المخرج سعيد الناصري ...أعمالي السينمائية والدرامية كلها اجتماعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المخرج سعيد الناصري ...أعمالي السينمائية والدرامية كلها اجتماعية

    المخرج سعيد الناصري لـ"العرب": أعمالي السينمائية والدرامية كلها اجتماعية


    المخرج المغربي يرى أن الوسط الفني يعمل بطريقة عكسية.
    السبت 2024/04/06
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    مخرج يهتم بالقضايا الإنسانية

    الرباط - تدور أحداث فيلم “نايضة” للمخرج المغربي سعيد الناصري حول شخصية سعيد وأصدقائه القادمين من حي صفيحي في الدار البيضاء، يفتقرون لأبسط الحقوق، وعندما يحاولون إيصال مطالبهم إلى رئيس الحكومة ولا يتلقون ردا يتخذون خطوة جريئة ويختطفون مجموعة من الدبلوماسيين والشخصيات السياسية كرهائن، الأمر الذي يحولهم عن غير قصد إلى إرهابيين، ويضعهم في ورطة خاصة عندما تخرج الأمور عن سيطرتهم.

    العمل من سيناريو سعيد الناصري وتمثيل كل من سعيد الناصري ورفيق بوبكر وإلهام واعزيز وعبدالحق بلمجاهد وعبدالكبير حزيران وعبدالكبير الركاكنة. كما تعرض للمخرج على قناة “شدى تي في”، ضمن برامج رمضان 2024، سلسلة “نائب الرئيس” التي تتحدث عن أب أرمل يعيش عدة تحديات بعد وفاة زوجته، إذ يحاول التوفيق بين دوره كأب لثلاثة أطفال، وبين مهنة نائب رئيس مجلس المدينة، خاصة أنه شخص نزيه ويحاول الابتعاد عن الدخول في دائرة الفساد الإداري. والمسلسل من سيناريو سعيد الناصري وبطولته إلى جانب كل من نعيمة إلياس وصلاح الدين بنموسي وإلهام واعزيز ومحمد عزام وكريمة أوساط.

    ويقول المخرج إن “الرسالة من فيلم ‘نايضة’ هي تسليط الضوء على الواقع الاجتماعي لسكان أكبر حي صفيحي في الدار البيضاء اسمه كاريان الرحامة، إذ أن جزءا من سكانه من الشباب شاركوا معنا في العمل، والفكرة أنهم كانوا يطالبون بتغييرات من الحكومة التي صوتوا لصالحها، ومن بينها الدعوى إلى سكن لائق، فرفضت الحكومة قبول شكاياتهم، ما أدى إلى احتجازهم من قبل سكان الحي الصفيحي في الفندق الذي استضاف اجتماع الحكومة، فاضطرت الحكومة حينها إلى الاستجابة لمطالب السكان كنوع من المحاكمة بين الشباب والحكومة، وهذه النقطة تبرز غياب الحوار بين السلطات والمواطنين، وتؤدي إلى تصاعد التوتر والصراعات بينهم وخلق بلبلة الرأي العام الذي عرف مشاركة الصحافة التي نشرت الخبر على نطاق واسع حول الأحداث، من خلال تصوير الشباب على أنهم إرهابيون بينما هم يسعون لتحقيق مطالبهم بشكل سلمي".


    ◙ القطاع الفني في المغرب يحتاج إلى متخصصين في الميدان ولديهم تكوين ثقافي وفني ويحترمون أذواق الجمهور


    وحول عملية اختيار الممثلين للأدوار وما الذي جذبه في أداء كل منهم، يوضح أنه “تم التركيز أولا على مظهر الممثل ثم على أدائه، وكان للإخراج دور مهم في إعداد الممثلين، على الرغم من القيود المادية التي كان من الممكن أن تحسن جودة الفيلم، إذ تأثرت الإنتاجية بقلة الدعم الأمني الذي لم يوفر لنا الملابس والإكسسوارات الخاصة بالأمن الوطني، ما دفعنا إلى التعويض بالأمور المتاحة والإبداع البسيط لتغطية النقص في الموارد".

    وفي حديث عن الموازنة بين ما يهدف إليه الحوار وأداء الممثلين ورؤية المخرج، يقول "في عملية التصوير كان الحوار أكثر عفوية مما كان مكتوبا في السيناريو خاصة في أداء المواطنين، أما بالنسبة إلى أداء رئيس الحكومة فاعتمدنا على حوارات مكتوبة تتماشى مع الخطاب السياسي، فسعينا لتحقيق التوازن بين العفوية والالتزام بالنص المكتوب لكي ننقل رسالتنا إلى الجمهور بوضوح".

    أما التحديات الرئيسية التي واجهت المخرج خلال عملية الإنتاج وكيف تعامل معها، فيوضح سعيد الناصري لـ"العرب"، "عدم الحصول على الدعم سواء من الدولة أو من جهة الأمن الوطني التي كنا بحاجة إليها، اضطرنا للاعتماد على أنفسنا، كما واجهت صعوبة في تنفيذ مشاهد الشرطة بسبب عدم معرفتي لكيفية إدارة مثل هذه الأزمات في الفيلم، وكان من المفترض أن يكون هناك كوتش من الشرطة لمساعدتنا ولكن لم نتمكن من ترتيب ذلك، بالإضافة إلى رفض المركز السينمائي دعمنا بحجة أن الفيلم يحمل طابعا سياسيا، بينما كان الهدف الرئيسي للعمل هو التركيز على الجوانب الاجتماعية أكثر من السياسية".

    وحول النقطة الأكثر إثارة في الفيلم بالنسبة إليه كمخرج يقول “عندما يتصاعد الحوار بين الحكومة والشعب، حيث يتم طرح نقطة ضعف الشباب المتمثلة في الأسرة والحالة الاجتماعية بطريقة كوميدية وسلسة، خاصة عندما يتهم الشاب بأنه إرهابي وهو في الواقع مجرد مواطن بسيط يسعى لمساعدة والدته المريضة من خلال تحقيق مطالبه العادية، وهذه اللقطات مزجت فيها الكوميديا والتراجيديا، ولها دلالات شخصية بالنسبة إلي لأنني عانيت نفس المشكلة مع والدتي التي كانت مريضة بمرض السرطان، حيث لم أستطع توفير العلاج بسبب ضعف الإمكانيات، بالإضافة إلى أنه من الصعب أن تكون مخرجا وممثلا في نفس الوقت لتنسيق أدوار كهذه بشكل معقول".

    ويتابع “هي أحداث واقعية تطرح الحالة الاجتماعية لأكثر من 300 ألف مواطن مازالوا يقطنون أحياء الصفيح ويعيشون في ظروف قاسية بينما نحن مقبلون على احتضان بطولة كأس العالم، فهذه الفكرة الواقعية التي جمعت بين التراجيديا والكوميديا تجعل الأحداث معقولة ومقبولة، وهذا ما يميز العمل عن باقي أعمالي السينمائية الأكثر شهرة، فشعبيته تعكس أنه عمل من الشعب وإلى الشعب".

    ◙ رسالة فيلم "نايضة" هي تسليط الضوء على الواقع الاجتماعي لسكان أكبر حي صفيحي في الدار البيضاء اسمه كاريان الرحامة

    وفي نقاش حول إمكانية إنتاج الجزء الثاني لـ"عبدو عند الموحدين"، ونقصد عبدو عند المرابطين أو المرينيين، يكشف لنا الناصري قائلا "فعلا كتبنا فيلم 'عبدو عند المرينيين' وقدمناه مرتين للحصول على الدعم وللأسف الشديد لم تكن اللجنة موفقة في اختيار العمل، وبطبيعة الحال لديهم تعليمات بأن يعطوا الدعم فقط للأقرب من زملاء المصالح، وحتى الآن لم نعرف لماذا لم نحصل على الدعم لإنتاج هذا العمل، وهو فيلم سينمائي ضخم جدا، وأنا متأكد من أن اللجنة لم تقرأ السيناريو، بل اكتفت بقراءة الملخص، خصوصا أن الفيلم يتحدث عن جزء من تاريخ المغرب في مرحلة المرينيين وتحديدا في عهد أبوعنان المريني".

    ويرى المخرج المغربي أن الوسط الفني يعمل بطريقة عكسية، إذ يقول "لا يمكننا أن نتحدث عن وسط فني يسيره أشخاص ليسوا من أهله، فالقطاع الفني في المغرب يحتاج إلى متخصصين في الميدان ولديهم تكوين ثقافي وفني ويحترمون أذواق الجمهور، أما الفنان فهو مجرد مسير ومغلوب على أمره، فالكثير منهم يتعرضون للإقصاء لأنهم رفضوا التطبيل للتفاهة".

    ويضيف "ليست هناك صناعة سينمائية في المغرب، وهذا ما يبعدنا عن التقدم، بالإضافة إلى ذلك فإن إدارة القطاع السينمائي من قبل وزارة فاشلة لن تأتي بنتيجة، نأخذ على سبيل المثال القاعات السينمائية التي تم فتحها مؤخرا، فهي ليست سوى مسارح عادية تم تجهيزها بشاشات بسيطة، وهذا لا يعتبر تطويرا حقيقيا للصناعة السينمائية، فنحن بحاجة إلى من يفهم الميدان السينمائي بمهنية، ويستمع إلى مطالب الجمهور والرواد، ويعمل على تطوير القطاع بشكل حقيقي لا بشكل تطبيلي ينفخ في إنجازات ظاهراها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب".

    ويحدثنا المخرج سعيد الناصري عن آخر أعماله السينمائية والتلفزيونية قائلا "نعم، حاليا نحن في مرحلة التصوير لفيلم كوميدي في فاس عنوانه ‘المدجة’ بالأمازيغية، والذي يستند إلى أسطورة ترتبط بالتاريخ الأمازيغي في المغرب، بالإضافة إلى ذلك يتم حاليا عرض مسلسل ‘نائب الرئيس'".

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي
يعمل...
X