زيارة إلى: جزيرة هيرد . واحدة من أكثر الأماكن بُعدًا ووحشيةً ونقاءً على كوكب الأرض

جزيرة هيرد — واحدة من أكثر الأماكن بُعدًا ووحشيةً ونقاءً على كوكب الأرض.

تقع في أعماق المحيط الهندي الجنوبي، وتُعدّ من الأراضي التابعة لأستراليا، على بُعد نحو 4,100 كيلومتر جنوب غرب البر الرئيسي لأستراليا، ونحو 1,700 كيلومتر شمال القارة القطبية الجنوبية. الجزيرة غير مأهولة تمامًا، ولا يزورها إلا العلماء والباحثون بين الحين والآخر — ولسبب وجيه.

في قلب الجزيرة، يرتفع جبل "بيغ بن"، وهو بركان نشط شاهق يبلغ ارتفاعه 2,745 مترًا (9,006 أقدام). نعم — بركان ثائر مغطى بالأنهار الجليدية. مرحبًا بك في نسخة الأرض من عالم غريب.

تغطي الأنهار الجليدية معظم الجزيرة، وتتعرض لرياح عاتية، وتساقط كثيف للثلوج، ودرجات حرارة متجمدة على مدار العام. إنها الطبيعة في أقسى صورها — وعرة، نقية، وبعيدة عن تدخل البشر.

ورغم هذه القسوة، تنبض الحياة في الجزيرة. مستعمرات ضخمة من البطاريق والفقمات والطيور البحرية تتخذ منها موطنًا، في نظام بيئي هش ونقي، يكاد يكون خاليًا تمامًا من أي نشاط بشري.

وبسبب أهميتها البيئية، أدرجت جزيرة هيرد ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويخضع الوصول إليها لرقابة صارمة. لا توجد مطارات ولا موانئ — والطريقة الوحيدة للوصول إليها هي عبر السفن، وتستغرق الرحلة أسابيع في بحار مضطربة لا يمكن التنبؤ بها.

إنها واحدة من الأماكن القليلة على الأرض التي لا تزال الطبيعة فيها تحكم بلا منازع.