الشاعر والروائي المجري:دانييل لفانتي بال.الشعر هواء الحياة-حاوره:عاطف محمد عبدالمجيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر والروائي المجري:دانييل لفانتي بال.الشعر هواء الحياة-حاوره:عاطف محمد عبدالمجيد

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Screenshot_٢٠٢٤٠٤١٦-٠٨٢٧٤٠_Chrome.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	91.8 كيلوبايت 
الهوية:	203179
    دانييل لفانتى بال: الشِّعر هو الهواء الذي نحتاجه للحياة

    14 - أبريل - 2024


    دانييل لفانتى

    حاوره: عاطف محمد عبدالمجيد
    ولد الشاعر والروائي المجري دانييل لفانتي بال في العاصمة المجرية بودابست عام 1982، درس الأدب واللغتين المجرية والبرتغالية في الجامعة، وقد أصدر العديد من الكتب شعرا ونثرا. تلقى كتاباته رواجا كبيرا لدى الشباب في دولة المجر، كما يكتب للمسرح والسيرك. حصل لفانتي على العديد من الجوائز، وتُرجمت كتاباته إلى لغات عديدة، من بينها اللغة العربية. قام بترجمة هذا الحوار عبد الله عبد العاطي النجار، وهو واحد من أهم وأشهر مترجمي اللغتين المجرية والإيطالية في الوطن العربي، وقد ترجم عددا من أعمال لفانتي منها: لم نعش سدى، الحي الثامن، جيران القديسة ماجدولنا.

    □ بداية أود أن أسالك متى بدأت كتابة الشعر؟ وكيف كانت البداية؟
    ■ بدأت كتابة الشعر وأنا طفل صغير، وكان هذا غريبا نوعا ما، نظرا لكوني صغيرا، كان هذا تقريبا في عام 1995. كما أنني حينذاك بدأت أيضا كتابة حكايات للأطفال، وهذا بالطبع من وجهة نظر طفل، كانت الحكايات عن التنانين، عن الألعاب التي يقوم بها الأطفال، وما شابه ذلك، وكانت تلك القصص تمثل لي سعادة غامرة، وهذه هي البداية. في المرحلة الثانوية بدأت أكتب قصائد شعرية، تعبر عن المرحلة العمرية لتلك الفترة، التي كانت تتمثل في الحب ومشاعر الشباب.

    لا نكتب ونحن سعداء:

    □ أخبرني الكاتب العراقي جبار ياسين أننا لا نكتب ونحن سعداء، أي أنه لا بد من سبب للحزن يدفعنا للكتابة.. هل ترى أن هذا صحيح؟
    ■ لقد تحدثنا في هذا الموضوع المهم في إحدى الندوات الشعرية في معرض القاهرة للكتاب هذا العام 2023عمّن ومتى يُكتب الشعر، وفي أي ظروف، لكن الوضع بالنسبة لي مختلف قليلا، حيث اعتدت الكتابة عندما تتاح لي الفرصة، وأيضا طبقا للحالة المزاجية، وبالطبع يجب أن لا تكون كل الكتابات حزينة، ولا كلها سعيدة، حتى إن كانت الكتابات الحزينة هي الأكثر شيوعا.

    □ بدأت كتابة الشعر منذ عشرين عاما.. ماذا أخذت من الشعر؟ وماذا أعطيته خلال كل هذه السنوات؟
    ■ إذا كنت تريد منى إجابة مباشرة وسريعة فيمكن القول بأنه بفضْل كتابة الشعر، سافرت إلى دول كثيرة جدّا، وتمت ترجمة أشعاري إلى لغات عديدة، بدأت من البرازيل وأوروبا، وحاليا تراني هنا في مصر. أما إن كنت تبحث عن إجابة عميقة فيمكنني القول إن الشعر بالنسبة لي هو النفَس، أو الهواء الذي نحتاجه للحياة.

    □ أود أن نتعرف من خلالك على أبرز الآباء الروحيين للشعر في المجر؟
    ■ أولهم، الذي أحبه جدّا وأميل إلى قراءة أشعاره هو تشوكونيي فيتيز وهو شاعر ينتمي إلى الطبقات الراقية، كان معلما، وتتميز كتاباته بالبساطة الشديدة، السهل الممتنع، ومع ذلك كانت كتاباته ذات مضمون وسهلة الوصول إلى القارئ. حتى الآن لم أجد غيره في عصره يتميز بهذه الطريقة. ومن الأمور المؤثرة أنه توفي بعمر الاثنين والثلاثين عاما. الغريب أن أغلب شعراء المجر يرحلون في سن مبكرة! وهناك بتوفي شاندور وهو من أكثر شعراء المجر المحببين إلى قلبي، وكانت لأعماله الخصائص والصفات الشعرية نفسها، إضافة إلى هذا أيضا كان يعد ملك الأجناس الشعرية، كان بارعا في الجمع بين المعنى والأسلوب الجميل الشيق، وليس من السهل أن يُصنع هذا التجانس الفريد.

    □ كل شاعر يتمنى أن يكتب قصيدة يشعر حيالها بالرضا التام، يصل بها إلى قمة الإبداع فهل كتبت تلك القصيدة التي تجعلك تصل إلى هذا الشعور؟
    ■ نعم لديّ قصيدة أحبها جدّا ومتعلق بها، وقد بذلت فيها جهدا كبيرا لتظهر بشكل جيد جدّا، وما زلت سعيدا بها حتى الآن، وهي تتحدث عن الحب والمشاعر، وقد كتبتها في مصر في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2011 في قطار الدرجة الثالثة في رحلة لي من القاهرة إلى الإسكندرية.

    □ أنت شاعر، ما الذي جعلك تكتب الرواية؟ ألم تجد في القصيدة المساحة الكافية لتعبر عن جميع أفكارك وما في داخلك، فاتجهت لنوع أدبي آخر لتتمكن من خلاله التعبير عن كل أفكارك؟
    ■ صحيح أنني بدأت كشاعر، أول كتاباتي كانت شعرا، لكن لديّ الكثير من المسرحيات التي تم تنفيذها على خشبة المسرح تبلغ تقريبا حوالي 25 مسرحية، لقيت جميعها نجاحا كبيرا. وبهذه المناسبة أود أن أقول إنني أحيانا وأثناء القيام بعملي تأتيني فكرة وأظل أبحث عن أفضل صورة يمكن أن تخرج بها تلك الأفكار، وهل من الأفضل لفكرة ما أن تظهر في شكل شعري أم في قصة أم أن الأفضل لتلك الفكرة أن تظهر في شكل عمل مسرحي.

    □ في بعض بلدان الوطن العربي يوجد مثل يقول إن «صاحب باليْن كذاب» بمعنى أنه لا يمكن لشخص القيام بعمل أشياء عديدة بالجودة نفسها، أو بمعنى آخر لا بد من وجود نواحٍ للقوة وأخرى تكون أضعف؟
    ■ لكي أكون صريحا معك، هذا الكلام يقال عندنا في المجر أيضا، أي أن من يكتب شعرا جيدا، لا يستطيع كتابة قصص بالجودة نفسها، لكنني أتمنى أن أكون حالة استثنائية لتلك المقولة، ولا يمكنني القول إن كنت كذلك أم لا، لأن في هذا الأمر يكون الحكم للقارئ، ونحن نكون في محكمة القارئ/ الجمهور، يمكن أن يقول هل حققت النجاح في الاثنين أم لا.


    الأدب المجري:

    □ هل طالعت أدبا غير الأدب المجري؟
    ■ نعم أطّلع على آداب وأشعار وكتابات أجنبية كثيرة، نظرا لكوني أجيد ست لغات، وقرأت بتلك اللغات: البرتغالية، الإنكليزية، الفرنسية، وغيرها، وأيضا تمت ترجمة عدة أعمال لي إلى لغات أخرى.

    □ يقال إن لكل شاعر أنثى ملهمة تجعل الكتابة والشعر يستيقظان في داخله، فمن هي الأنثى التي تلهمك كتابة الشعر؟
    ■ بالنسبة لي كان لديّ العديد من الملهمات المحبات، لكن قصتي انتهت معهن سريعا، ويمكن أيضا القول إن صاحبة الحب الحقيقي في حياتي توفيت وفارقت الحياة، ودفن حبي معها في القاهرة.

    □ أي كاتب يحلم بالحصول على جائزة كبيرة، وأفضل الجوائز هي جائزة نوبل، فهل حلمت بها سواء كانت في الشعر أو الرواية؟
    ■ لا أكتب من أجل الحصول على جائزة، ولا أخفيك سرّا أنني إلى الآن لم أحصل على أي جائزة من بلدي المجر، سواء كان هذا في المسرح أو الدراما أو في الشعر. ومع هذا فقد حصلت على تكريمات وجوائز عديدة من البرازيل والبرتغال، وعلى جائزتين كبيرتين جدّا من رومانيا وصربيا، لكن في بلدي لم أحصل على جوائز، لذا أجد أنهم تأخروا ولا أحتاج لشيء منها.

    □ هل يعنى كلامك هذا أن المجر لا تقدر كتابها ومبدعيها؟
    ■ صحيح لم أحصل على جوائز في المجر، مع أنني حصلت عليها من عدة دول أخرى، لكن ينبغي أن لا نعمم ونقول إنها لا تقدر كتابها وشعراءها، يوجد لدينا العديد من المؤسسات والجمعيات التي تقدم جوائز أدبية كثيرة.

    □ هل يمكنك أن تلخص لي تجربتك في الحياة وفي الكتابة؟
    ■ يمكنني أن أقول مثلما يحمل عنوان أحد دواويني «لم نعشْ سُدى» أي يجب أن لا يعيش الإنسان بلا هدف أبدا.
يعمل...
X