
إحدى لوحات المعرض يشتبك فيها الشخوص والأرقام (الشرق الأوسط)
- أسوان مصر: محمد الكفراوي
بمشاركة 10 فنانين من الكويت والبحرين والعراق
نُشر: 19:06-6 مايو 2025 م
احتضنت مدينة أسوان (جنوب مصر) سمبوزيوم «المرأة والحياة» للفن التشكيلي في دورته الخامسة، الثلاثاء، بمشاركة 10 فنانين من مصر والبحرين والعراق والكويت، قدموا خلاله العديد من الأعمال الفنية التي تستعيد فنون التراث العربي وتشتبك مع قضايا الواقع.
ويضم السمبوزيوم الذي أسسته قبل 5 سنوات الإعلامية المصرية نرمين عامر 20 عملاً تعبر عن مدارس وتقنيات فنية متنوعة بين التعبيرية والتجريدية والحروفية، و«المودرن آرت»، والجرافيك والتصوير، وترصد أعمال بعض الفنانين موضوعات تراثية مثل استخدام الخط العربي في بعض الأعمال، أو تقديم بورتريهات للمرأة يحمل الكثير من الرموز والدلالات التراثية.

وتقول الفنانة الكويتية دانة الخشتي إنها اختارت هذا العام، وهي مشاركتها الخامسة في السمبوزيوم، أن تقدم عملاً شبيهاً بشخصيتها، مضيفةً لـ«الشرق الأوسط» أنها «رسمت اللوحتين اللتين شاركت بهما على مقهى تراثي في مدينة أسوان متأثرة بالألوان وتفاصيل الشارع الأسواني وما يحمله من عناصر تراثية عربية ملهمة».
وترصد الفنانة الكويتية عائشة الذياب في لوحاتها حالات مختلفة للمرأة وأحلامها، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «رسمت نماذج لنساء ناجحات وطموحات، مؤكدةً أنها استلهمت ألوان لوحاتها من البيئة الأسوانية والتراث العربي، خصوصاً البني ودرجات البرتقالي والأزرق».
حضر افتتاح السمبوزيوم عدد كبير من الفنانين التشكيليين، من بينهم المخرجون يسري نصر الله وعمر عبد العزيز ومجدي أحمد علي وعبد الحكيم التونسي والفنانتان شيري عادل وسلوى خطاب، بالإضافة إلى جمهور من أهالي أسوان، حيث يقام السمبوزيوم ضمن فعاليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.

وقال الفنان البحريني محمود الملا إنه يرسم لوحات تعتمد على الفن الحروفي، موضحاً أنه بالأساس كان خطاطاً في الديوان الملكي بالبحرين قبل التقاعد، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تجربتي الحروفية تعتمد على دمج الحروف مع الألوان في تشكيلات تحمل أبعاداً مختلفة مستلهماً التراث العربي»، مضيفاً: «الكثير من الفنانين أبدوا إعجابهم بالتجربة، وطلب مني الفنان اللبناني مارسيل خليفة أن أكتب له عنوان ألبوم (شرق)».
وأوضحت الإعلامية نرمين عامر، صاحبة فكرة السمبوزيوم، أنه أقيم هذا العام بفكرة جديدة عن السنوات الأربع الماضية، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنه «يستلهم الكثير من الموضوعات المرتبطة بالمرأة، سواء كانت على نحو تراثي أو واقعي، كما تتجسد فيه العديد من الأفكار الحيوية ذات البعد الاجتماعي والجمالي».

وأشارت إلى أن قومسير السمبوزيوم الدكتور هشام عبد المعطي استطاع أن يقدم رؤية فنية مميزة لخروج السمبوزيوم بطريقة مختلفة وجديدة.
وأكدت أن «سمبوزيوم المرأة والحياة» يصنع جسوراً للتواصل بين الفنانين وكبار الشخصيات المهتمة بالفن التشكيلي مثل رائدي الأعمال المصري إبراهيم بيكاسو والأردني سامي هندية.
وقال الفنان المصري هشام عبد المعطي إنه قدم عملاً يعبر عن تمثيل رمزي للحياة، مجسداً سيارة فيها مجموعة من الناس، كل شخص له رمزية معينة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «دمجت الأرقام في الرسم لأن الأرقام تمثل جزءاً مهماً من حياة كل إنسان».
ومن ضمن الأعمال المشاركة مجموعة لوحات للفنان العراقي عماد منصور، يدمج فيها بين التصوير الفوتوغرافي وفن الجرافيك، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عالجت الصور الفوتوغرافية بطريقة جرافيكية، ومن بينهم سمير عبد الجبار وهو ممثل مهم جداً في العراق، ويعمل في مسرح الشمس بفرنسا، عالجت صورته بطريقة ليبدو عليه الصمت، وهناك صور لأكثر من سيدة بطريقة تعبر عن المرأة في أحوال متنوعة».
وتتعاون مؤسسة «بصمات» في دعم السمبوزيوم هذا العام للمرة الثانية، وأكد مدير المؤسسة أحمد معوض أهمية التعاون بين الفنانين العرب لتقديم رؤية تعبر عن الفن العربي بكل مدارسه واتجاهاته الفنية.