إهتمام العرب بالري في العصر الإسلامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إهتمام العرب بالري في العصر الإسلامي

    إهتمام العرب بالري في العصر الإسلامي

    في العصر الراشدي والأموي زاد إهتمام العرب بالمياه أكثر وأكثر، فأقيمت عشرات السدود والقناطير والجسور والقنوات، غير حفر أنهار جديدة كليًّا وكل هذا لتطوير الأراضي الزراعية وتسهيل الفلاحة على المزارعين المسلمين

    حيث يروى أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان كان يبدي إهتماماً كبيراً بتنمية الزراعة ورفع مستوى إنتاجها، فكان يولي عنايته لتطوير وسائل الري، وإخصاب الأراضي عن طريق الاستعانة بأصحاب الخبرة والاختصاص من السكان المحليين

    كما أنشئ معاوية عددًا من السدود في الحجاز، منها بقي إلى اليوم كسدّ معاوية قرب المدينة المنورة.

    لكن معظم هذه المشاريع كان في الشام والعراق خصوصًا، نذكر بعضها هنا. فقد أقام يزيد بن معاوية قنوات تمتد من نهر بردى في دمشق، وحفر قناةً تمتد منه إلى الجبال المطلة على المدينة مثل نهر يزيد الذي أحيى القرى والمزارع الواقعة في المنطقة وروى المنازل والجواسيق التي تقع على ضفافه.
    لاحقًا في عهد هشام بن عبدالملك شهدت الدولة العربيّة أزهى عصورها من ناحية مشاريع البناء، فقد اهتم هشام بالزراعة خصوصًا أكثر من غيرها ومدّ القناطير من الفرات إلى الأراضي الزراعية وحفر أنهرًا مثل "نهر الهنيء" و"نهر المريء" الذان أُجريا إلى البادية السوريّة، مدحه جرير على إنشائهما؛

    وقد كان في القصور الاموية التي بناها هشام والأسرة الأموية جواسق ونوافير مياه صالحة للشرب

    [ تاريخ الدولة الأموية - إيناس حسني البهيجي ص ٢٦٩ - ٢٧٠ ]
    [ تاريخ الدولة الأموية - عمر سليمان عقيلي ص ٢٧٠ ]

    كان من عادة أمراء البيت الأموي عادة إنشاء وحفر الأنهر، مثل مسلمة بن عبدالملك الذي بنى مدينةً صغيرة في شمال الرقة وهي حصن مسلمة، بنى فيها صهريجًا ضخمًا مربّعًا يبلغ طول ضلعه 92م وعمقه 9 أمتار، ومثل سعيد بن عبدالملك الذي جدد مدينة الموصل وحفر نهر سعيد فيها كما حفر الحر بن يوسف الأموي نهرا آخر في الموصل

    [ الإدارة في العصر الأموي - نجدة خماش ص ٢٥٢ - ٢٥٣ ]

    وغير جهود أمراء البيت الأموي الحاكم أقام الولاة العرب من الصحابة وغيرهم في العصر الأموي كذلك مشاريع ري هندسية مماثلة

    فقد حفر الصحابي أبو موسى نهر الأبلة وحفر سعد بن أبي وقاص نهراً في الأنبار

    وقد حفرت عدة أنهار وقنوات في ولاية عبد الله ابن عامر منها نهر الأساورة ويعرف نهر عبد الله ونهر أم عبد الله ونهر نافذ ونهر مرة

    وأهتم الخليفة معاوية بن أبي سفيان بزيادة مساحة الأراضي المزروعة حيث سمح ولاة معاوية لأهل العراق بإحياء الأرض الموات

    [ الإدارة في العصر الأموي - نجدة خماش ص ٢٤٦ - ٢٤٧ ]

    وأنشأ زياد بن أبيه جسراً يمنع طغيان الماء على الكوفة مما وفر الفرصة لإستغلال أراضي كانت تعطل فترة من السنة نتيجة فيضان الماء عليها كما أعطى هذا المشروع فرصة إدخال زراعة النباتات المعمرة إلى تلك الأراضي بدلاً من افتقار الزراعة فيها على المحاصيل الموسمية
    كما نقل زياد خمسين ألف أسرة عربية عراقية من البصرة والكوفة من ذوي الخبرة الزراعية المشهورة إلى خراسان لتعميرها

    [ تاريخ الدولة الأموية - إيناس حسني البهيجي ص ٢٦٩ ]

    وحفر الحجاج بن يوسف الثقفيّ خلال ولايته على العراق أنهرًا كنهر الصين ونهر الزاب وأصلح سدود نهر دجلة والقنوات التي كانت تروي البطائح، كما حفر خالد بن عبدالله القسري في ولايته هو الآخر أنهار الجامع ونهر المبارك ونهر خالد لاستصلاح أرض البطائح في مشاريع كلفت الدولة 12 مليون درهم.

    [ الإدارة في العصر الأموي ٢٤٧ - ٢٤٨ ]

    وأما في مصر، فقد بنى عمرو بن العاص رضي الله مقاييسا في أسوان ودندرة وحلوان ثم بنى معاوية رضي الله عنه مقياسا بأنصنا ثم بنى عبدالعزيز بن مروان قنطرة في طرف مدينة الفسطاط عام 688م، وقام عبد العزيز كذلك ببناء مقياس لفيضان نهر النيل عند مدينة حلْوان بديلاً لذلك المقياس القديم الذي كان في مدينة “أَنْصِنَا”. وظل الأمر كذلك حتى قام أسامة بن زيد التنوخي ببناء مقياس آخر على جزيرة الروضة.

    [ الإدارة في العصر الأموي ص ٢٥٠ ]

    ولم تقتصر هذه المشاريع على الولايات القريبة فقط، فقد وصلت مع الفتوحات العربية المغرب حيث أقام الوالي عبيدالله بن الحبحاب 15 صهريج ماء في القيروان

    ونقل العرب تقنيات الري العربية الرافدينية والشامية واليمنية وعددا من النباتات مثل الأرز، والرمان السفري والزعفران والكتان وقصب السكر، القطن والقنب للمغرب وكانوا مهندسي الري في دولة الأغالبة مشارقة عرب

    [ الانجازات العربية في تطوير أساليب الري في بلاد المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط , د. عصام منصور صالح عبد المولى ص ٨١ - ٨٤ ]

    وفي السند أقام محمد بن القاسم الثقفيّ جسرًا فوق نهر السند

    وفي الأندلس قام السمح بن مالك الخولانيّ ببناء قنطرة مائية بقرطبة

    [ فتح الأندلس - لويس مولينا ص ٤٥ ]

    منقول
يعمل...