"ألين جوفروا".. فنانة فرنسية تجسد 94 عاما من عشقها للأمكنة والشوارع السورية.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "ألين جوفروا".. فنانة فرنسية تجسد 94 عاما من عشقها للأمكنة والشوارع السورية.


    "ألين جوفروا".. فنانة فرنسية تجسد 94 عاما من عشقها للأمكنة والشوارع السورية...
    --------------------------------------------------------------------------
    أقامت الفنانة التشكيلية أ"لين جوفروا"، المولودة عام 1930 لأب فرنسي وأم سورية من مدينة اللاذقية، معرضا في صالة "زوايا" للمعارض وسط العاصمة السورية دمشق،
    باسم "معرض لا يشيه غيره" حيث تُظهر لوحاتها ملامح التغيير في المدن وأزقتها.
    .
    وأنجزت الفنانة الفرنسية السورية لوحاتها معتمدة أسلوب الرسم في الشارع ضمن الواقع الحقيقي، لتكون لوحاتها شاهداً على أشياء مضى عليها الزمن،
    لوحات الفنانة جوفروا، التي قضت 65 عاما من حياتها في تجسيد الأمكنة في معظم أرجاء سوريا، تختزن عبقرية التغيير في المدن وأزقتها، فقد نذرت نفسها لتوثيق ذاكرة حاراتها التي لم تعد موجودة اليوم.
    .
    وباتت أعمال الفنانة الفرنسية مرجعا للتبدلات العمرانية التي طرأت على الأمكنة في المدن السورية، ومن ذلك، لوحاتها التي رسمتها بين عامي 1959 و1961 في مدن ومحافظات سوريا.
    .
    بعض نتاج جوفروا يصور مشاهداتها حول "معبد باخوس" في حي "الشحاذين" الأثري، والذي يعود إلى الفترة العثمانية وأزيل معظمه ويسمى حالياً حي "الأشرفية"، إلى جانب لوحاتها عن منطقة "القلاية" وبقايا حارة "القناصل" التي أزيلت اليوم وهي جزء من حي "العوينية" الحالي، وعن حي "البازار"، و"حمام القيشاني"، ومنزل "آل الحداد" في حي "الكاملية"، و"سوق القطن" و"دار نصري" التي لم تعد موجودة اليوم، وغيرها الكثير.
    .
    توجز جوفروا ذات الـ 94 عاماً عن خلاصة حياتها الفنية، بالقول: "أرسم منذ 65 عاماً، أحببت كثيراً ألوان الحجر، الألوان القديمة، رسمت الحارات القديمة في اللاذقية ودمشق وحلب وبانياس وطرطوس وحماة".
    .
    ولدت الفنانة ألين جوفروا في سوريا في مدينة اللاذقية لأب فرنسي وأم سورية، وأتمت دراستها الإعدادية والثانوية حيث تقيم، ثم انتقلت إلى لبنان وتابعت دراستها في فن التصوير والفنون التشكيلية ضمن صفوف الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت.
    .
    تمسكت الفنانة السورية الفرنسية بمدينتها حتى في أحلك لحظات الخوف من اجتياح التنظيمات الإرهابية للأرياف الشمالية لمحافظة اللاذقية، وعبرت بأنه يشدها إلى المكان حنين جارف ومشاعر متصارعة بين الحنين إلى ما محاه الزمن، وبين قبول التبدل كسمة للحياة البشرية.
    .
    تضيف جوفروا التي تعشق جمال الحارات والأزقة في سوريا: "كنت أعمل في الطريق، في إحدى المرات كنت أسير في أحد الشوارع، فشاهدت حارة قديمة لم أكن أعرفها من قبل، ذهبت للمنزل وأحضرت أدواتي وعدت إليها ورسمتها، هكذا بدأت وهكذا استمريت ولم أتوقف بعدها وأصبحت أدخل المحلات والحارات وأرسمها، وعندما سمعت أنهم يقومون بهدم المرفأ القديم في اللاذقية، قمت برسم كل تفصيل صغير فيه من بدايته حتى نهايته، واليوم أحتفظ بهذه الصور في منزلي".
    .
    عكفت الفنانة الفرنسية، على رسم الأحياء القديمة، كانت البداية صعبة لأن الجمهور لم يألف مشاهدة الرّسامين أمام الجدران القديمة، وفيما بعد، نشأت علاقة طيبة بينها وبين سكان المدينة القديمة في اللاذقية، وبات وجودها في الشارع مألوفاً لا بل ومحبّباً بين الناس.
    .
    شكّلت الفنانة الفرنسية بعملها الفنّي حالة فريدة قلّما نجدها بين مَن امتهنوا هذا النوع من الفن. احتفظت في ذاكرتها بالكثير من الصور الجميلة النادرة، واستطاعت عينها الثاقبة نقلها عبر الريشة إلى الورق، فكوّنت لنفسها وللمجتمع ذاكرةً بصرية نادرة اختزنتها عبر عقود من الزمن اختلفت فيها المدينة اختلافاً جذرياً، حارات قديمة اندثرت وشوارع جديدة افتتحت ومحال تجارية استحدثت.
    .
    يعد المعرض تاريخيا تبعا لحالة التوثيق التي قدمتها الفنانة عبر لوحات خطتها خلال 65 عاماً، جوفروا أحبت سوريا وشوراعها وأهلها، لذلك تميزت أعمالها بالبساطة التي نتجت عن جهد مبذول بدون تكلف، أحيت به عبقرية الجمال لأماكن كثيرة لم يعد لها وجود الآن".
    .
    يضم المعرض 60 عملاً استطاعت ألين جوفروا من خلالها توثيق عدد من شوارع اللاذقية ودمشق وحلب وطرطوس وحماة، إضافة إلى لوحات للطبيعة الصامتة وبعض البورتريهات الشخصية التي ملأتها بأحاسيسِ لا تنضب.
    بعد تخرّجها من دراستها الأكاديمية، وطيلة أربع سنوات، شاركت بمعارض جماعية نظمتها اليونيسكو، وحصلت على جائزة الرسم بالألوان المائية، ثم أكملت دراساتها في أكاديمية الفنون الجميلة في (روما - إيطاليا) متخصصة بالموضوعات التي تمثّل الشوارع والآثار القديمة، وكان لها عدة لوحات جسّدت فيها المدينة القديمة في روما.
    ------------------------------------------------------
    © Sputnik . Shams Melhem (بتصرف)





يعمل...
X