إدريس شويكة لـ"العرب": تحويل المسرحية إلى فيلم مغامرة مثيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إدريس شويكة لـ"العرب": تحويل المسرحية إلى فيلم مغامرة مثيرة

    إدريس شويكة لـ"العرب": تحويل المسرحية إلى فيلم مغامرة مثيرة


    "لعبة الزواج" مشروع مسرحي وسينمائي يتتبع مؤسسة أساسية في المجتمع.


    مؤسسة الزواج بين المسرح والسينما

    يتناول المخرج المغربي إدريس شويكة موضوع الزواج بطرحين فنيين مختلفين، أحدهما من خلال خشبة المسرح والثاني بعدسة الكاميرات السينمائية، انطلاقا من إدراكه لأهمية هذه المؤسسة في المجتمع المغربي والتي تواجه الكثير من التحديات والأزمات.

    قدم المخرج إدريس شويكة العرض الأول لعمله المسرحي والسينمائي الجديد، “لعبة الزواج”، أواخر نوفمبر الماضي بالمركز الثقافي ليكسوس/باب البحر، بتنسيق مع جمعية إشعاع للثقافات والفنون، جمعنا به حوار لصحيفة “العرب”، تطرقنا فيه إلى مصدر الإلهام الذي خلق “لعبة الزواج” كعرض يجمع أبا الفنون والفن السابع.

    والعمل من إنتاج شركة “دي آر برودكشنز” وجمعية أكورا للفنون، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة.

    يقول المخرج شويكة “لقد كان ‘لعبة الزواج’ مغامرة فنية منعشة وغنية للغاية، وأنا ممتن لأنني تمكنت من مشاركة أفكاري حول هذا المشروع المتميز. إن الإلهام وراء هذا العمل المسرحي الذي حولناه إلى فيلم سينمائي متجذر في اهتمامي بالروابط الاجتماعية باعتبارها عوالم مصغرة معقدة للحياة البشرية، فالزواج بمراحله المختلفة من الحب الأول إلى الشيخوخة هو لوحة غنية بالعواطف والتحديات والتحولات وكانت رغبتي هي التقاط هذه التجربة العالمية وتقديمها بطريقة صادقة وواقعية ونقدية”.

    وأوضح أن فكرة العمل كانت “خلق حكاية سلسة تستمر على مدى عقود، وتكتشف الزواج بكل أبعاده من أولى عواطف الحب إلى الانفصال ومن تحديات الأطفال إلى الخلافات”، ويسعى عرض “لعبة الزواج” إلى رسم صورة ذات معنى لهذه المؤسسة الأساسية في المجتمع.


    العمل يكتشف الزواج بكل أبعاده من أولى عواطف الحب إلى الانفصال ومن تحديات الأطفال إلى الخلافات


    ونوه المخرج المغربي في حواره مع “العرب” بأن “الهدف من العمل هو تتبع القصة المركزية أي رحلة الزوجين عبر المراحل المختلفة للحياة الزوجية، من اللحظة السحرية للحب الأول إلى تعقيد الصراعات الزوجية، ومن السعادة المشتركة إلى وحدة الشيخوخة، كل مشهد هو مرحلة حاسمة في حياة الزوجين، ومن خلال هذه اللحظات أسعى إلى اكتشاف هشاشة الحب والزواج ومرونتهما وجمالهما المتأصل”.

    واستدرك “أما الرسائل التي أود إيصالها من خلال هذا العمل فهي متعددة، أولا: واقع الزواج المتغير الذي غالبا ما يكون بعيدا عن القصص الخيالية ولكنه مع ذلك ثمين، ومن ثم الحاجة إلى التفاهم والتواصل والقدرة على التكيف لتجاوز معا كل اضطرابات الحياة وأهمية تقدير كل لحظة، لأن الحياة سلسلة من الفصول والزواج من أهم ركائزها”.

    وتطرق شويكة إلى عملية تحويل العمل المسرحي إلى فيلم سينمائي قائلا “لقد كانت عملية تكييف ‘لعبة الزواج’ بين التشخيص فوق خشبة المسرح والعرض السينمائي مغامرة مثيرة، فالمسرح يتيح القرب المباشر من الجمهور، بينما توفر السينما إمكانية الانغماس البصري الأكثر تفصيلا ويكمن التحدي الرئيسي في الحفاظ على العلاقة الحميمة العاطفية مع استغلال الإمكانيات البصرية للسينما، ويتطلب هذا معالجات دقيقة بين العرض المسرحي والتقطيع الفني لخلق تجربة سينمائية غامرة مع الحفاظ على الجوهر المسرحي وهذا أمر ليس باليسير“.

    ويضيف “في عملية تعزيز المشاهد سعيت في عملية الإخراج إلى تسليط الضوء على حميمية اللحظات التي يتقاسمها الثنائي، ولقد تم استخدام عناصر ديكور رمزية وعناصر إنارة مركزة قصد إبراز التحولات الزمنية والتأكيد عليها، كما تم تركيز الاهتمام على التفاصيل العاطفية لأن هذا هو الحيز الذي يكمن فيه الجوهر الحقيقي للزواج”.

    وشاركنا إدريس شويكة كواليس عمله مع فريق العمل موضحا “لقد كان التعاون مع فريق العمل أمرا بالغ الأهمية، فاختيار الممثلين اعتمد على قدرتهم على تجسيد العمق العاطفي للشخصيات، وعملنا مع الفريق التقني وعلى رأسه مدير التصوير ذو التكوين الصلب والتجربة الغنية في مجال التصوير السينمائي فاضل شويكة، يدا في يد لخلق جو بصري متماسك. ثم إن الإعداد والإنتاج لم يكونا خاليين من التحديات، فالانتقال من المسرح إلى السينما يتطلب فهما تفصيليا لديناميكيات الوسيلتين التعبيريتين، ولقد كان التنسيق مع الفريق التقني لضمان الانتقال السلس بين الصيغتين معقدا ولكنه ضروري، وتم التغلب على التحديات من خلال التخطيط الدقيق والتواصل المفتوح والشغف المشترك بالمشروع”.

    شويكة يشدد على أن عرض "لعبة الزواج" يمثل “استكشافا جريئا للزواج من خلال مرايا المسرح والسينما

    ويؤكد المخرج تأثير الأداء المسرحي على تجربة الجمهور بالموازنة مع العرض السينمائي قائلا “يوفر الأداء المسرحي القرب الفوري والتفاعل المباشر مع الجمهور، فكل أداء فريد في نوعه، مع طاقة واضحة يبذلها الممثلون على المسرح. ومن ناحية أخرى، يتيح العرض السينمائي انغماسا سينمائيا بصريا خاصا، فحجم اللقطات المقربة والمتوسطة خصوصا وزوايا الكاميرا يسهمان في تقديم تجربة مختلفة ولكنها بنفس القدر من القوة، ويوفر كلا التعبيرين فرصة فريدة للمشاركة العاطفية ولكل منهما فوائده المميزة”.

    ويقول شويكة إن “لعبة الزواج تتميز عن أعمالي السابقة بمعالجتها الزمنية والموضوعية، ففي حين أن مشاريعي السابقة ركزت في الكثير من الأحيان على لحظات محددة في الحياة، فإن هذا العمل ينسج شبكة سردية عبر عدة عقود، لكن بالنسبة لي الاستخدام المشترك للمسرح والسينما في العمل نفسه يمثل اكتشافا جديدا ومحفزا للسرد، فقد أتاحت لي التجارب السابقة المنجزة بنفس الأسلوب تطوير معرفتي في هذا الشأن”.

    وفي حديثنا عن اختيار الموسيقى أو التصوير السينمائي لدعم أجواء العمل يقول “لم نكن بحاجة إلى موسيقى أصيلة لهذا العرض، فالتقطيع الفني هو الذي شكل جانبا حاسما في جو العمل وتم تكييف التقطيع الفني للحفاظ على وتيرة آسرة مع السماح بلحظات مؤثرة من التأمل، وكان الهدف هو خلق الانسجام بين العناصر البصرية لتعزيز التأثير العاطفي”.

    ويختم إدريس شويكة الحوار بالحديث عن التفاعل مع الجمهور بين المسرح والسينما موضحا أن “من الطبيعي أن التفاعل مع الجمهور يتنوع بين المسرح والسينما، ففي المسرح تكون الطاقة التشخيصية لحظية وتؤثر في استجابة الجمهور بأسلوب مباشر على الأداء. أما في السينما فيتم توسيع التفاعل، وغالبا من خلال العروض والمناقشات بعدها، فالمفتاح هو إدراك هذه الاختلافات واحترامها والبقاء منفتحين على الطرق المختلفة التي يستجيب بها الجمهور للعمل”.

    ويشدد على أن عرض “لعبة الزواج” يمثل “استكشافا جريئا للزواج من خلال مرايا المسرح والسينما. إنه عمل يطمح إلى تصوير مدى تعقيد هذه المؤسسة وإثارة التعاطف العام وفتح حوارات حول الجوانب المتعددة للحب وحياة الأزواج. وآمل أن يجد هذا العمل صدى لدى الجماهير وأن يستمر في إثارة الأفكار حول الروابط الإنسانية التي تتجاوز الزمان والمكان”.


    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي
يعمل...
X