القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل أبو دلف العجْلي Dalf al-Ijli ... شاعر مجيد وفارس شجاع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل أبو دلف العجْلي Dalf al-Ijli ... شاعر مجيد وفارس شجاع

    دلف عجلي (قاسم عيسي)

    Dalf al-Ijli (al-Qassim ibn Issa ibn-) - Dalf al-Ijli (al-Qassim ibn Issa ibn-)

    أبو دلف العجْلي (القاسم بن عيسى-)
    (…-226هـ/…-840م)

    القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل، بن عجل بن لجيم من معد بن عدنان أمير الكَرَج وهي مدينة بين همذان وأصفهان يضاف إليها كورة. شاعر مجيد وفارس شجاع، اشتهر بجوده وكرمه، وجمع حسن الأدب إلى جودة الشعر.
    كان أبو دلف سيد أهله ورئيس عشيرته من عجل وغيرها من ربيعة، قلده الخليفة الرشيد وهو حدث السن أعمال الجبل، وكان أحد قواد المأمون والمعتصم، ومن أخبار شجاعته أن رفقة خرجت إلى مكة فيها القاسم بن عيسى، فلما جاوزت الكوفة حضرت الأعراب وكثرت تريد اغتيال الرفقة، فاضطرب القوم، وانفصل أبو دلف بأصحابه وعبأ عسكره ميمنة وميسرة وقلباً. فلما سمع الأعراب أن أبا دلف حاضر تركوا من غير حرب.
    ومن شجاعة أبي دلف أنه لحق أكراداً قطعوا الطريق في عمله، فطعن فارساً فنفذت الطعنة إلى أن وصلت إلى فارس آخر وراءه رديفة فنفذ السنان فيه فقتلهما فقال بكر النطاح الشاعر:
    ميل إذن نظم الفوارس ميلا
    يوم الهياج ولا تراه كليلا
    لا تعجبوا فلو أن طول قناته
    قالوا وينظم فارسين بطعنة
    وقد اجتمع على باب أبي دلف جماعة من الشعراء فمدحوه وتعذر عليهم الوصول إليه، ورفض مقابلتهم لضيق ألمّ به، و طلب منهم أن يعودوا في العام المقبل، وسيضاعف لهم الأعطية، فكتبوا إليه:
    أيهذا العزيز قد مسنا الدهـ
    ـر بضر وأهلنا أشتات
    وأبونا شيخ كبير فقير
    ولدينا بضاعة مزجات
    قلّ طلابها فبارت علينا
    وبضاعاتنا بها الترهات
    فاغتنم شكرنا وأوف لنا الكيـ
    ـل. وتصدق علينا فإننا أموات
    فلما وصله الشعر ضحك وقال: علي بهم فلما دخلوا قال: أبيتم إلا أن تضربوا وجهي بسورة يوسف. و إني والله لفي ضيق ولكني أقول كما قال الشاعر:
    لقد خُبّرتُ أن عليك ديناً
    فزد في رقم دينك واقض ديني
    ثم وجه غلامه فاقترض له عشرين ألفاً، وفرقها فيهم.
    وقد قال المأمون يوماً وهو مقطب لأبي دلف: أنت الذي يقول فيك الشاعر علي بن جبلة:
    إنما الدنيا أبو دلف
    عند معدلـه ومختصره
    فإذا ولّى أبو دلف
    ولت الدنيا على أثره
    قال أبو دلف: شهادة زور وقول غرور وطالب عرف وأصدق منه قول ابن أختي:
    دعني أجوب الأرض التمس الغنى
    فلا الكَرَج الدنيا ولا الناس قاسم
    فضحك المأمون وسكن غضبه.
    كان أبو دلف في جملة من كان مع الإفشين حيدر بن كاوس لما خرج لمحاربة بابك ثم تنكر لأبي دلف وأراد قتله، فاستنقذه، بأمر الخليفة المعتصم، الوزير ابن أبي دواد واصطنعه.
    ومن كرم أبي دلف أن جماعة من الشعراء اجتمعوا على بابه فكان يعد بأمواله من الكَرَج وغيرها فأتته الأموال، فبسطها على بساط من الجلد، وأجلس الشعراء حولها، وأومأ إليهم أن يأخذوا من الأموال ما شاؤوا.
    وكان أبو دلف متشيعاً مغالياً خالفه في ذلك ابنه دلف.
    وكان لأبي دلف جارية تسمى جنان يتعشقها وكان لفرط فتوته وظرفه يسميها «صديقتي» فمن قوله فيها:
    أمالكتي ردي علي فؤاديا
    ونومي فقد شردته عن وساديا
    ألا تتقين الله في قتل عاشق
    أمَتّ الكرى عنه فأحيا لياليا
    ولما ماتت رثاها بمراث حسان. ومات أبو دلف في بغداد.
    يوسف الأمير علي
    الموضوعات ذات الصلة:
    الإفشين ـ المأمون ـ المعتصم.
    مراجع للاستزادة:
    ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1992).
    ـ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد مجلد 12 (دار الكتاب العربي، بيروت).
    ـ ابن قتيبة الدينوري، عيون الأخبار (دار الكتاب العربي، بيروت).
يعمل...
X