبية الخاصة بالصينيين، والطب النباتي الهندي، ومراجع النباتات الطبية الحديثة من علماء علم العقاقير الطبية.
آمل من الله أن أكون على قدر المسؤولية لإظهار عظمة التراث الإنساني في علاج الأمراض، وتزيينه بالمنهج البحثي الحديث، الطب القائم على الدليل العلمي.
فالقدماء كانوا عظامًا، وحاولوا بما لديهم من إمكانيات بسيطة للغاية، أن يتركوا ذلك الإرث لنا طمعًا منهم، رحمهم الله، في عدم انقطاع أعمالهم بعد موتهم.
ونسأل الله العظيم أن نسير على هداهم ونتبع منهجهم، فمن ليس له ماضٍ، ليس له حاضر.
الصورة لكتاب "تذكرة داوود" من مكتبتي، وقد طُبع منذ قرن تقريبًا.
السبب هو الجد، رحمه الله عليه.
جد والدي، محمد أحمد أحمد أبو النصر، كان والد شيخ بلد المنزلة - دقهلية، محمد عبد المنعم، منذ ١٠٠ عام من وقتنا الحالي.
كان الجد الأكبر محمد أحمد، رحمه الله، يقصده الفلاحون من أهل بلدتنا لمعرفة الوصفات الطبيعية لعلاج الأمراض المختلفة، خاصة أن والده أحمد أبو النصر، صاحب السرجة الوحيدة في البلد، وبتبعية ذلك تجد عنده كل النباتات الطبية من كل بقاع الأرض.
الجدود كانوا يقرأون ويكتبون جيدًا، فـمحمد عبد المنعم كان مهندسًا وشيخ البلد، ووالده محمد أحمد كان محاميًا، ووالدهم كان شيخًا بالأزهر الشريف. وكانوا يمتلكون مكتبة عظيمة في علوم الدين والدنيا، نال الحفيد منها - أحمد - درة كتبهم الطبية، وهو كتاب تذكرة داوود للشيخ داوود بن عمر الأنطاكي، المتوفى إلى رحمة مولاه في العام ١٦٠٠ ميلادية. وقد كان رئيس الأطباء والصيادلة بالقاهرة، أي في منصب وزير الصحة الآن، وترك لنا كتابه الخالد تذكرة داوود.
عندما كنت أسمع تلك الحكايات من الجدود، وكيف كان الناس يتشافَون من أسقامهم وأوجاعهم بالنباتات الطبية، قرر الحفيد - وقد كنت، ولله الحمد، من المتفوقين في دراستي - الالتحاق بكلية الصيدلة لحمل شعلة الأجداد والحفاظ على تراثهم وتطويره.
بعد الالتحاق بكلية الصيدلة والدراسات العليا في النباتات الطبية والعطرية والتغذية العلاجية، قررت الالتحاق بكلية الطب، وبفضل الله تعالى أتممت دراستي بهما جميعًا، عملًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
"إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له".
الآن، مكتبة الحفيد فيها ما يربو على خمسة آلاف كتاب في كل فنون العلاج بالنباتات الطبية والعقاقير، من أمهات الكتب القديمة والمراجع الحديثة. فتجد كل مؤلفات ابن سينا، وأبو بكر الرازي، والزهراوي، وابن النفيس، وابن رشد، وابن البيطار، وغيرهم من الأطباء العرب، حتى الكتب التي تحتوي على برديات الطب المصري القديم، وكتب النباتات الطبية الخاصة بالصينيين، والطب النباتي الهندي، ومراجع النباتات الطبية الحديثة من علماء علم العقاقير الطبية.
آمل من الله أن أكون على قدر المسؤولية لإظهار عظمة التراث الإنساني في علاج الأمراض، وتزيينه بالمنهج البحثي الحديث، الطب القائم على الدليل العلمي.
فالقدماء كانوا عظامًا، وحاولوا بما لديهم من إمكانيات بسيطة للغاية، أن يتركوا ذلك الإرث لنا طمعًا منهم، رحمهم الله، في عدم انقطاع أعمالهم بعد موتهم.
ونسأل الله العظيم أن نسير على هداهم ونتبع منهجهم، فمن ليس له ماضٍ، ليس له حاضر.
الصورة لكتاب "تذكرة داوود" من مكتبتي، وقد طُبع منذ قرن تقريبًا.