الممثل يلعب دورا مهما في رفع الوعي حول القضايا الاجتماعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الممثل يلعب دورا مهما في رفع الوعي حول القضايا الاجتماعية

    أمين الناجي لـ"العرب": الممثل يلعب دورا مهما في رفع الوعي حول القضايا الاجتماعية


    تجسيد الأدوار يرتبط ارتباطا وثيقا بما هو نفسي وشخصي لدى الممثل.
    السبت 2024/03/16

    شخصية ذات تركيبة نفسية معقدة

    يخوض الممثل المغربي أمين الناجي الماراثون الرمضاني عبر المشاركة في مسلسلين هما “بنات الحديد” و”دار النسا” مجسدا أدوارا تتحداه وتبرز موهبته، وهو في هذا الحوار مع “العرب” يوضح تفاصيل اختياره للشخصيات وأهم التحديات التي تواجهه في الدراما المغربية.

    الرباط - في عالم المسلسلات الرمضانية تبرز شخصية الإنسان الطموح كنقطة تحول مهمة في تجربة المشاهدين، حيث تعكس قصة شخصية تواجه التحديات بشجاعة وتسعى بجدية نحو تحقيق أهدافها وأحلامها، مما يثير إعجاب الجمهور بها، إذ أن مشاهدة شخصيات تتمتع بالطموح والإصرار يمكن أن يحفز المشاهدين لمواصلة السعي وراء تحقيق آمالهم وأهدافهم، سواء في الواقع أو في المجال الفني ذاته.

    فالشخصيات المحفزة على العيش الإيجابي ليست مجرد تقديم قصة فردية، بل تمثل رمزا للقيم الإنسانية الأساسية كالإصرار والتفاؤل، وتعكس الثقة في القدرة على تحقيق الأهداف، وبالتركيز عل تقديم هذا النوع من الأدوار، يقدم منتجو المسلسلات للجمهور نماذج إيجابية يمكنهم الاستلهام منها والتعلم من تجاربها.

    وفي هذا السياق، كان لصحيفة “العرب” لقاء مع أحد أبطال مسلسل “بنات الحديد” ومسلسل “دار النسا” الطموحين، الممثل المغربي أمين الناجي المشارك في مسابقة دراما رمضان الحالي ليحدثنا عن أدواره المختلفة.

    تدور أحداث مسلسل “بنات الحديد” للمخرج علاء أكعبون في إطار درامي اجتماعي حول فاطمة، وهي شابة من وسط فقير تمتاز بقوتها وعزيمتها في تخطي صعاب الحياة، إذ أنها تعمل في مهنة والدها المتمثلة في بيع لوازم السيارات المستعملة.

    كل شخصية أقوم بتجسيدها تترك أثرا عميقا، سواء بوعي أو دون وعي، إذ تبقى لديّ آثار الأدوار السابقة

    العمل من سيناريو فاتن اليوسفي، وتشخيص كل من فاطمة الزهراء بناصر، وابتسام العروسي، وأمين الناجي، وعادل أبا تراب، وسلوى زهران، وجميلة الهوني.

    ويعرض هذا المسلسل في مسابقة دراما رمضان على القناة الثانية المغربية، ويحقق نسبة مشاهدة معقولة.

    في حواره مع “العرب” يقول الممثل المغربي أمين الناجي عن شخصيته في هذا المسلسل “شخصية سليمان في ‘بنات الحديد’ هي شخصية تعبت من العيش تحت جناح نسيبه (أب زوجته) وقرر في يوم ما أن يخرج ويطير بجناحيه ليحقق أحلامه وأهدافه بعيدا عن أب زوجته، إذ يبني بيته بنفسه وينقل زوجته وابنه، فهو شخصية طموحة يعرف بالضبط من أين جاء وإلى أين يذهب، ويقاتل من أجل تحقيق أحلامه، رغم أنه تائه بين ماضيه وحاضره، إذ أن تركيبة شخصيته النفسية معقدة ومليئة بالتداخلات والضغوطات، جزء منها من الماضي وجزء يعيش معه تحت ضغط أبي زوجته”.

    وعن التحديات التي واجهته في تجسيد دوره في هذا المسلسل يقول “التحدي الأول والأكبر هو تركيب شخصية مختلفة تماما عن الشخصيات السابقة التي قمت بتجسيدها في أعمال أخرى، والتحدي الثاني هو الضغط أثناء عملية التصوير، وهو أمر طبيعي جدا في هذا المجال، ولكن يجب أن يظل التركيز على أداء المشاهد هو الأساس، ليحافظ الممثل على هدوئه وسط الضغوط التي يواجهها خلال عملية التصوير بشكل عام، فالهدف كان تقديم الدور بشكل متقن واحترافي وتحقيق رؤية المخرج بأفضل شكل ممكن”.

    ويشاركنا الممثل المغربي الأثر العميق الذي تتركه الشخصيات السابقة التي أدى أدوارها وساهمت في تطوره الشخصي منوها “بالتأكيد، كل شخصية أقوم بتجسيدها تترك أثرا عميقا، سواء بوعي أو دون وعي، إذ تبقى لديّ آثار الأدوار السابقة، حيث يتطلب تحضير كل شخصية شهورا من البحث النفسي والاجتماعي والاقتصادي والمهني، فعندما تعيش مع شخصية لمدة طويلة يصعب ألا تتأثر بتجربتها، لأن تجسيد الأدوار يرتبط ارتباطا وثيقا بما هو نفسي وشخصي، لذلك فأنا كممثل آخذ من شخصيتي لأطعم الشخصية التي أود لعبها بصورة أفضل”.

    وفي نقاشنا حول كيفية استعداده نفسيا لتقديم دور يتعلق بالأعمال العائلية وتجارة الخردة، يوضح أمين الناجي “بتبني البرودة التي تتميز بها هذه البيئة المتمثلة في بيع أجزاء السيارات المضروبة، حاولت أن أستخدم هذه البرودة كحجر أساس وأبني عليه شخصية سليمان في كافة جوانبها، إذ قمت بالبحث مع تصور المخرج وبدأت في دراسة الشخصيات التي قمت بتجسيدها من قبل، لأضع قالبا نفسيا للشخصية الجديدة التي سأؤديها في مسلسل ‘بنات الحديد’، وهذا الجانب من عملية تركيب الشخصيات هو ما أجده مثيرا للاهتمام”.


    التحدي الأول والأكبر هو تركيب شخصية مختلفة تماما عن الشخصيات السابقة التي قمت بتجسيدها في أعمال أخرى


    ويشاركنا الناجي المواقف الصعبة التي تعترض الممثل، فيقول “بالطبع، تعاملت مع هذه المواقف بطريقة إيجابية وبأنانية بناءة، حيث كان تركيزي الأساسي على تقديم أداء عالي الجودة للدور الموكل إليّ، إذ كان هذا النهج الإيجابي والتفاني في الأداء يساهمان في إثارة الإلهام وتشجيع فريق العمل بأسره، سواء الفني أو التقني، وبالتالي تمكننا من تجاوز التحديات وتقديم الأفضل في كل مرة. ومن الطبيعي أن يستفيد الممثل من تجاربه السابقة، فكوني ممثلا لديّ دائما خبرات سابقة في تجسيد شخصيات مختلفة، وهذا يجعلني أتجنّب النمطية في أداء الأدوار، فتلك التجارب تدفعك دائما لتحدي نفسك وتركيب شخصيات جديدة لم تقم بها من قبل، وتطور كل شخصية تجسدها بشكل مستمر، مما يجعل كل شخصية مميزة عن الأخرى من حيث الأداء والبعد النفسي والاجتماعي والمهني، فهذه التجارب تمنحك مخزونا غنيا من النماذج التي تساعدك على تجنب التكرار والنمطية، وتزودك بمهارات جديدة في التعبير عن الشخصيات بشكل متجدد”.

    ويمكن للمشاهدين بسهولة التعاطف مع شخصية أمين في دور سليمان وفهم دوافعها وتحدياتها، ويقول الناجي عن ذلك “حاولت جاهدا أن أقدم للمشاهد شخصية لديها دوافع وتحديات وتقاتل من أجلها، سعيت لتقديمها بشكل يتعرف عليه المجتمع بسهولة، على أساس أنها جزء من مكونات المجتمع التي يمكن للمشاهد البسيط التعاطف معها بشكل عفوي، ولكن تركيزي لم يكن فقط على جذب تعاطف المشاهدين، بل كان الأهم هو تقديم شخصية تحكي قصتها بشكل مقنع، وتعكس التحديات التي تواجهها بطريقة واقعية، مما يسهل على المشاهدين فهم دوافعها وتحدياتها والتعاطف معها. وبالنسبة إلى شخصية سليمان، كانت كل اللحظات مميزة بالنسبة إليّ، سواء على مستوى الحوارات، أو المشاهد، أو حتى الحركات، حيث تمثل كل مرحلة في تركيب شخصية سليمان تحديا وفرصة للتميز في الأداء”.

    ويلعب الممثل دورا هاما في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية مثل التجارة السوداء وتوعية المجتمع، و يشير أمين الناجي إلى هذا بقوله “يعتبر الممثل هو الناطق باسم المجتمع وله دور كبير في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، إذ يجب على الممثل أن يكون واعيا ومسؤولا، وأن يفهم تماما الموضوعات التي يعمل عليها، حتى يتمكن من نقلها بأمانة إلى الجمهور، وبالتالي فإن الممثل يلعب دورا مهما في توعية المجتمع ورفع الوعي حول القضايا الاجتماعية المهمة”.

    ويضيف الممثل المغربي أمين الناجي في حواره مع “العرب”، من خلال مشاركته لنا لآخر أعماله التي ينتظرها الجمهور المغربي بالقول “بالتأكيد، هناك مسلسل آخر بعنوان ‘دار النسا’ من إخراج سامية أقريو والذي يضم مجموعة من الممثلين الرائعين، مثل نورة الصقلي وإدريس الروخ، وآمل أن ينال إعجاب الجمهور المغربي بالشكل الذي يتوقعونه”.


    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي
يعمل...
X