التشكيلي نعمت بدوي الجمال رسالتي والعمل الفني مسؤولية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التشكيلي نعمت بدوي الجمال رسالتي والعمل الفني مسؤولية

    الفنان التشكيلي بدوي "للجماهير"
    الجمال رسالتي والعمل الفني مسؤولية يتميز باختلافه وبساطته وعمقه الإنساني

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Al-Vanaan-1.jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	93.9 كيلوبايت 
الهوية:	25993

    عتاب ضويحي

    يعبر عن الواقع تفاعلا وانفعالا بمزيج متكامل مابين الإحساس والمسؤولية وقد تبدو لوحاته غامضة لكن الغموض فيها قريب ومفهوم وليس بغريب عن المتلقي لأنه من بيئته وواقعه، يشبه نفسه بالشجرة، جذوره مرتبطة بأرضه وطموحه يعانق السماء، على يده تعلم العشرات من الفنانين التشكيليين ممن لمعت أسماؤهم في الداخل والخارج، وكانت أعماله الفنية جزءا من المشهد التشكيلي السوري عامة والحلبي خاصة من خلال بصمته الخاصة.
    الفنان التشكيلي نعمت بدوي واحد من الفنانين التشكيليين ممن يعتبر اللوحة مسؤولية بالدرجة الأولى وليست مجرد حالة انفعالية وعزف بالألوان ليظهر جمالية موسيقا الروح.
    "الجماهير" التقت الفنان البدوي في حوار تناول مسيرته الفنية التي يزيد عمرها عن أربعين عاما، ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنان لتبدع عبر الريشة والألوان؟
    - إرادتي هي من تحرضني وتحركني فقد برمجت نفسي على العمل الدؤوب مؤمنا بأهمية الاستمرارية التي تدفعني للاكتشاف فالموهبة وحدها لاتكفي والعمل الفني عمل بصري لذلك لابد من التجريب والخلط بين مواد لم يسبق لها التجريب من قبل، ليعطينا حالة جديدة مميزة، أيضا عملي بمجال الترميم ساعدني في اكتشاف مايفيدني بعملي المعاصر.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Al-Vanaan-2.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	110.7 كيلوبايت 
الهوية:	25994
    - الفن لغة الإحساس والإحساس لغة التواصل كيف يستطيع الفن تقديم هذه اللغة بعيدا عن الابتذال؟
    الفنان قبل كل شيء إنسان وبيئته الحاضنة وتربيته تنعكس من خلال علاقته بنفسه وبالآخرين أولا وبالفن ثانيا. والفنان برأيي لايصل لمرحلة الابتذال إلا عندما يكون مصابا بجنون العظمة أو الاستهتار، وكل فنان مسؤول ولوحاته تحمل بصمته الشخصية تجاه نفسه والمجتمع ورسالتي كفنان إيصال الجمال وإظهاره رغم القباحة المحيطة به.
    - كيف استنبطت الجمال رغم القباحة التي خلفتها الحرب على بلدنا؟
    كثير من الفنانين صوروا الحرب بما فيها من دمار وخراب، أنا لم أستطع تجسيد هذا الشيء المؤلم ولم استطع أن أرد على القباحة بقباحة أخرى لأنني بذلك أساهم في إظهارها، لكن لم اتغاض عن واقعي إنما اتخذت من دائرتي الصغيرة "عائلتي" محور لوحاتي فرسمت أفراد عائلتي بحالات إنسانية مختلفة مثلا لوحة "رسائل إلى العالم" ترجمت الواقع المعاش من خلال رسم ابنتيي "ياسمينة وجوري" واحدة تحمل طيارة ورقية والثانية زورقا صغيرا للدلالة على السفر والهجرة وهو ماعشناه بالفعل.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Al-Vanaan-3.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	67.6 كيلوبايت 
الهوية:	25995

    - نرى في لوحاتك أنسنة للطبيعة وخاصة الشجرة ما الغرض؟
    الشجرة قريبة من شكل الإنسان وقريبة مني خاصة فجذورها تعني الارتباط وجذعها الثبات وأغصانها المتفرعة العطاء. وكذلك الإنسان، أحيانا أرسم الشجرة على شكل امرأة أو رجل وأحيانا أخرى أرسمها جافة متيبسة لها تجويف في الوسط دلالة على عطش الإنسان وألمه وفقده مايرويه، وفي حالات أخرى عندما أكون في حالة من الحب أرسم شجرة بغنى أغصانها متصلة بالسماء.
    - لوحاتك توحي حالة من الدهشة وتدفع المتلقي للتوحد معها ماتعليقك؟
    السبب لأن لوحاتي قريبة من المتلقي. لم أرسم فانتازيا أو شيئا مختلفا، في البداية رسمت الطبيعة بكل مفرداتها ثم انتقلت للمرحلة الواقعية لاسيما في ال12 سنة الأخيرة وحولت البعد الثالث إلى سطح للتركيز على الشخصية وجعلها نقطة جذب نتيجة تأثري بفن الأيقونة
    كما أن انتقالي من مرحلة الانفعال إلى النضوج والتحليل أخذ مني سنوات طويلة حتى أصبحت اللوحة مسؤولية وليست مجرد انفعال.
    - هل تعنون لوحاتك؟
    غالبا لوحاتي بلا عنوان لأن العنوان يوجه المتلقي لفكر معين ويذهب به نحو الكلمة، أفضل ترك المجال مفتوحا أمامه ليقرأ اللوحة كما يفهمها.
    - لوحاتك موجهة للنخبة أم للعموم؟
    على الفنان أن يقدم شيئا مختلفا فيه من الابتكار والإبداع مايجذب الشخص العادي والمثقف لنفس اللوحة، أعمالي تنوعت بين البسيط والمعقد ومابينهما، فرغم بساطة العمل إلا إنه ينطوي على عمق إنساني، وهنا تظهر ثقافة الفنان البصرية ومشاهداته وقراءاته.
    - رغم فطرية ألوانك إلا إنها تتعانق لتقدم جوا من الجذب والتأثير ما رأيك؟
    اللوحة تحمل مجموعة معادلات "لون، خط، موضوع" وعلى الفنان العمل عليها لجذب المتلقي، في لوحاتي أعتمد على التناقض ومزج الفاتح مع الغامق مع البعد الثالث كضوء الشمس وضبابية السماء لتصبح هناك بؤرة جذب لي أولا وللمتلقي ثانيا.
    - كيف يستطيع الفنان أن يقرب الناس للفن؟
    التعويل على العمل المؤسساتي وليس على الفنان وحده، في حلب كل مانراه محاولات خجولة لكن ليست كافية لتقريب المتلقي من الفن، الأمر يبدأ من المدرسة بتعزيز الفنون وتحفيزها لدى الأطفال بإعطاء حصتي الرسم والموسيقا أهمية لاتقل عن باقي المواد الأخرى لما فيهما من تهذيب للروح والنفس. لكن مايحدث مع الأسف الشديد تعويض حصة الرسم والموسيقا بمواد أخرة كالرياضيات واللغة العربية.
    - لو تحدثنا عن تجربتك في الترميم؟
    مرحلة مهمة جدا في حياتي الفنية فترميم الكنائس يعني ترميم لكنوز ورموز
    لها قيمة تاريخية كبيرة، رممت أنا وأخي بشير أعمال أوروبية ومحلية عمرها 300 عام، بالإضافة للعمل بأشياء جديدة، من بين الأعمال رسم جداري على قبة كنيسة السريان الكاثوليك وتعد من القباب الضخمة بمساحة 700م وارتفاع 11 م، وقيد الترميم الكاتدرائية المارونية بساحة فرحات إذ أنقذنا 50 بالمئة من الأعمال المهمة التي طالها التدمير نتيجة الأعمال الإرهابية أو سوء تخزين ومنها لوحة لفنان بلجيكي منذ عام "1820"إلى جانب أعمال جديدة تتناسب مع الإضافات الجديدة للكنيسة لرموز وشخصيات دينية.
    - أما زال الفن مصدرا للرزق؟
    أي عمل فني لابد له في النهاية أن يجد مقتنياً، لكن ظروف البلد الحالية وهجرة الكثير من المقتنين والفنانين أثر في بيع اللوحات كثيرا، لكن بعد تحرير حلب شهدنا تحسنا ملحوظا وأصبح هناك رغبة وتعطش للمعارض، ما فتح الطريق من جديد لعملية بيع اللوحات ووجود من يرغب باقتنائها.

    - في الختام ماذا تحب أن تقول؟
    رغم مؤشرات التراجع وصغر الدائرة التي يعيشها الفنان في الوقت الحالي إلا إنني متفائل رغم الضبابية، ومنسجم مع نفسي والواقع. وأتمنى للفن التشكيلي بسورية عامة وحلب خاصة أن ينفتح على العالم الخارجي وفيه من الإبداع ما يستحق أن يرى النور.
    نعمت بدوي في سطور
    فنان تشكيلي مواليد حلب 1963
    عضو اتحاد الفنانين التشكيليين
    أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة ومجموعات خاصة.
    مؤسس ومدرس بمركز رولان خوري له العديد من المعارض الفردية والثنائية مع بشير بدوي والمعارض المشتركة في القطر وخارجه ، أول معرض مشترك مع صديق له كان في عام 1977،وأول معرض فردي عام 1978 شارك ب33 لوحة.
    استمرت معارضه المشتركة مع أخيه بشير بدوي جداريات مشتركة في فرنسا وفينيسيا وإيطاليا.
    درس فن الأيقونة البيزنطية واليونانية في إيطاليا عام 2000،وكان يطمح مع أخيه إلى افتتاح مركز لتعليم الأيقونة الحلبية لكنه لم يبصر النور.

يعمل...
X