لنتذكر اعياد الميلاد مع الأديبة السورية: لينا هويان الحسن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لنتذكر اعياد الميلاد مع الأديبة السورية: لينا هويان الحسن

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	FB_IMG_1704628325720.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	77.4 كيلوبايت  الهوية:	185296
    #مرحبًا لذلك الجيل الذي كانت حفلة عيد ميلاده: كاتو وكازوز كراش، وتبولة وبطاطا مقلية وسيول تحاصر المنزل من كل الجهات، والهدية لعبة بثوب زهري تفتح عينيها وتغمضهما عند كل رجّة، ويصرّ اخواتك على التقاط صور "عيد ميلادك" وهم يرتدون " بيجاما النوم" !؟ -الانتقام الوحيد المتاح أمام اخوتك الصغار، وعليك أن تدفع ضريبة كونك أكبرهم.
    عيد ميلادي! سيأتي منخفض، وعواصف، و زوابع، وسيل وتمشي الوديان لتشاركني الاحتفال. مرّة عند جدتي هجم السيل وغمر كل المعابر بين قرية أخوالي حيث "أنا" وقرية أعمامي حيث أمي واخوتي ، و بقي أبي بعيدًا في قطعته العسكرية ولا أحد يحتفل لي بعيد ميلادي، أخيرًا سكبت لي جدتي السمن على مربى اليقطين وقدمته لي لأنها لا تعرف كيف يُخبز هذا "الكاتو”.
    تتذكّر المنخفضات والعواصف والرعود والبروق مواعيدها في حفلة ميلادي.
    ذات مرّة في "حوران" حبستنا الأمطار في مدرسة قرية الشيخ مسكين، الابتدائية، وانتظرنا واحدة من السيارات العسكرية التي يرسلها أبي لتقلنا إلى عزبة "المسمكة" القريبة من قرية "الدلي"، حيث كنّا نقطن، ولأنّه عيد ميلادي احتفلت السماء بالمزيد من الأمطار، وأخذتنا احدى المدرّسات لعندها لننتطر السيارة الموعودة، وبالفعل وصلت سيارة نوع جيب واز- وطبعًا معظم السيارات التي كانت تُقلنا من النوع الروسي السوفياتي الذي لا يمكن مشاهدته إلا في أفلام الحرب العالمية الثانية. وبسبب عراقة تلك الجيب واز- لم تكن تعمل مسّاحاتها الأمامية، ويلزمها اثنين من العساكر لقيادتها، واحد يجلس خلف المقود، وآخر مهمته مسح الزجاج الأمامي يدويًا كل مئة متر تقريبًا! هكذا نصل البيت عند المغيب تقريبًا، وكان سائقنا مغرم بأغاني محمد منير، ونكاد نسمع أغنية "الليلة" في مناماتنا. أجمل هدية لعيد ميلادي كانت طوفانات الأمطار في حوران وحرماننا من الوصول الى مدرستنا البعيدة، فأقضي اجازة العواصف وأنا أحرس قطة بيضاء هرّبتها من وراء ظهر أمي إلى واحدة من غرف تلك العزبة السوريالية، أراقب من النافذة المياه المتماوجة في أحواض السمك العملاقة، وساقية الريّ التي يغذيها نبع السريّا.
    اليوم، كما ترون مع مظلتي وكتابي ومزاج بيروت المتلاعب، والمنخفض الجوي والرعود السياسية، والبروق الحربية، أحبّها هذه المدينة المهددة دائمًا بحرب، لا تعرف الهدوء، ومصرّة على أن تتأنّق وتصفف شعرها، وتشرب قهوتها، وتدوّن يومياتها، وتطلب الكنافة من عند "حلاب الروشة". .
    وتحية لكل مواليد #برج_الجدي العظماء ?
    وِلدتُ يوم تختبئ الظباء وتسرح الذئاب .
    #لينا_هويان_الحسن
يعمل...
X