الناقد سعد القاسم يكتب عن رسام الكاريكاتورالليبي محمد الزواوي .الفنان المميز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الناقد سعد القاسم يكتب عن رسام الكاريكاتورالليبي محمد الزواوي .الفنان المميز


    Saad Alkassem

    أنتم
    سعد القاسم
    قبل إحدى عشر سنة، ومع حلول ذكرى يوم النكسة فاضت روحه إلى السماء وكأنها لم تعد تحتمل حجم التآمر على القضية التي وهبها جلَ سنواته الخمس والسبعين، يمجد خلالها المقاومة، ويدين نهج الاستسلام ويسخر من مقولاته. إنه رسام الكاريكاتور الليبي محمد الزواوي أحد أهم فناني الكاريكاتور العرب، ولو جهله كثير من العرب..
    ولد الزواوي عام 1935 في ضواحي بنغازي، ثم انتقل إلى بنغازي للدراسة فيها بعد أن أتم سنته الدراسية الرابعة ببلدة الأبيار الداخلية واضطرته ظروفه الحياتية القاسية للعمل كرسام بالقسم السمعي والبصري التابع للمصالح المشتركة (النقطة الرابعة الأمريكية وعندما حلت المصالح المشتركة عام 1961، ضُم القسم السمعي والبصري لوزارة الأنباء والإرشاد، ثم انتدب عام1963 للعمل في مجلة (الإذاعة) بطرابلس كمخرج صحفي ورسام، وعلى صفحاتها خط أول رسومه الساخرة. وانتقل بعد ذلك لمجلة (المرآة) كمخرج ورسام إلى جانب نشر رسومه في معظم الصحف والمجلات الليبية. و في وقت لاحق خاض بنجاح مجال الرسوم المتحركة، ونفذ منها ما يزيد عن مئة دقيقة من أبرزها سلسلة أفلام يوميات (جحا الليبي).وقد شغف منذ البداية بالتأمل في مظاهر الشخصيات ومراقبة سلوكها مما أوقعه ببعض الإشكالات ودفعه بالتالي إلى وضع نظارتي شمس سميكتين على عينيه لإخفاء وجهتهما صارتا صفة مميزة له،وأكسبتاه مخزوناً كبيراً من النماذج الاجتماعية النابضة بالحياة واللصيقة بالواقع والتي منحت رسومه تلك الحيوية الواقعية رغم شدة سخريتها.وقد تناولت رسومه بشكل متواز المسائل الداخلية الليبية والقضايا العربية المصيرية وبشكل خاص قضية فلسطين،واتسمت كلتاهما بسخرية عميقة إلى حد الوجع أحياناً مع موقف جلي لا يخفي نفسه تجاه كل الظواهر والحالات التي يتطرق إليها بريشته الساحرة الساخرة..
    نشر الزواوي رسومه في كتابين ضخمين حمل الأول عنوان (الوجه الآخر) وسمى الثاني (أنتم) مهدياً إياه إلى أهله وأبناء وطنه،و كاتباً في تقديمه : « إليكم يا أنتم يا من أحببتكم كيفما كنتم وأينما كنتم » .كان العنوان فالتقديم يعبر عن انتماء عميق لناسه مهما بلغت شدة انتقاده لعادات اجتماعية معاقة ومعيقة، ولسلوك يتنافى مع الواجب،ولظواهر تنضح بالرياء والفساد والزيف.فهو يكره الخطأ ويحاربه لكنه لا يتعالى على الناس الذين ولد بينهم ومنهم وعاش معهم.ومن المؤكد أن أي حديث عن رسوم الزواوي لن يرقى إلى مشاهدتها، وقد يكون من الحمق وصف رسم بالكلمات وهو الذي يقوم أصلاً على اختزال الكلمات، وقد صار متاحاً اليوم مشاهدة جزء وفير من الإرث الكبير للزواوي على شبكة الانترنيت وهو ما لم يكن متاحاً خلال سنوات طويلة من إبداعه المتميز..
    شغلت قضية فلسطين جانباً هاماً من رسوم الزواوي، كان كأي صاحب ضمير حي يؤلمه الظلم الهائل الذي أوقع بأهلها، وكان يجد في دعوات الاستسلام تكريساً لهذا الظلم، فانتقد بحدة أصحاب هذه الدعوات، وسخر بسوداوية من موقف الغرب المنحاز إلى الجرائم الصهيونية والمتبني لها، رغم حديثه الذي لا ينتهي عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ولعل روحه لم تعد تحتمل هذا الدجل الغربي حين جاء الناتو بكوميدياه المفجعة إلى بلده تقتل الناس بدعوى حمايتهم، وتدمر البلد ومقدراتها. في طرابلس أغمض الفنان المولود في بنغازي عينيه على أكثر أشكال الواقع سخرية ومرارة، فيما طائرات الموت تحلق فوق رؤوس من أحبهم..
    كيفما كانوا وأينما كانوا.
    https://thawra.sy/?p=368446


    Jalal Shekho، Abdalrazzaq Moaz Jalal Shekho
    • مقالة جميلة ممتعة
      تم الرد بواسطة Saad Alkassem
يعمل...
X