"الجنة".. مسلسل حول نهاية العالم على يدي ترامب وماسك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "الجنة".. مسلسل حول نهاية العالم على يدي ترامب وماسك

    "الجنة".. مسلسل حول نهاية العالم على يدي ترامب وماسك


    دراما تدور أحداثها في مخبأ سري بكولورادو لإيواء الناجين من الإبادة البشرية.
    الخميس 2025/04/10
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    مزيج مثير من الإثارة السياسية والخيال العلمي

    تعددت الأفلام والمسلسلات التي تطرح قضية نهاية العالم، والتي تختزن في عمقها عدة قضايا سياسية وبيئية واجتماعية، وقد تمكنت على تنوعها من جذب الجمهور وشده وإيصال الرسائل التي تحملها من خلال دراما تثير التساؤل وتوقظ بصيرة الإنسان على المآلات المرعبة التي تنتظره، لذا فكل عمل جديد من هذا النمط مطالب بالإضافة وهو ما نجح فيه مسلسل "الجنة".

    يمتلئ اللاوعي الأميركي بالكثير من الأحلام المفزعة التي تقض مضجع المجتمع الأميركي حول نهاية العالم، وانهيار الدولة التي تتربع على عرش العالم كقوة منفردة، في ظاهرة لم يشهدها التاريخ الذي كانت فيه دوما موازين القوى متأرجحة.

    هذا الخيال المرعب، حمله الكاتب والسيناريست الأميركي دان فوجلمان ليوجهه نحو حاضر تتسع فيه دائرة المخاوف مع تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة مؤخرا، ليصنع منها دراما معنونة باسم "The Paradise" أو "الجنة" وبثتها منصة "Hulu" وحازت على تقييمات عالية ونسب مشاهدة مرتفعة، وثمنها عدد كبير من النقاد لأهمية طرحها المعقد.
    دراما مبهرة



    ◙ دراما "الجنة" أسقطت الواقع الأميركي المعاش


    في هذا العمل الكبير، لم يكتف فوجلمان بميلودراما كارثة نهاية العالم كما في أعمال درامية مهمة كثيرة مثل The” “Last of Us أو “آخرنا” الذي عرض منذ عامين وحصد عدة جوائز، وتعرض لسردية نهاية العالم وتصور كيف تبدو الحياة بعدها، لكن دراما “الجنة” أسقطت الواقع الأميركي المعاش ومخاوف التحالف بين ترامب وعملاق التكنولوجيا إيلون ماسك على هذه المخاوف، ليصبح السؤال الذي يطرحه العمل، ماذا يحدث بعد نهاية العالم في ظل تحالف ترامب وماسك؟

    تساؤل يقود مباشرة إلى ملجأ عملاق يتسع لخمسة وعشرين ألف أميركي، هم الصفوة التي توقعت نهاية العالم، وعلى رأس هذه الصفوة قطب التكنولوجيا سامانثا سيناترا التي ترمز إلى شخصية إيلون ماسك، شيدت ملجأ بحجم مدينة كاملة تحت أحد جبال كولورادو، وهي مدينة مجهزة بتكنولوجيا متطورة بشكل مذهل لم تعرفها البشرية لخلق حياة جديدة للصفوة المنتقاة بعد فناء البشرية .

    العمل الدرامي “الجنة” هو أحدث طبعات دراما الأبوكاليبس “apocalypse” أو نهاية العالم حيث تدور أحداثه في مجتمع تحت الأرض بُني لحماية الناجين من كارثة عالمية، حيث يحقق العميل السري المكلف بحماية الرئيس الأميركي كزافييه كولينز، الذي يؤدي دوره النجم الموهوب ستيرلينغ ك. براون، في مقتل الرئيس الأميركي كال برادفورد، ويجسده الفنان جيمس مارسدن، حيث تتعمق القصة لتكشف مساراتها عن مؤامرات سياسية وتعقيدات اجتماعية داخل هذا المجتمع المغلق.


    ◙ "الجنة" أسقط الواقع الأميركي ومخاوف التحالف بين ترامب وعملاق التكنولوجيا إيلون ماسك لدى شريحة واسعة


    حظي المسلسل الذي أنجز بخبرات أربعة من المخرجين، هم: جلين فيكارا وجون ريكو وهانيل كوليبيبر وجاندجا مونتيرو، بإشادة نقدية واسعة، ووصفته مجلة “بيبول” الأميركية بأنه “مزيج مثير من الإثارة السياسية والخيال العلمي.” وأشادت صحيفة “الغارديان” بأداء براون ومارسدن واعتبرته “دراما مشوقة تستحق المشاهدة.” وأشار موقع “بوليغون” الأميركي إلى أن المسلسل يجمع بين عناصر من أعمال مثل “lost” و”24″، مع لمسات أبداعية من الميلودراما التلفزيونية.

    تدور القصة في مجتمع “بارادايس”، وهو مدينة كاملة أنشئت تحت إحدى جبال ولاية كولورادو الأميركية كمخبأ لحماية الناجين من كارثة تسونامي مدمرة، يعيش في هذا الملجأ عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الرئيس الأميركي كال برادفورد وعائلته، والفريق الأمني الخاص به بقيادة العميل السري كزافييه كولينز.

    تبدأ الأحداث باكتشاف جثة الرئيس برادفورد مقتولًا داخل الملجأ، ما يثير حالة من الذعر والشك بين السكان، ويتولى كزافييه التحقيق في الجريمة، ويصبح هو نفسه مشتبها به بسبب قربه من الرئيس وعلاقته به، وخلال التحقيق يكتشف كزافييه شبكة معقدة من الأسرار والمؤامرات، تشمل العديد من الشخصيات المهمة داخل الملجأ.

    من بين المشتبه بهم سامانثا ريدموند ويطلق عليها لقب “سيناترا”، وهي أغنى امرأة في العالم وعملاقة التكنولوجيا صاحبة القرار الرئيسي في الملجأ الذي بنته بأموالها الطائلة، وكانت لها علاقة متوترة مع الرئيس التي جسدتها باقتدار النجمة جوليان نيكلسون. كما تتجه الشكوك نحو أعضاء آخرين في الفريق الأمني، بما في ذلك نيكول روبنسون، وكانت تربطها علاقة عاطفية سرية بالرئيس وتجسدها كريس مارشال.

    مع تقدم التحقيق، يكتشف كزافييه أن الجريمة قد تكون مرتبطة بأحداث وقعت قبل الكارثة العالمية، وأن هناك أسرارا دفينة تهدد استقرار المجتمع داخل الملجأ، وفي النهاية يتم الكشف عن أن القاتل هو ترينت، أمين المكتبة، وكان يحمل ضغينة شخصية ضد الرئيس بسبب قراراته السابقة.

    بعد كشف الحقيقة، يقرر كزافييه مغادرة الملجأ والبحث عن زوجته تيري، والتي اختفت بعد الكارثة حيث تردد أنها لقت حتفها خلالها إلا أن كزافييه كان مؤمنا من داخله أنها ما زالت على قيد الحياة، في العالم الخارجي تاركا وراءه أطفاله في رعاية مجتمع مخبأ الجنة، ويبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر في عالم غير معروفة مآلاته. ودفع النجاح المدوى لدراما “الجنة” (paradise) منصة "Hulu" إلى الإعلان عن موسم ثان له من المتوقع عرضه في أوائل العام المقبل 2026.

    يقدم المسلسل دراما متكاملة الأركان، يقودها طاقم إخراج متجانس يتسابق أعضاؤه على تقديم أفضل ما لديهم، بقيادة متمكنة مطعمة بأداء عبقري لنجوم المسلسل الرئيسيين، في طليعتهم ستيرلينغ ك براون وجوليان نيكلسون في الوقت الذي تدور فيه عجلة الأحداث على خلفية موسيقى تصويرية أبدعها سيدهارتا خوسلا.
    كوابيس مرعبة



    ◙ إضافة جديدة لدراما نهاية العالم


    إذا كانت دراما الجنة، طرحت في موسمها الأول مخاوف نهاية العالم على يد تحالف ترامب وماسك فهي تتركنا نترقب بشغف شديد ماذا سيحمل لنا الجزء الثاني، المرتقب عرضه بعد عام، من أفكار ورؤى على خلفية النهاية المفتوحة التي يخرج فيها كزافييه بطل العمل من المخبأ إلى العالم الخارجي ليبحث عن زوجته، ويخبرنا برؤية المبدعين من صناع العمل للمستقبل الأبعد.

    كانت العديد من كوابيس نهاية العالم المرعبة، قد طرحتها الدراما والسينما الأميركية عبر تاريخها، ومن أهمها الفيلم الذي أصاب العالم بذعر كبير وقت عرضه لأول مرة في نوفمبر 1983 على شبكة ABC الأميركية، ويدور حول ذلك التساؤل المخيف وهو كيف سيبدو العالم في اليوم التالي لنشوب حرب عالمية ثالثة؟ وسرد هذا السيناريو الكارثي تفجر حرب بين حلفي الناتو ووارسو حول ألمانيا التي كانت مقسمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، في ذلك الوقت، لتتصاعد هذه الحرب بسرعة إلى تبادل نووي كامل بينهما.

    ◙ أحداث المسلسل تدور في مجتمع تحت الأرض بُني لحماية الناجين من كارثة عالمية وفيها تتداخل القصص المشوقة.

    يركز العمل على سكان ولايتي كانساس وميسوري وبعض المزارع العائلية الواقعة فيهما بالقرب من منصات الصواريخ النووية الأميركية، وكيف تبدو الحياة عقب ذلك القصف النووي المتبادل؟

    ولعب بطولة الفيلم ببراعة شديدة النجوم جيسون روباردز وجوبيث ويليامز وستيف جوتنبرج وجون كولوم، من تأليف إدوارد هيوم وأنتجه روبرت بابازيان وأخرجه نيكولاس ماير، وحصد الفيلم أكثر من 100 مليون مشاهدة على مستوى العالم خلال الأيام القليلة الأولى فقط من بثه، وبث لاحقا على التلفزيون السوفياتي الرسمي (روسيا حاليا) عام 1987 خلال مفاوضات معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، قبل سنوات من انهيار الأخير عام 1991.

    إضافة إلى فيلم "اليوم التالي"، تقف عشرات الأعمال السينمائية والدرامية الأميركية التي تدور حول سردية نهاية العالم، وأبرزها فيلم “2012” الذي أنتجته هوليوود وعرض في نوفمبر عام 2009، وبنيت قصته على تسبب الانفجارات الشمسية في ارتفاع شديد في درجة حرارة قلب الأرض، ما يؤدي إلى ذوبان قشرتها ليقع سكانها في جحيم مستعر، واستند سيناريو الفيلم الذي كتبه مخرج العمل رولان إيمريتش على نبوءة شعب “المايا” منذ قرون بأن نهاية العالم ستكون عام 2012 وفقا لتقويم حضارة “المايا” وحقق الفيلم الذي لعب بطولته النجم الأميركي المبدع جون كوزاك إيرادات كاسحة بلغت 800 مليون دولار وهو رقم كبير غير مسبوق في ذلك الوقت.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    ماجد كامل
    كاتب مصري
يعمل...