حب النكتة
وروح الدعابة المصرية
من مذكرات برنارد لويس
**************************
تقرأ المذكرات فتندهش من كثرة التجوال الذي عاشه برنارد في بلاد الشرق الأوسط، من تركيا إلى فلسطين والأردن، ثم زيارات متكررة إلى مصر، حتى إنه التقط روح النكتة المصرية، ويحكي عن النكت المتداولة فيها فيروي واحدة عن شغف عبد الناصر بسماع النِّكات، ويروي في المذكرات قصة تفيد بأن عبد الناصر ضاق ذرعًا بهذه النكات المنتشرة عنه، وقرر أن يضع لها حدًّا، استدعى مدير الأمن وطلب منه أن يلقي القبض على الشخص المسؤول عن تأليف هذه النكتة ونشرها بين الناس، بعد أسبوع حضر مدير الأمن إلى القصر الرئاسي مصطحبًا معه رجلًا كان قد أُلقي القبض عليه،
قال مدير الأمن:
«سيدي الرئيس، هذا هو المسؤول عن إطلاق النكات عنك)»، التفت إليه عبد الناصر، وقال له: ((هل حقًّا أنت المسؤول عن إطلاق وترويج كل تلك
النكت عني؟)».
فردَّ الرجل بالإيجاب، بدأ الرئيس عبد الناصر في سرد النكت واحدةً تلو الأخرى، وفي كل مرة كان يلتفت إلى الرجل ويقول له: ((هل أنت من أطلق هذه النكتة التي ذُكرت للتو؟»، فيرد الرجل بالإيجاب، في نهاية المطاف التفت إليه عبد الناصر، وقال له: ((أنت مصري وأنا كذلك مصري، أعتقد أنك تحب مصر كما أحبها أنا تمامًا، لماذا فعلت ذلك؟ أنت تعلم أنني جعلتُ مصر بلدًا حُرًّا عظيمًا يهابه الجميع»، عندها التفت إليه الرجل وقال: ((هذه النكتة ليست لي ولم أنشرها».
وينقل برنارد نكتة أخرى عن عهد السادات، إذ قال أحدهم: ((هل سمعت بالنقاش الذي دار بين غولدا مائير وأنور السادات؟ قالت له: بونجور فرد عليها: عبور))، في إشارة إلى تمكن القوات المصرية من عبور القناة. ((عند المساء قال لها أنور السادات: بون سوار، فردت عليه: دفراسوار»، في إشارة إلى الثغرة التي اقتحمتها القوات الإسرائيلية وعبرت من خلالها إلى الأراضي المصرية. واسم ((دفراسوار» لا يلتقطه المترجم ويترجمه بكلمة أخرى.
--------------------------
من كتاب #هوى_النفوس
لـ @Mo_aziz_hagin
وروح الدعابة المصرية
من مذكرات برنارد لويس
**************************
تقرأ المذكرات فتندهش من كثرة التجوال الذي عاشه برنارد في بلاد الشرق الأوسط، من تركيا إلى فلسطين والأردن، ثم زيارات متكررة إلى مصر، حتى إنه التقط روح النكتة المصرية، ويحكي عن النكت المتداولة فيها فيروي واحدة عن شغف عبد الناصر بسماع النِّكات، ويروي في المذكرات قصة تفيد بأن عبد الناصر ضاق ذرعًا بهذه النكات المنتشرة عنه، وقرر أن يضع لها حدًّا، استدعى مدير الأمن وطلب منه أن يلقي القبض على الشخص المسؤول عن تأليف هذه النكتة ونشرها بين الناس، بعد أسبوع حضر مدير الأمن إلى القصر الرئاسي مصطحبًا معه رجلًا كان قد أُلقي القبض عليه،
قال مدير الأمن:
«سيدي الرئيس، هذا هو المسؤول عن إطلاق النكات عنك)»، التفت إليه عبد الناصر، وقال له: ((هل حقًّا أنت المسؤول عن إطلاق وترويج كل تلك
النكت عني؟)».
فردَّ الرجل بالإيجاب، بدأ الرئيس عبد الناصر في سرد النكت واحدةً تلو الأخرى، وفي كل مرة كان يلتفت إلى الرجل ويقول له: ((هل أنت من أطلق هذه النكتة التي ذُكرت للتو؟»، فيرد الرجل بالإيجاب، في نهاية المطاف التفت إليه عبد الناصر، وقال له: ((أنت مصري وأنا كذلك مصري، أعتقد أنك تحب مصر كما أحبها أنا تمامًا، لماذا فعلت ذلك؟ أنت تعلم أنني جعلتُ مصر بلدًا حُرًّا عظيمًا يهابه الجميع»، عندها التفت إليه الرجل وقال: ((هذه النكتة ليست لي ولم أنشرها».
وينقل برنارد نكتة أخرى عن عهد السادات، إذ قال أحدهم: ((هل سمعت بالنقاش الذي دار بين غولدا مائير وأنور السادات؟ قالت له: بونجور فرد عليها: عبور))، في إشارة إلى تمكن القوات المصرية من عبور القناة. ((عند المساء قال لها أنور السادات: بون سوار، فردت عليه: دفراسوار»، في إشارة إلى الثغرة التي اقتحمتها القوات الإسرائيلية وعبرت من خلالها إلى الأراضي المصرية. واسم ((دفراسوار» لا يلتقطه المترجم ويترجمه بكلمة أخرى.
--------------------------
من كتاب #هوى_النفوس
لـ @Mo_aziz_hagin