أكبر عملية نصب في التاريخ ، الرجل الذي باع دولة كاملة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أكبر عملية نصب في التاريخ ، الرجل الذي باع دولة كاملة !

    أكبر عملية نصب في التاريخ ، الرجل الذي باع دولة كاملة !

    في عام 1822 م،
    كان الجنرال "جريجور ماكجريجور" الذي ولد في 24 ديسمبر 1786، مواطن وجندي اسكتلندي ومغامر ومحتال تمكن من الحصول على ثقة المستثمرين البريطانيين والفرنسيين في بويس، وهي أرض خيالية في أمريكا الوسطى زعم أنه كان يحكمها.

    وقامت فكرة احتيال "جريجور"، بعد أن تصاعدت موجة هجرة الأوروبيين إلى الأمريكتين عقب اكتشافهما، وتصاعد حلم الأرض الجديدة، وأملاك يعيش عليها البشر لأول مرة، فيستفيدوا من نقائها، ويستغلوا ثرواتها، ويؤسسوا جذوراً جديدة لهم.

    فقام جريجور باللعب على هذا الوتر، وبدأ في الادعاء بأنه يعيش أميرا على أرض تشبه الجنة لا يوجد عليها سواه، والتي قام باكتشافها هو على طول النهر الأسود في هندوراس.

    وبدأ جريجور في حبك قصته، فبدأ برسم لوحات لها من نسيج خياله، جمع فيها كل ما يرغب الأوروبيون في أن يجدوه في أرضهم الجديدة، من مناظر طبيعية وشمس وبحر وجبال شاهقة، ولم يكتف بذلك، بل قام بتأليف كتاب عن تلك الأرض وقام بنشره وتوزيعه تحت اسم كاتب مستعار.

    وقام جريجور بعملية ترويج واسعة لأرضه الجديدة التي أطلق عليها "بويايز"، مناديا بالهجرة إليها، مستنداً إلى الرسومات والكتاب الذي من المفترض أن كتبه كاتب بعد أن أبهرته الأرض بجمالها، إضافة إلى نشره لإعلانات للهجرة إليها في الصحف.

    وتأكيداً لقصته، امتد خيال جريجور الواسع إلى طبع عملات ورقية عليها شعار مدينة "بويايز"، كي يقنع الناس بأن هناك بلداً ولها عملتها الخاصة.

    خطة جريجور نجحت بالفعل، وتمكن من جمع 200 مليون جنيه إسترليني، وهى ثروة طائلة في تلك الفترة الزمنية العتيقة، وبلغت قيمة سنداته 3.6 مليار جنيه إسترليني.

    وفى سبتمبر من 1822 توجهت أول سفينتين تحملان 250 راكباً إلى الأرض الأسطورية لبداية الحياة على أرض الجنة، ولكن عقب وصولهم لم يجدوا ما روج له جريجور، ولكنهم وجدوا أنفسهم في أرض قاحلة بهندوراس.

    وبسبب سوء الحالة النفسية والأوضاع المعيشية في أرض بويايز مات ثلثا المسافرين بعد شهرين من وصولهم "أرض الجنة"، أما الثلث المتبقي أنقذته البحرية البريطانية على سبيل الصدفة، ففضح أمر جريجو.

    وتمكن جريجور من الفرار إلى فرنسا قبل أن يستطيع ثلث المهاجرين إلى جمهوريته المزعومة فقط من العودة بعد أن أنقذتهم سفينة مارة ونقلتهم إلى مدينة بليز، كما قامت البحرية البريطانية باستدعاء السفن الخمس الأخرى للمهاجرين قبل وصولها إلى وجهتها.

    وفي غضون أشهر، كان لديه مجموعة جديدة من المستثمرين في فرنسا مستعدة للذهاب إلى بويس إلا أن فرنسا كانت أكثر صرامة من بريطانيا إلى حد ما في أوراق جواز السفر، فعندما رأت الحكومة سيلاً من الطلبات للذهاب إلى بلد لم يسمع به أحد، شكلت لجنة للتحقيق في الموضوع.

    تم تقديم جريجور إلى المحكمة الفرنسية بتهمة الإحتيال في عام 1826، ولقد حكم عليه بالسجن لمدة 13 شهراً. وسرعان ما نقل ماكجريجور عائلته إلى لندن، حيث تلاشت الضجة التي أعقبت عودة الناجين من بويس.

    ألقي القبض على ماكجريجور فور عودته إلى بريطانيا وتم احتجازه لمدة أسبوع ومن ثم إطلق سراحه بدون تهمة. وعقب خروج غريغور من السجن سافر إلى كاراكاس فى فنزويلا ومات هناك عام 1845، وظلت بويايز أرضاً قاحلة لم يقطنها أحد ولكنها كانت أغلى أرض على الإطلاق.
يعمل...
X