"طقوس على حافة الوجود".. لوحات تعيد تشكيل الحواديت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "طقوس على حافة الوجود".. لوحات تعيد تشكيل الحواديت

    "طقوس على حافة الوجود".. لوحات تعيد تشكيل الحواديت


    عادل ثروت ينسج تصورات ماورائية لعلاقات الحب والتضحية والوفاء.
    الجمعة 2025/04/11
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    مواجهة فكرة الفناء والاعتقاد بالعودة وتجدد الحياة

    التعامل مع التراث في الأعمال التشكيلية يمنح الفنان جذورا يمدها في تربة خصبة، بينما لكل فنان تصوراته في إحياء التراث وتجديد عناصره وفق رؤيته ومسار اشتغاله الفني. والمصري عادل ثروت من الفنانين الذين أبدعوا في تشكيل الماضي وموروثاته الشعبية، في تجربة فريدة يقدمها أخيرا في معرض فني جديد.

    ينظم أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، مساء الأحد الثالث عشر من أبريل، معرض “طقوس على حافة الوجود” للفنان والأكاديمي عادل ثروت، أستاذ التصوير بكلية التربية الفنية.

    يستمر المعرض حتى العاشر من مايو المقبل، ويضم 25 لوحة لأحد أبرز فناني جيل التسعينات في الحركة التشكيلية المصرية، ويقدم آخر تجاربه، حيث الموروث الشعبي جزء لا يتجزأ من ذاكرته البصرية والسمعية، والذي يتجلى في الطقوس الدينية الشعبية، مثل موالد الصوفية والأداءات الطقسية الأخرى كالزار.
    مواجهة الفناء



    عادل ثروت يقدم حكايات مرسومة فيها من الحواديت القديمة والأساطير الشعبية والترانيم المشحونة باستيعاب نبيل للتراث


    ويتميز فن عادل ثروت بتوظيف التيمات والموتيفات والنصوص الكتابية التي تعبر عن علاقة الإنسان بكل ما يحيط به من موجودات، تلك التي بدأها المصري منذ فجر التاريخ، فهو دائما يركز في اختياره للثنائية الوجودية في الوعي الجمعي الشعبي بين الرجل والمرأة، والتي تتميز بالعديد من التصورات الواقعية والماورائية لعلاقات الحب والتضحية والوفاء.

    عن تجربته الجديدة يقول ثروت “كان رهاني أن أكون أنا وأعبّر عن وجودي داخل هذا الوجود، ولكن باشتراطات وعيي الفردي الذي هو جزء من وعي جمعي تشكل في بيئة مصرية لها خصوصياتها التي تميزها عن الآخر.”

    وتناول العديد من نقاد الفن تجربة الفنان المصري عادل ثروت ومنهم الناقد والأكاديمي سامي البلشي، حيث قال “يمتطي عادل ثروت جواد خياله يتجول به بين التواريخ القديمة فيتعرف على قرابين الموتى المحمولة للراحلين لمواجهة فكرة الفناء والاعتقاد بالعودة وتجدد الحياة، ويظل يسبح ثروت في التواريخ فيستقر بين أحياء الشعبيين والبسطاء ويتعرف على الزار من دقات الدفوف وامتزاج الأرواح بالغيبيات، ويقوم بربط قرع الدفوف في الزار بقرع الطبول الكبيرة عند قدماء المصريين.”

    ويضيف “كما يربط الفنان إشارات الإيقاعات والتناغمات التي يستلهمها من الفلسفة القديمة، فرفع اليد والذراع إلى أعلى يعطي إشارة بارتفاع النغم، كما أن انخفاض الذراع يعد رمزا لبعد موسيقي هابط، وارتبط الرقص الديني ليصبح لونا من ألوان العبادة، مثلما كان يحدث في الحفلات الدينية المقدسة وحتى في الطقوس الجنائزية والتي كانت تترنح فيها الراقصات على دقات الدفوف.”

    ويبين أن كل هذه الإشارات استفاد منها ثروت في بناء أعماله المرتبطة بحالة جديدة غير الموت، إنه سلطان الحب الذي حول من أجله قرابين الموت إلى قرابين العشق وبنى فكرته على نفس فكرة الخلود التي عاشها القدماء، ففكرة البعث قابلتها فكرة البقاء، بقاء الحب عند عادل ثروت، وسواء كان تعظيم الموت أو إعلاء الحب فالفكرتان للاستمرار والبقاء ولتجديد الحياة والخلود.
    رموز تصويرية


    الموروث الشعبي جزء لا يتجزأ من ذاكرة الفنان البصرية والسمعية والذي يتجلى في الطقوس التي يعيد تركيبها

    يقول الفنان والناقد إبراهيم عبدالملاك “إن الفنان عادل ثروت يقدم حكايات مرسومة، فيها من الحواديت القديمة، والأساطير الشعبية، والترانيم الشجية، مشحونة باستيعاب نبيل للتراث الغني، والموروث العميق، في اللوحات جداريات عتيقة، تزدهر ببهجة لونية وإيقاع حركي حي، الملامح للشخوص تكسوها سمرة الجنوب ووهج الطيبة ودفء الحميمة وحتى في لوحاته الأبيض والأسود يرقص اللون مقتربا من الثنايا، وفي الملون تختفي ملامح الوجوه لكنها تحافظ على الإيحاء الواضح بالفرعونية.”

    ويتابع “أما المفردات فهي هاربة من صدر العتيق في رسوم المعابد إلى حضن المعاصر العاشق، هناك ثور القوة والشدة رمز الملك وعنفوانه في الحضارة المصرية القديمة، وهنا هو واضح المعنى، ثم رمز الطائر، وهو مستلهم من طائر فرعوني مقدس، هو طائر أبو منجل الصغير، وكان في اللغة الهيروغليفية يعطي معنى لكلمة ‘يضيء’، كما أنه كان أيضا يرمز لحماية الناس والدولة من ‘الحيّات المجنحة’ والطائر في رسوم عادل ثروت رمز للأمل والوداعة جدار معناه المسبق، ولعلني أثير لعشاق الأعمال المركبة من موظفين وشباب، انظروا إلى تجربة عادل ثروت في التصوير، فما كانت جوائزه مصادفة ولا كان عمق أعماله وتمكنها وقوة أدائها إلا لأنه موهوب، ومصور واع ورسام قوي.”

    وأقام الفنان عادل ثروت أكثر من عشرين معرضا شخصيا داخل مصر وخارجها، وشارك في العديد من المعارض الجماعية والمحلية والدولية بالداخل والخارج، وحاز على العديد من الجوائز منذ بداياته التشكيلية، واحتكر تقريبا معظم جوائز صالون الشباب في معظم دوراته، كما فاز بجائزة ملون السعودية للفن التشكيلي وجائزة ألايكا.


    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    علي الشوكي
    صحافي مصري
يعمل...